سياسة

مطالبة تبون بـ«حكومة انتقالية»… وانتخابات مبكرة


دعا السجين السياسي الجزائري، رشيد نكاز، الرئيس عبد المجيد تبون إلى التخلي عن الدستور الجديد قبل بدء العمل به، وإطلاق «حكومة انتقالية» مع بداية العام الجديد، لا يتعدى عمرها 12 شهرا، تنظم بعدها انتخابات رئاسية مبكرة، وذلك بحجة أن الرئيس الحالي «انتهى سياسيا»، بحسب المعارض الذي اشتهر في سنوات مضت بتسديد الغرامات، بدلا عن النساء المنقبات بفرنسا وسويسرا.

واقترح نكاز في رسالة لتبون، نشرها دفاعه على حسابه بمواقع التواصل الاجتماعي، انتخاب رئيس «يتمتع بصحة جيدة بدءا من العام 2022». في إشارة ضمنا إلى الحالة الصحية المتدهورة لتبون، الذي يعالج في ألمانيا من إصابة بكورونا، منذ 28 من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، والذي تسبب غيابه في جمود الهيئات والأجهزة الحكومية، بحكم تركيز كل الصلاحيات والسلطات بين يديه.

وذكر نكاز، وهو رجل أعمال يتحدر من غرب الجزائر، ولد وعاش في فرنسا، أن تبون «مات سياسيا وليست جريمة أن نذكر هذا»، مبرزا أن شريط الفيديو الذي ظهر فيه تبون في 13 من الشهر الجاري، «أثار قلقا بالغا لدى الجزائريين». حيث بدا الرئيس نحيفا ومتعبا في الفيديو، الذي بثه على حسابه بـ«تويتر»، من مكان علاجه بألمانيا، وأكد فيه أنه يتعافى تدريجيا، وأن عودته ستكون في غضون 3 أسابيع على أقصى تقدير. وأكد نكاز الذي يوجد بالحبس الاحتياطي منذ أكثر من سنة في رسالته أن «الشعب الجزائري لا يمكن أن يقف متفرجا على رجل مصاب بمرض خطير، وهو يتسبب في إضعاف أمة، وذلك ببقائه على رأس أكبر بلد إفريقي (مساحة)، وثاني قوة عسكرية (بعد جنوب إفريقيا) في القارة». مضيفا أنه «على الرئيس عبد المجيد تبون أن يتحلى بالشجاعة السياسية، ويدرك أن حالته الصحية لم تعد تسمح له بالاستمرار في أعلى منصب بالسلطة التنفيذية، وأن استقالته هي الخيار الوحيد، والواقعي المقبول لدى الشعب».

وأعلن رسميا عن إصابة تبون بفيروس كورونا، لكن أطباء يعتقدون بأنه واجه مضاعفات خطيرة بدليل طول فترة علاجه، حسبهم.

واقترح نكاز على تبون أن يستقيل من المنصب، «كما فعل الرئيس اليمين زروال في سبتمبر (أيلول) 1998 في خضم توتر حاد في النظام، دفعه إلى تنظيم انتخابات مبكرة»، جرت في ربيع العام الموالي، وشهدت تولي عبد العزيز بوتفليقة الحكم. كما اضطر بوتفليقة للاستقالة في الثاني من أبريل (نيسان) 2019 تحت ضغط شعبي كبير، تسببت فيه رغبته في تمديد حكمه، بينما كان مريضا وعاجز بدنيا.

و«نصح» نكاز، تبون ضمنا، بالاعتبار بما وقع لسلفه، مشيرا إلى أن الجزائر «تستحق رئيسا معافى بدنيا، متوفر في الميدان على مدار الساعة، كما كان الحال مع الزعيم السوفيتي سابقا، ميخائيل غورباتشوف، الذي أمسك بمقاليد ثاني قوة عالمية عام 1985، وهو في سن الـ54، وقاد إصلاحات ذات أولوية في الاقتصاد في إطار الديمقراطية والشفافية». وتخلى نكاز عن جنسيته الفرنسية، امتثالا للدستور الجزائري عشية ترشحه لانتخابات 2014. واشتكى الأسبوع الماضي من رداءة الغذاء في سجنه، وعرض على الحكومة مساعدة مالية لتحسين ظروف المساجين.

واعتقل جهاز الأمن المعارض نكاز في الرابع من ديسمبر (كانون الأول) 2019، بسبب نشاطه المعادي لتنظيم انتخابات رئاسية، جرت في 12 من نفس الشهر. واتهم بـ«التحريض على حمل السلاح»، و«منع المواطنين من حقهم في الانتخاب بواسطة خطة مدبرة»، وهي تهم جنائية. وقال نكاز ردا عليها أثناء التحقيق إنه كان بصدد ممارسة نشاط سياسي كمعارض للنظام وسياساته. فيما أعرب محاموه عن استيائهم من طول مدة حبسه من دون محاكمة.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى