سياسة

معركة الكونغرس.. وقضايا الناخب الأمريكي

ماريا معلوف


لم يتبقَّ سوى أيام قليلة على موعد إجراء انتخابات التجديد النصفي للكونغرس، بعد غد، 8 نوفمبر الجاري.

وستشهد هذه المعركة انتخاب أعضاء مجلس النواب جميعا، والبالغ عددهم 435 عضوا، وكذلك انتخاب ثلث أعضاء مجلس الشيوخ، أي 35 مقعدا من أصل 100، بالإضافة إلى الاقتراع على مناصب 39 حاكم ولاية.

ومع اقتراب موعد الانتخابات، تزداد المعارك الانتخابية شراسة بين مرشحي الحزبين الجمهوري والديمقراطي.

ويسعى الديمقراطيون للاحتفاظ بالأغلبية في مجلسَي الشيوخ والنواب، وزيادة تمثيلهم، بينما الجمهوريون يرغبون في اقتناص أغلبية أحد مجلسَي الكونغرس أو كليهما.

وفي خضم حالة الاستقطاب السياسي الحادة التي تُعاني منها الولايات المتحدة، والمنافسة الشرسة بين الديمقراطيين والجمهوريين، تتباين روئ الناخبين الأمريكيين حول أهم القضايا التي سيحددون على أساسها توجيه أصواتهم، والتي شغلت الرأي العام الأمريكي على مدار الأشهر الماضية، وتتنوع ما بين التضخم والأوضاع الاقتصادية وقضية إلغاء حق الإجهاض وحظر حمل السلاح.

من المرجّح ارتفاع نسبة إقبال الناخبين الأمريكيين على انتخابات التجديد النصفي للكونغرس في ظل حالة الاستقطاب الشديدة القائمة، وسعي الناخبين إلى تأييد المرشحين الذين يتبنون الرؤى الخاصة بهم وفقا لانتماءاتهم السياسية.

وكشف استطلاع للرأي أُجري بمشاركة مركز أبحاث NPR/Matrist، في أغسطس الماضي، حول النسبة المتوقعة لمشاركة الناخبين الأمريكيين في انتخابات التجديد النصفي للكونغرس، أن أكثر من 8 من كل 10 ناخبين مسجلين أكدوا مشاركتهم في التصويت بالانتخابات المقبلة هذا الخريف.. فقد أكد 82% من الديمقراطيين مشاركتهم، بينما أكد 88% من الجمهوريين مشاركتهم، فيما أكد 80% من المستقلين المشاركة في الانتخابات.

وعندما سُئل المشاركون عن مدى اهتمامهم بالانتخابات على مقياس من 1 إلى 5 -1 مهتم جدا و5 غير مهتم على الإطلاق- أوضح نحو 7 من كل 10 أنهم مهتمون جدا.

وتفوق الجمهوريون على الديمقراطيين قليلا في مستوى اهتمامهم مرة أخرى.. وكانت أغلب الفئات المهتمة للغاية بالانتخابات من خريجي الجامعات البيض، خاصة الرجال والناخبين الأكبر سنا.

ربما يكون تأثير الانتخابات النصفية الوشيكة حاسما في جميع أنحاء البلاد، نظرا لتباين وتنوع القضايا التي يُركز عليها مرشحو كل حزب وأهميتها، والمنافسة الانتخابية الشرسة بين المرشحين الديمقراطيين والجمهوريين.

فمن ناحية، دعا الرئيس جو بايدن الأمريكيين إلى منحه الغالبية الكافية للالتفاف على اللوائح المنظمة بالكونغرس المتعلقة بإلغاء حق الإجهاض في جميع أنحاء البلاد، أو لمنع الأسلحة الهجومية.

وذكر بايدن أن الأمريكيين وحدهم لديهم الخيار، مشيرا إلى أن الإجهاض والأسلحة النارية والنظام الصحي كلّها أمور موجودة على أوراق الاقتراع.

ومن ناحية أخرى، تعهد الجمهوريون بقيادة معركة شرسة ضدّ التضخّم ومكافحة المخدّرات، ومواصلة هجومهم ضدّ الرياضيين المتحوّلين جنسيا، كما وعد مرشّحو الحزب الجمهوري بفتح سلسلة تحقيقات بالكونغرس ضد بايدن، ومستشار جائحة كوفيد-19، أنتوني فاوتشي، ووزير العدل ميريك غارلاند، حال حصلوا على أغلبية مجلسَي الكونغرس، كما يخطّطون لوقف عمل لجنة التحقيق في الهجوم على مبنى الكابيتول، الذي نفّذه أنصار الرئيس السابق دونالد ترامب.

وبشكل عام، فرغم أن قضيتي الإجهاض وحمل السلاح جاءتا ضمن اهتمامات كلا الحزبين، فإن ترتيب أولويات القضايا لدى الديمقراطيين يبدو مختلفا عن اهتمامات الجمهوريين، فبينما يركز الديمقراطيون على برامج تحسين الرعاية الصحية وتغير المناخ ونزاهة الانتخابات، يضع الجمهوريون قضايا الهجرة والضرائب والتضخم على رأس أولوياتهم.

ومن اللافت للانتباه أن قضية نزاهة الانتخابات باتت إحدى قضايا الانتخابات، إذ يُصر الديمقراطيون على ضرورة إصلاح النظام الانتخابي لتسهيل التصويت، بينما يدعو الجمهوريون إلى إصلاحه للحيلولة دون حدوث تزوير في الانتخابات، مشككين في نتائج انتخابات الرئاسة التي جرت عام 2020 وأتت بـ”بايدن” رئيسا.

بالإضافة إلى ذلك، أصبح كل من الناخبين الجمهوريين والديمقراطيين أقل احتمالية للنظر إلى السياسة الخارجية وتفشي فيروس كورونا على أنهما قضيتان مهمتان للغاية في تصويتهم.. في حين أن الاقتصاد لا يزال هو القضية المهيمنة في الانتخابات النصفية لهذا الخريف، فيما ازدادت أهمية مسألة الإجهاض بشكل ملحوظ بين الديمقراطيين بعد قرار المحكمة العليا بإنهاء الضمان الفيدرالي للحق في الإجهاض القانوني في الولايات المتحدة.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى