سياسة

مقتل البيدجا في ليبيا: نهاية ممول داعش وإمبراطور التهريب


قُتل آمر الأكاديمية البحرية في ليبيا عبد الرحمن ميلاد المعروف باسم “البيدجا”، بعد تعرضه لعملية اغتيال في طرابلس مساء الأحد.

وأكدت مصادر طبية بمستشفى الزاوية وصول جثة عبد الرحمن البيدجا بعد استهدافه بهجوم مسلح قرب جنزور غرب طرابلس، وفق ما نقلت صحيفة (المرصد الليبي).

ولم تعلن بعد أيّ جهة أو ميليشيات مسؤوليتها عن قتل “البيدجا” الذي تصفه وسائل إعلام محلية بـ “إمبراطور التهريب”، رغم صغر سنه (في الثلاثينات من العمر). وما زالت التكهنات تدور حول ما إن كان صراعاً على النفوذ مع ميليشيات متنافسة معه. أو أنّ “تصفيته” جزء من إعادة ترتيب الأوراق من جهات لا تريد للوضع أن يتجه للانفلات التام في طرابلس، في ظل استمرار أزمة المصرف المركزي.

وفتحت حادثة اغتيال أخطر قيادي ميليشياوي وأكبر ممول لتنظيم (داعش) الإرهابي في غرب ليبيا، “البيدجا”. الباب حول احتمال أن تكون الخطوة ضمن توجه لتصفية قادة الميليشيات شديدي الخطورة، بهدف نزع فتيل الانفلات الأمني المحتمل.

و”البيدجا” يقود ميليشيات باسمه في غرب ليبيا، وهو مُدرج على قوائم المطلوبين والعقوبات لدى كل من المحكمة الجنائية الدولية والاتحاد الأوروبي. لقيادته ميليشيات الاتجار بالبشر والتعامل مع المافيات الدولية عموماً ومافيات أوروبا خصوصاً، واتخاذه من نشر الفوضى وسيلة لاستمرار جرائمه. وما يجمعه من ورائها من نفوذ وأموال.

وسبق أن وصف تقرير أمني، صادر عن الأمم المتحدة في حزيران (يونيو) 2017. البيدجا بأنّه “مهرب بشر”، ومسؤول عن إطلاق النار في البحر، ويتزعم منظمة إجرامية. ويشتبه في أنّه أغرق قوارب مهاجرين غير شرعيين في البحر، خاصة حين كان يترأس وحدة من خفر السواحل في مدينة الزاوية بغرب ليبيا.

كما ورد اسم “البيدجا” في التقرير الصادر عن مجلس الأمن في حزيران (يونيو) 2018. بوصفه زعيم أخطر عصابة تهريب بشر في ليبيا، متورطة في تعذيب المهاجرين وارتكاب انتهاكات بحقوق الإنسان.

وفي الشهر ذاته، فرضت وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات ضد (6) أفراد، من بينهم “البيدجا”. بسبب “تهديدهم للسلام أو الأمن أو الاستقرار في ليبيا، وذلك من خلال تورطهم في تهريب المهاجرين”.

وفي 14 تشرين الأول (أكتوبر) 2020 أعلنت وزارة الداخلية القبض على “البيدجا”، وذلك بعدما أصدر جهاز (الإنتربول) إشعاراً ضده. ووفقاً لأمر ضبط أصدره النائب العام الليبي لتورطه في تهريب الوقود. لكن تم إطلاق سراحه بعد تهديد من ميليشيات باستخدام القوة حال عدم إطلاق سراحه.

ورغم كون القتيل مطلوباً دولياً، فقد شارك في فعاليات عسكرية كبرى، تشرف عليها الحكومة القائمة في طرابلس، وشارك في الحرب ضد الجيش الليبي التي جرت عام 2019. وفوق ذلك، تسيطر ميليشياته على واحدة من أخطر الجهات، وهي الأكاديمية البحرية. التي يتخذها مقراً لتدريب عناصره.

ولم يقف “البيدجا” عند الاتجار بالبشر، بل اتُهم محلياً ودولياً بتمويل الإرهاب من خلال مراكب الهجرة غير الشرعية التي رعاها. إضافة إلى تسهيل انتقال عناصر التنظيمات المتطرفة بين أفواج المهاجرين.

كما ورد اسمه في تحقيقات العديد من الجرائم الميليشياوية التي أرهبت الأهالي في عدة مدن ليبية، أبرزها قيادة الميليشيات التي هاجمت مدينة صبراتة ودمرتها وهجَّرت أهلها. لتكون أحد أهم منطلقات الهجرة إلى أوروبا.

كما اتُهم “البيدجا” بالوقوف وراء حملة اقتحام السجون لإطلاق سراح محتجزين من عناصر وقيادات تنظيم (داعش). وما يُعرف بـ “مجلس شورى بنغازي” الإرهابي، في مدينتي صرمان وصبراتة عام 2020.

تابعونا على
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى