ملف أسلحة الميليشيات يتسبب في خلافات حادة بين السوداني ومستشاريه
أصدر الرئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني توجيهات عاجلة لمستشاريه لضبط التصريحات الصحفية بعد أن أثار مستشاره ابراهيم الصميدعي جدلا بتحذيره من خطورة عدم الاستجابة لطلبات أجنبية بتفكيك سلاح الفصائل المسلحة، بينما جاء تحذيره وسط ضغوط غربية على السوداني لحصر السلاح بيد الدولة.
-
مساعٍ تركية لتقليص عدد الفصائل المسلحة السورية وسط جهود التطبيع
-
الفصائل المسلحة التابعة لتركيا تستولي على ممتلكات سوريين
وتشير توجيهاته الصارمة إلى وجود خلافات عميقة بينه بين عدد من كبار مستشاريه من أنصار فكرة تفكيك سلاح الميليشيات المدعومة من الحرس الثوري الايراني.
وشدد بيان صادر من مكتب رئيس الوزراء الاربعاء أنه طالب “المستشارين بعدم الاجتهاد في التصريحات الصحفية، بشكل يخالف السياقات العامة لإدارة الدولة، من خلال الإدلاء بآراء شخصية لا تمثل الحكومة، وأن لا يظهروا أو يصرحوا لوسائل الإعلام إلَّا بموافقة رسمية”.
كما خير “جميع المستشارين، بين الاستمرار بالعمل الرسمي، أو التنازل عن مناصبهم ومواقعهم الاستشارية، وبالتالي تكون لهم حرية الإدلاء بالتصريحات التي تعبر عن آرائهم الشخصية”.
وهذه أول مرة ينتقد فيها رئيس الحكومة العراقية مستشاريه بسبب موضوع حساس مثل موضوع سلاح الفصائل المسلحة والذي بات مطروحا على الطاولة بسبب التطورات في المنطقة وتهديد إسرائيل باستهداف العراق في حال لم يوقف الجماعات المسلحة عن شن هجمات عليها.
ويشير السوداني لتصريح مستشاره ابراهيم الصميدعي الذي تحدث الثلاثاء عن تلقي الحكومة العراقية طلباً واضحاً من أطراف دولية وإقليمية بضرورة تفكيك سلاح الفصائل المسلحة، فيما حذر من خطورة عدم الاستجابة لهذا الطلب.
-
دمشق تتلقى عرضًا إيرانيًا بالدعم العسكري لمواجهة المعارضة المسلحة
-
حملة حصر السلاح بيد الدولة: هل تفقد معناها دون شمول الفصائل العراقية؟
ويشعر رئيس الوزراء العراقي بأنه في موقف محرج فهو بين فكي كماشة بعد ضغوط من الغرب من جهة وضغوط القوى الموالية لايران من جهة أخرى لنزع سلاح الميليشيات.
وكانت عدد من التيارات السياسية مثل التيار الصدري وائتلاف دولة القانون والمرجعية الشيعية بقيادة علي السيستاني طالبت بمواجهة السلاح الخارج عن الدولة.
ويهدد هذا السلاح غير المنضبط الامن القومي العراقي بعد التهديدات الإسرائيلية والمطالبات الأميركية بالتصدي له فيما كشفت العديد من المصادر أن العراق يتحرك سياسياً ودبلوماسياً بشكل سريع نحو المجتمع الدولي وعبر بوابات مختلفة من أجل صناعة ضغط دولي على الدولة العبرية يمنع تنفيذها أي هجمات عسكرية على بغداد.
-
هل حزب الله يسعى لتحريض الفصائل الفلسطينية على التصعيد؟
-
واشنطن توجه تحذيرات للسوداني: أوقفوا هجمات الفصائل
وقد أكد المتحدث باسم القائد العام للقوات المسلحة، اللواء يحيى رسول، أن القوات العراقية “في حالة تأهب قصوى” وجاهزة للدفاع عن سيادة البلاد في مواجهة أي تهديد خارجي.
وجاءت هذه التهديدات بشكل رسمي عبر وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر، الذي بعث برسالة إلى رئيس مجلس الأمن الدولي. حثّ فيها على اتخاذ إجراء فوري للتصدي لأنشطة الجماعات المسلحة الموالية لإيران في العراق.
وفي 18 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، قالت صحيفة “معاريف” الإسرائيلية، “تستعد المؤسسة الأمنية للتعامل مع التهديد الناشئ بعد الارتفاع الحاد في عدد الهجمات من العراق من 6 هجمات فقط بطائرات مسيرة في أغسطس/آب الماضي، إلى 31 هجوماً في سبتمبر/أيلول الماضي. ثم إلى 90 هجوماً في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، ومنذ بداية الشهر الجاري، تم تسجيل أكثر من 65 عملية إطلاق”.
-
تاريخ حافل بالمعارك.. لماذا يعتبر “لواء غولاني” هدفاً للفصائل المسلحة؟
-
حملة حصر السلاح بيد الدولة: هل تفقد معناها دون شمول الفصائل العراقية
وكانت وزارةُ الخارجية العراقية وجّهت رسائلَ رسمية إلى مجلس الأمن، والأمم المتحدة، والجامعة العربية، ومنظمة التعاون الإسلامي، ردا على تهديداتِ إسرائيل بالاعتداء على العراق.
لكن المشكلة تكمن في سلاح الفصائل المسلحة غير المنضبطة للدولة العراقية والتي تأخذها أوامرها من الحليف الإيراني ومن قيادة الحرس الثوري.
ورغم أن هجمات الميليشيات تراجعت بفعل التطورات في المنطقة على غرار سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد والضربات التي تلقاها حلفاء مثل حزب الله وحماس لكن قادة الفصائل لا يزالون يصرون على التصعيد.