مقاطعة الجزائر لحفل “كاف” في مراكش: غموض حول دوافع القرار
أعلنت الجزائر مقاطعة حفل الكنفدرالية الإفريقية لكرة القدم (الكاف). لتوزيع الجوائز لموسم 2022-2023 الذي يقام اليوم الاثنين بقصر المؤتمرات بمدينة مراكش. في خطوة تأتي ظاهريا احتجاجا على عدم ترشيح لاعب أهلي جدة السعودي الجزائري رياض محرز. وكذلك مدرب اتحاد العاصمة السابق عبدالحق بن شيخة الذي سبق له في السنوات الماضية .أيضا تدريب النادي الرياضي الإفريقي التونسي. لأي جائزة من جوائز ‘الكاف’ للموسم الحالي.
وليس ثمة ما يستدعي هذه المقاطعة باعتبار أن الترشيحات تتم .وفق معايير معينة ولا تشوبها أي نوايا اقصائية من قبل ‘الكاف’ .وهي عملية منظمة تخضع لمقاييس معينة معروفة على المستوى الرياضي الإقليمي والدولي.
ويذهب القرار الجزائري على ما يبدو إلى أبعد من مجرد الاحتجاج .ويأتي ضمن سياقات توتر مع المغرب تؤججه النواة الصلبة للنظام. (القيادات العسكرية من خلال الواجهة السياسية لنظام الحكم) .في كل مناسبة.
ويُثبت القرار عبثية تهيمن على القرارات في الجزائر على مختلف المستويات. بما فيها الرياضي الذي ينظر إليه في الأصل كجسر .تواصل بين الشعوب بعيدا عن التأثيرات السياسية .أو العلاقات التي يشوبها التوتر.
والواضح أيضا أن اللغط في الجزائر الذي رافق الإعلان عن قائمة الترشيحات لجوائز الكاف لا يخلو من التسييس. فقد اعتادت السلطات الجزائرية إقحام السياسي في الرياضي. وتسترت مرارا تحت غطاء المظلوية أو نظرية المؤامرة .وهذا دأبها في تضخيم الأشياء أو في تبرير قرارات تعتبر عبثية.
ووجهت في وسائل إعلام وعلى منصات اجتماعية جزائرية اتهامات للمغرب .بأنه هو من يتحكم في قرارات الكنفدرالية الأفريقية لكرة القدم. برئاسة الجنوب افريقي باتريس موتسيبي .وهي الاتهامات ذاتها التي وجهت في السابق لرئيس الجامعة الملكية لكرة القدم فوزي. لقجع في عهد الرئيس السابق لـ’الكاف’ أحمد أحمد.
وقد ترجع المقاطعة أيضا إلى أن حفل توزيع جوائز ‘الكاف’. يُقام في مراكش المدينة السياحية المغربية التي باتت تحت الأضواء عالميا بعد أن استضافت .بنجاح فعاليات عالمية كبرى .كان آخرها اجتماعات صندوق النقد والبنك الدوليين.
وأمس الأحد أعلن وليد صادي رئيس الاتحاد الجزائري لكرة القدم أنه .”لن يحضر إلى حفل الكنفدرالية الإفريقية لكرة القدم في المغرب“. مضيفا أنه أبلغ رئيس ‘الكاف’ بهذا القرار الذي برره بالتضامن مع اللاعب محرز وفريق اتحاد العاصمة.
وأثار عدم ترشيح رياض محرز لأي جائزة من جوائز موسم 2023-2024 .جدلا واسعا وضجة في الإعلام الجزائري الذي اعتبر أنه (محرز). الأجدر بالفوز بالكرة الذهبية الأفريقية .بعدما حقق ثلاثية مع فريقه السابق مانشستر سيتي.
لكن شقا من محللين الرياضيين مخالفين لرأي الإعلام الجزائري. وللجدل المثار حول أحقية محرز بالكرة الذهبية الأفريقية. أوضحوا أن اللاعب الدولي الجزائري حين سجل ثلاثية لمانشستر سيتي. كان على بنك البدلاء ولم يشارك في معظم المباريات .ولم يظهر أيضا أنه كان حاسما في أي مباريات التي خاضها فريقه الانكليزي.
وعلى هذا الأساس. يقول هؤلاء إنه رياض محرز لا يستحق أن يكون حاضرا .ضمن القائمة النهائية للمرشحين للفوز بالكرة الذهبية الأفريقية. موضحين حالة مشابهة لوضعه .تتعلق بالدولي المغربي أشرف حكيمي.
وكان حكيمي قد فاز مع فريقه بالدوري الفرنسي .ووصل أيضا مع المنتخب المغربي إلى نصف نهائي كأس العالم 2022 الذي استضافته قطر. ويعتبر في الوقت الراهن أفضل ظهير أيمن في العالم .ومع ذلك لم يتم ترشيحه للفوز بجائزة الكرة الذهبية الأفريقية.