بعد أداء قوي في الانتخابات البرلمانيةالعراقية، يبدو أن الزعيم الديني مقتدى الصدر يتجه للعودة إلى الساحة السياسية في العراق بعد تهميشه لسنوات من قبل منافسين تدعمهم إيران.
وبحسب نتائج جزئية رسمية للانتخابات، فقد حققت قائمتا الفتح و سائرونمفاجأة بتصدرهما نتائج غالبية المحافظات العراقية، أمام قائمة النصر التي يقودها رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي.
وجاء في المرتبة الأولى تحالف سائرون الذي يجمع الصدر والحزب الشيوعي على أساس مكافحة الفساد، في ست محافظات من أصل 18، وثانيا في أربع أخر.
وبخصوص تحالف الفتح الذي يضم فصائل الحشد الشعبي التي لعبت دورا حاسما في دعم القوات الأمنية لدحر تنظيم داعش، فقد حل أولا في أربع محافظات، وثانيا في ثمان أخرى.
بالنسبة إلى العبادي، المدعوم من التحالف الدولي، فحل خلف الفتح وسائرونفي جميع المحافظات ما عدا نينوى، وكبرى مدنها الموصل التي أعلن العبادي تحريرها في تموز الماضي.
وصنع الصدر اسمه من قيادته انتفاضتين ضد القوات الأميركية في العراق، ليستقي بذلك دعم الأحياء الفقيرة في بغداد ومدن أخرى. ووصفت الولايات المتحدة جيش المهدي، وهو فصيل مسلح موال للصدر، بأنه أكبر تهديد لأمن العراق.
وبينما صوت كبار الساسة في فندق فاخر ببغداد وهم يرتدون سترات حديثة، ظهر الصدر بعباءته وعمامته التقليديتين وهو يسير إلى مركز اقتراع للإدلاء بصوته.
وعززت لقطات تلفزيونية للصدر صورته كزعيم ثائر يجد هوى في نفوس المحرومين العراقيين.
وإذا تأكدت النتائج الأولية فربما يتم تشكيل تحالف بين الصدر، الذي قاتل الأميركيين ويعد واحدا من الزعماء القلائل الذين يحتفظون بمسافة بينهم وبين إيران صاحبة النفوذ القوي في العراق، مع العبادي الذي تلقى تعليمه في بريطانيا والذي كون علاقات مع واشنطن وطهران.
ويسعى الصدر لتوسيع قاعدة دعمه الإقليمي وتجمعه في مصالح مشتركة في مواجهة النفوذ الإيراني ودرء سمومها في العراق.
ويمتد التأييد للصدر إلى مدينة البصرة في جنوب البلاد وبالقرب من حقول النفط الرئيسية بالبلاد.
ويرى مراقبون أن دعوة رجل الدين العراقي علي السيستاني للناخبين بنبذ المرشحين الفاسدين كانت إشارة ضمنية لدعم قائمة سائرون.