مع اقتراب الوضع من الانفجار.. إسرائيل ترسل نخبة قواتها إلى الضفة
نقلت إسرائيل وحدة ‘دوفدوفان’ الخاصة من قطاع غزة إلى الضفة الغربية. وسط مخاوف من تدهور الأوضاع في حال لم تُتخذ تل أبيب قرارات بشأن المستقبل الاقتصادي لفلسطينييّ الضفة.
ونقلت صحيفة ‘هآرتس’ العبرية عن مسؤولين أمنيين إسرائيليين قولهم إن “الوضع في الضفة الغربية على وشك الانفجار”. على خلفية مشكلة متعلقة بأموال المقاصة وعودة العمال الفلسطينيين لأماكن عملهم بإسرائيل.
وتابعت “حذّر المسؤولون أيضًا من أنه إذا لم تتخذ القيادة السياسية الإسرائيلية. قرارات بشأن المستقبل الاقتصادي للفلسطينيين الذين يعيشون في الضفة الغربية فإن خطر الصراع سيزداد”.
وأشارت إلى أنه “من وجهة نظر الجيش الإسرائيلي. فإن سحب وحدة القوات الخاصة من غزة يمثل تنازلا عن قوة كبيرة في المجهود الحربي”. دون أن تحدد عدد أفراد الوحدة الذين تم سحبهم من القطاع.
وكان وزراء اليمين الإسرائيلي المتشدد .رفضوا نقل أموال الضرائب إلى السلطة الفلسطينية أو السماح للعمال الفلسطينيين من الضفة الغربية بالعودة إلى أماكن عملهم في إسرائيل.
وبعد اندلاع الحرب على غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي. منعت الدولة العبرية العمال الفلسطينيين من الضفة الغربية من الدخول إلى إسرائيل .
ولتفادي تفجر الأوضاع بالضفة، طالب الجيش الإسرائيلي .وجهاز الأمن العام “الشاباك” بتحويل أموال الضرائب إلى السلطة الفلسطينية .والسماح للعمال من الضفة بالعودة للعمل في إسرائيل.
وفي 10 يناير/كانون الثاني الجاري شدد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن .خلال لقائه مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس على موقف بلاده بأنه .”يجب تحويل جميع عائدات الضرائب الفلسطينية التي تجمعها إسرائيل باستمرار إلى السلطة الفلسطينية وفقا للاتفاقيات السابقة”.
وتعتمد السلطة الفلسطينية بشكل كبير على أموال المقاصّة. التي تقوم إسرائيل بجمعها من الضرائب نيابة عن السلطة مقابل واردات الفلسطينيين على السلع المستوردة.
ومن المفترض أن تحول إسرائيل الأموال إلى السلطة الفلسطينية شهريا .بمتوسط 750 – 800 مليون شيكل (نحو 190 مليون دولار). يحول منها لقطاع غزة في الأحوال الطبيعة 270 مليون شيكل .(نحو 75 مليون دولار).
وتوزع الأموال المخصصة لغزة بنحو 170 مليون. شيكل توجه لرواتب موظفي السلطة الفلسطينية بالقطاع، و100 مليون شيكل لسداد فاتورة الوقود الخاصة بمحطة كهرباء غزة.
وتصاعدت التوترات الأمنية أيضا في الضفة الغربية عقب اندلاع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة. مع تكثيف تل أبيب عملياتها العسكرية بمدن وبلدات ومخيمات الضفة. إضافة إلى زيادة الاقتحامات والاعتقالات.
وقتل شاب فلسطيني اليوم الاثنين وأصيب 10 آخرون برصاص الجيش الإسرائيلي .وصفت إصابات بعضهم بـ”الخطيرة”. خلال اقتحام مدينة دورا جنوبي الضفة الغربية.
وفي شأن آخر أكدت مصادر متطابقة اليوم الاثنين اعتقال الجيش. والشرطة الإسرائيليين 25 طالبا من جامعة النجاح الوطنية في مدينة نابلس في الضفة الغربية المحتلة. بتهمة انتمائهم إلى حركة حماس الإسلامية.
وأكد مسؤول في الجامعة ونادي الأسير الفلسطيني اعتقال الطلاب. فيما قال الجيش الإسرائيلي إنه اعتقل “تسعة مطلوبين مرتبطين بخلية طلاب حماس“.
بدوره قال مصدر أمني إن “الطلبة ومعظمهم من الذراع الطلابي لحركة حماس كانوا .معتصمين داخل الجامعة منذ ثلاثة أسابيع على خلفية مطالب نقابية”. مضيفا أن “اقتحام الجيش الإسرائيلي للجامعة جاء عقب نشر رسائل على شبكات التواصل الاجتماعي. وصلاة جماعية تضامنًا مع المقاومة في غزة”.
وأدى الطلاب الصلاة بعد الكلمة المتلفزة التي ألقاها أبوعبيدة المتحدث .باسم كتائب عزالدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس بمناسبة مرور 100 يوم على الحرب بين إسرائيل والحركة الإسلامية. وأدانت جامعة النجاح في بيان “الاقتحام الخطير” ووصفته .بأنه “انتهاك صارخ لكافة الأعراف والمواثيق الدولية”.
وقال نائب رئيس الجامعة للشؤون المجتمعية رائد الدبعي. “قام جنود الاحتلال بكسر أقفال بوابات الجامعة والاعتداء جسديا على موظفي أمن الجامعة. ثم اعتقال 25 طالبا كانوا يعتصمون بداخلها لاهداف نقابية”.
وبحسب نادي الأسير الفلسطيني طالت الاعتقالات الإسرائيلية 55 فلسطينيا. في أنحاء متفرقة من الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل منذ العام 1967.
ومنذ اندلاع الحرب قتل 340 فلسطينيا على الأقل بنيران الجيش أو مستوطنين إسرائيليين في الضفة الغربية، وفق بيانات وزارة الصحة الفلسطينية.