سياسة

“ملفات بيبي” في نيويورك.. وثائقي جديد يسلط الضوء على دور نتنياهو في خلق الفوضى


 تُفتح في الخامس عشر من نوفمبر/تشرين الثاني الجاري “ملفات بيبي” للمخرجة أليكسيس بلوم بالتعاون مع أليكس غيبني في مركز ايميلي مونيكا السينمائي، حيث سيعرض ضمن فعاليات أكبر مهرجان للأفلام الوثائقية “Doc NYC” الذي ينتظم سنويا بمدينة نيويورك.

ويبدأ عرض الفيلم الوثائقي الجديد بلقطات استجواب لم تُعرض من قبل، حيث يقدم نظرة ثاقبة إلى العالم حول مجريات التحقيقات التي تمخض عنها توجيه تهم الفساد لرئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو.

وتكشف أحداث الفيلم في 113 دقيقة عن صور غير منشورة من قبل لما تمخضت عنه التحقيقات التي خضع لها نتنياهو في نوفمبر/تشرين الثاني 2019.

ووفق ما نشرته “فرانس 24” سبتمبر/أيلول الماضي، فإن الفيلم يسلط كذلك الضوء على المساومات التي تتم بين النخب الإسرائيلية وكذلك مسؤولية “بيبي” في إغراق الشرق الأوسط في الفوضى.

ومع اقتراب عرض الفيلم نشر منتجه أليكس غيبني تغريدة على حسابه بموقع إكس كشف من خلالها عن “رفع نتنياهو دعوى قضائية لمحاولة منع عرض هذا الفيلم”، قائلا “ماذا يخبرك ذلك؟” في إشارة إلى جدية الملفات التي يقدمها العمل الوثائقي، لاسيما أنه ممنوع من العرض في إسرائيل.

ويتضمن الفيلم عدة لقطات تم تسريبها للمخرج غيبني في عام 2023، سجلتها الشرطة الإسرائيلية خلال محاكمة نتنياهو بداية من عام 2016 إلى عام 2018، إلى جانب لقطات استجواب لزوجته سارة وابنه يائير، وكذلك أصدقائه، وشركائه، بالإضافة أيضًا إلى عمال المنزل في المقر الرئيس لإقامة رئيس الوزراء، والمسمى بيت أغيون. ويضم أيضًا مقابلات نتنياهو مع أشخاص من الداخل بما في ذلك الصحفي رافيف دراكر.

ويظهر في الفيلم أيضًا العديد من الشهود الذين عملوا مع نتنياهو وميلشان، وهم يتحدثون إلى الشرطة بشأن هدايا منتظمة لنتنياهو وزوجته سارة في مقابل الحصول على خدمات، من بينها تمديد الإعفاء الضريبي الذي استفاد منه ميلشان، بينما يزعم نتنياهو أن تدخله فيما يتعلق بالإعفاء الضريبي كان لصالح الدولة، وليس مليشان.

وكان أليكس غيبني صرح بأن “هذه التسجيلات المصورة تلقي الضوء على شخصية نتنياهو بطريقة غير مسبوقة وغير عادية، فهي تمثل دليلا قويا على شخصيته الفاسدة والمرتشية، وكيف قادتنا إلى حيث نحن الآن”.

وقالت بلوم “بصراحة، هذه القصص عن نتنياهو معروفة جيدًا في إسرائيل. وقد قال لي العديد من الإسرائيليين على طول الطريق: ‘عليكم أن تنشروا هذا للعالم كله'”. وعلى الرغم من ذلك فقد أعربت بلوم عن خيبة أملها بسبب رفض المسؤولين التحدث علنًا عن فساد نتنياهو.

كما أبرزت أن الاستجوابات تمثل “آلاف الساعات ولم نشاهدها كلها لأن هناك ‘شجرة العائلة’، لنسمها هكذا، وهي معقدة للغاية بين مختلف القضايا، ثم إن بعض الأشخاص الذين تم استجوابهم هم مجرد لاعبين صغار”، مضيفة “لكننا شاهدنا استجوابات كافة الأشخاص الرئيسيين. لسوء الحظ، لم نتمكن من إدراجها كلها”.

ومن المقرر عرض “ملفات بيبي” ضمن فعاليان مهرجان “Doc NYC” الأميركي خلال يومي 15 و16 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، نظرا للطلب المتزيد على العمل.

وتم عرض الوثائقي للمرة الأولى في 9 سبتمبر/أيلول الماضي خلال مهرجان تورونتو السينمائي بوصفه فيلما قيد التنفيذ، وسيتم بعد عرضه العالمي الأول رسميًا في مهرجان “Doc NYC”، إصداره لاحقًا في 11 ديسمبر/كانون الأول المقبل عبر منصة “jolt film”.

وأوضح غيبني خلال مقابلة أجريت معه قبل أيام من عرض الفيلم في تورونتو بكندا “كان ذلك في الحقبة التي حاول فيها نتنياهو إضعاف دور القضاء في إسرائيل. سمح لي هذا فورا بفهم حقيقة أنه كان يسعى إلى التملص من عواقب الملاحقات القضائية ضده. ومن ثمة، فقد كان الموضوع أكبر بكثير من مجرد إجراء قانوني بسيط”.

ويطرح الفيلم الوثائقي الذي أعدته بلوم وغيبني فرضية تشير إلى أن قضايا الفساد المحيطة ببنيامين نتنياهو ومناوراته للإفلات من قبضة العدالة، قد عرّضت أمن إسرائيل للخطر ودمرت آمال السلام بالشرق الأوسط.

ويأتي عرض الفيلم قبل أيام من رفض النيابة العامة الإسرائيلية طلب رئيس الوزراء الإسرائيلي تأجيل موعد مثوله أمام المحكمة العليا التي تنظر في تهم ضده بالفساد بداعي انشغاله بالحرب في قطاع غزة ولبنان.

وقالت صحيفة “هآرتس” العبرية إن “النيابة العامة الإسرائيلية أعلنت معارضتها لطلب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو التأجيل لشهرين ونصف الشهر، موعد الإدلاء بشهادته أمام المحكمة العليا في قضايا فساد”.

وأضافت “في ردها الذي قدمته إلى المحكمة المركزية بالقدس، ذكرت النيابة أن أي تأخير إضافي في المحاكمة يتعارض بشدة مع المصلحة العامة”، مشيرة إلى أن “المحكمة العليا ستناقش طلب نتنياهو وتتخذ قرارا بشأنه، الأربعاء”.

وقدم محامو الدفاع عن نتنياهو، الاثنين، طلبا بتأجيل شهادته أمام المحكمة، ويواجه رئيس الوزراء اتهامات بالرشوة والاحتيال وإساءة الثقة، إلا أنه ينفي تلك الاتهامات.

ويتهم قادة في المعارضة نتنياهو بالإصرار على مواصلة الحرب على غزة وفتح جبهة حرب على لبنان بهدف التهرب من محاكمته، ومحاولة تحقيق نصر ربما ينقذه من المحاكمة ويحافظ على منصبه رغم إخفاقاته منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

تابعونا على

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button