سياسة

مليارات من قطر لتشويه السعودية


صرفت قطر حوالي مليار دولار (3.75 مليارات ريال)، بهدف تزويد وسائل الإعلام الأجنبية بالدعم المادي الذي تضاعف منذ مقاطعة الإمارات،السعودية،مصر و البحرين لقطر.

وجاء الإنفاق القطري على تلك الوسائل عبر الاستحواذ المباشر وغير المباشر على تلك الوسائل، أو استهداف شراء أقلام وأصوات مؤثرة في تلك الوسائل، وتوظيفها للعمل على الإساءة للسعودية والتشكيك في كل نجاحاتها، ومن ثم كذلك الإساءة للرباعي الذي وضع حداً لتوغل الدوحة في دعم الإرهاب والتطرف.
وقد عملت الدوحة على إنشاء منظومة إعلامية جديدة منذ بداية الأزمة، اشتملت على صحف ومراكز بحثية وقنوات رقمية وصفحات في مواقع التواصل الاجتماعي، إضافة إلى دعم تلك المنظومة بشخصيات مطلوبة أمنيا أو منتمين إلى فكر الإخوان المسلمين لتركيز حملات منظمة ومدروسة تستهدف الدول العربية، وخاصة دول المقاطعة.
ولم تكتف الدوحة بإطلاق العنان لقناة الجزيرة في الإساءة ومحاولات ضرب الاستقرار العربي، بل ضمت إليها حشداً من الأذرع الإعلامية بما يكفل لها تجييشا إعلامياً لا يخفى عن كثيرين.

ولم يكن من قبيل الصدفة أن تغلق أكثر من 10 دول معظمها عربية (إضافة للهند وإيران وإسرائيل) مكاتب قنوات الجزيرة القطرية، وأن يكون ذلك على مدى سنوات تعود إلى عام 1999 وتمتد حتى العام الماضي، أي على مدى نحو عقدين من الزمن، ما أكد أن القناة تنتهج مسلكاً سياسياً محرضا ومخرباً يستهدف استقرار المنطقة، ويروّج لأجندات خاصة، يقف خلفها نظام الحمدين، بكل ما أوتي من رغبة في زعزعة الأمن وتنفيذ أجندات التحريض والوقوف خلف جماعات متطرفة وإرهابية.
وما بين عامي 1999 و2019 أغلقت مكاتب للجزيرة في السعودية والكويت والأردن والجزائر والبحرين والعراق والمغرب والإمارات واليمن والسودان، وإن كان بعضها قد أعاد فتح المكاتب بعد سنوات أو فترات من الإغلاق والتعليق.

كما أظهرت استخباراتية عالمية أن تأسيس قناة الجزيرة جاء لأهداف استخباراتية بحتة، حيث استغلت قطر الطلب السعودي بإيقاف بث خدمة العربية bbc من القمر الصناعي بسبب شنها حملات مغرضة تستهدف المملكة، حيث أطلق حمد بن خليفة آل ثاني فكرة إنشاء قناة الجزيرة، واستقطب أكثر من 150 شخصا من كادر bbc فور إغلاقها عام 1996، متطلعاً أن تحقق القناة قوة تأثير لقطر على الساحة الدولية، عبر بث الفتن وتضليل الرأي العام ودعم الإرهاب.
وبدأت «الجزيرة» بثها لزعزعة أمن واستقرار المنطقة، وزادت التوتر في المنطقة بسلوكها العدائي، فمارست التحريض في الجزائر 1999، وبدأت منذ 2002 حملاتها المحرضة ضد المملكة، منذ طرح الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز (كان وليا للعهد) مشروع السلام في الشرق الأوسط، وبدأت العزف على وتر أن المملكة خانت القضية الفلسطينية، ما دفع المملكة لسحب سفيرها صالح الطعيمي من الدوحة.
يوضح المحلل السياسي والعسكري، العميد ركن الدكتور علي التواتي لـ»الوطن» أنه منذ إغلاق bbc العربية بقرار من مجموعة أوربت السعودية في حقبة التسعينات، عمل حمد بن خليفة آل ثاني على إطلاق قناة الجزيرة وسلطها على المملكة بتمويل مباشر منه بعد سنتين من إغلاق bbc العربية وبمبلغ 150 مليون دولار.
وورثت الجزيرة نظيرتها bbc العربية، وورثت مع كادرها كذلك كراهيتها للمملكة، وهو ما كشف بشكل يقيني عن الرغبة القطرية في الهيمنة على الخليج، بعد تبني أمير قطر الإعلام كوسيلة لإسقاط من يريد في المنطقة العربية.
وبين التواتي «ينتمي قادة إعلام «الجزيرة» لأجهزة استخبارات ومرجعيات أجنبية، وبعد مقاطعة الرباعي العربي لقطر ظهرت المنظومة الإعلامية الخفية التي تديرها الدوحة في الخفاء عبر شبكة من المستشارين بهدف تقوية مركزها في المنطقة، وإظهار أن قطر تتمتع بنظام سياسي متكامل، وعبر التغاضي عن الصراعات التي تنخر في جسد الأسرة الحاكمة، وعبر تجاهل الظلم الذي وقع على أفراد من الشعب، وإلغاء انتمائهم بشكل جماعي».

تابعونا على
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى