تحاول مليشيات الحوثي المدعومة من إيران، استباق الموعد الذي لم يتحدد بعد، لمشاورات السلام بالسويد، التي دعا إليها المبعوث الدولي إلى اليمن مارتن جريفث، بالخروقات وافتعال العراقيل مجددا أمام عربة السلام.
ولا تبدو مليشيات الحوثي جادة في التوجه نحو التسوية السياسية التي دعت لها الأمم المتحدة ورحبت بها الحكومة الشرعية اليمنية والتحالف العربي، قدر ما تعتبرها فرصة سانحة لالتقاط أنفاسها بعد الخسائر الكبيرة التي مُنيت بها مؤخرا.
وكانت بريطانيا قد قدمت إلى مجلس الأمن الدولي مشروع قرار حول اليمن، طالب بهدنة فورية في مدينة الحديدة لمدة أسبوعين، تهدف لإزالة كافة الحواجز وإيصال المساعدات الإنسانية، لكن مليشيات الحوثي، لم تحترم القرار وقصفت مساء الإثنين، بالمدفعية الثقيلة، مستشفى 22 مايو الذي سيطرت عليه القوات المشتركة في الحديدة، كما جددت قصف مجمع أخوان ثابت الصناعي.
وبحسب بيان رسمي لمنظمة العفو الدولية، السبت، كثفت المليشيات الحوثية عمليات حفر الخنادق وقطع شوارع في الحديدة، بالإضافة لاستخدام المدنيين دروعا بشرية وتحويل المباني السكنية والمستشفيات إلى ثكنات عسكرية ومخازن للسلاح، وذلك قبيل جولة مفاوضات سلام مرتقبة دعا إليها المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن جريفيث، في العاصمة السويدية ستوكهولم.
مفاوضات لا يتوقع اليمنيون نجاحها، قياسا بالإجراءات التصعيدية العسكرية والترتيبات التي تقوم بها مليشيات الحوثي الانقلابية، بما في ذلك الاستمرار في حشد المسلحين نحو جبهات القتال، في سيناريو شبيه لما قامت به خلال 4 جولات سابقة من المشاورات؛ والتي فشلت جميعها بسبب تعنت الجماعة التابعة لإيران.
ونقلت العين الإخبارية عن الكاتب السياسي اليمني سعيد المعمري تأكيده أن جميع المؤشرات تعطي انطباعا واضحا على وجود نية مبيتة لدى مليشيات الحوثي لإفشال مفاوضات السلام المرتقبة، موضحا أن إطلاق 5 صواريخ باليستية باتجاه مأرب واستهداف المصانع في الحديدة وقصف المدنيين في غضون اليومين الماضيين، ما هي إلا مؤشرات عن توجه المليشيات الحوثية التي لا تؤمن بالسلام مطلقا .
وأضاف لم تكتف المليشيات بتصعيدها العسكري منذ الدعوة إلى المفاوضات، بل ذهبت أبعد من ذلك وقامت باقتحام ونهب وتدمير منازل في مناطق سيطرتها، تعود ملكيتها لمسؤولين وأعضاء في وفد الشرعية المفاوض، في خطوة استفزازية تعكس نيتها المبيتة.
وكانت مليشيات الحوثي اقتحمت السبت، منزل وزير الدولة اليمني وعضو وفد الحكومة الشرعية في محادثات السلام “عثمان مجلي” في العاصمة صنعاء، ونهبت محتوياته، قبل أن تستولي عليه بقوة السلاح .