سياسة

معارض تركي: تركيا قد تشهد انتخابات مبكرة عام 2021


قام معارض تركي، بالكشف يومه الأحد، عن تراجع كبير في نسبة التأييد لحزب العدالة والتنمية، الحاكم، بقيادة الرئيس رجب طيب أردوغان إلى 30 %، وقد أشار إلى أن البلاد قد تشهد انتخابات مبكرة عام 2021. 

وكان ذلك في تصريحات صرح بها سلجوق أوزداغ، القيادي السابق بالعدالة والتنمية، نائب رئيس حزب المستقبل برئاسة أحمد داود أوغلو، رئيس الوزراء الأسبق، وأحد المنشقين عن الحزب الحاكم، حيث أكد أوزداغ لصحيفة طرفسِز المعارضة، بأن المستقيلين والمنشقين عن الحزب الحاكم يطلبون الانضمام إلى حزب المستقبل.

كما أشار المعارض التركي إلى أن تركيا قد تشهد انتخابات تشريعية مبكرة في مارس 2021، وقال بأن استطلاعات الرأي لدينا تشير إلى أن نسبة دعم حزب العدالة والتنمية تراجعت إلى نحو 30%.

 

وقال أيضا: تتراوج نسبة الدعم التي نحصل عليها (كحزب) في الوقت الراهن بين 5 و9%. لكن الحزب الحاكم يفقد دعمه، والمنفصلون عنه يتوجهون إلى حزبنا بطبيعة الحال.

كما أشار إلى أن حزب المستقبل يعرف تأييد أعداد كبيرة من أنصار العدالة والتنمية، وبعد ذلك مؤيدو حزبي الشعوب الديمقراطي الكردي المعارض، والحركة القومية حليف الحزب الحاكم. إذ أن سلجوق أوزداغ، هو نائب برلماني سابق للعدالة والتنمية عن ولاية مانيسا(غرب)، وقد تولى منصب نائب الرئيس العام للحزب لفترة، ويعد أحد الأسماء المقربة من داود أوغلو.

والجدير بالذكر أن حزب العدالة والتنمية يعيش منذ فترة حالة من التخبط والارتباك السياسي جراء الانشقاقات المتتالية بين الفينة والأخرى، وذلك بعد الخسارة الكبيرة التي مني بها أمام أحزاب المعارضة في الانتخابات المحلية الأخيرة، حيث فقد فيها الحزب كثيرا من البلديات الكبرى، وعلى رأسها بلديتا العاصمة أنقرة وإسطنبول.

وقد شكلت استقالة داود أوغلو أبرز الاستقالات في صفوف الحزب في 13 سبتمبرالماضي، حيث قال إن الحزب لم يعد قادرا على حل مشاكل تركيا ولم يعد مسموحا بالحوار الداخلي فيه.

وقد أعلن داود أوغلو في 13 ديسمبر الماضي ، تأسيس حزبه الجديد المستقبل حيث قام باستعراض مبادئه، والسياسات العامة التي سيتبعها، لينهي بذلك حالة الجدل والترقب بخصوص مساعيه لإعلان الحزب التي بدأت منذ انشقاقه عن صفوف العدالة والتنمية.

وكان داود أوغلو (60 عاما) قد تولى منصب رئيس الوزراء بين عامي 2014 و2016 وذلك قبل أن يدخل في خلاف مع الرئيس، رجب طيب أردوغان، إذ انتقد بشدة أردوغان والإدارة الاقتصادية لحزب العدالة والتنمية واتهمهما بتقويض الحريات الأساسية وحرية الرأي.

وقد جرت استقالة داود أوغلو بعد شهرين على استقالة علي باباجان، نائب رئيس الوزراء الأسبق، من حزب العدالة والتنمية في يوليو الماضي، إذ يعتزم هو الاخر تأسيس حزب جديد. وقد كشف من جانبه باباجان بأنه يرغب في تأسيس حزبه الجديد  من أجل انتشال تركيا من كبوتها، حيث نفى المزاعم بشأن عدوله عن هذه الفكرة لتأخره عن تدشين الحزب في يناير الماضي، وقد أعلن مسبقا أن الإعلان عن الحزب سيكون في ذلك الشهر. وقد أعلن أيضا عضو سابق بحزب العدالة والتنمية في الشهر الماضي، تأسيسه حزبا سياسيا جديدا وذلك بعد انتهائه من كل الإجراءات اللازمة لإشهاره.

الحزب الجديد يحمل اسم حزب اتحاد الأناضول وقد تأسس بقيادة رجل الأعمال بدري يالتشين، حيث كان أيضا عضوا في حزب العدالة والتنمية. وكان بدري يالتشين قد اشتغل لسنوات طويلة بنشاط الجمعيات ومنظمات المجتمع المدني، ومارس العمل السياسي في صفوف حزب العدالة والتنمية، كما أنه كان مرشحا عن الحزب لرئاسة بلدية مدينة كَمَر بمدينة أنطاليا، وذلك قبل أن يستقيل من الحزب الحاكم في وقت سابق.

وقد جاءت كل هذه التطورات في الوقت الذي يفقد فيه حزب العدالة والتنمية كل يوم مؤسسيه وقاعدته الشعبية منذ أن فشل في الانتخابات البلدية، خاصة فقدانه بلدية إسطنبول، والتي تعد أحد رموز سيطرته.

هذا وقد ذكرت صحيفة يني جاغ يوم 14 ديسمبر، نقلا عن بيان للنيابة العامة بالمحكمة العليا، بأن 114116 عضوا قد قدموا استقالتهم من حزب العدالة والتنمية وذلك خلال 4 أشهر فقط؛ معترضين على سياساته.

وتضمن أيضا البيان بأن 56 ألفاً و260 عضواً قد استقالوا من الحزب خلال الفترة من 1 يوليو إلى 6 سبتمبر 2019، في حين استقال 57 ألفاً و856 عضواً خلال هذه الفترة حتى 22 نوفمبر الماضيين.

وقد كانت هذه التطورات السبب في تعالي الأصوات التي أشارت في تركيا إلى عقد انتخابات مبكرة، على خلفية الأوضاع المضطربة بسبب الأزمة الاقتصادية التي تشهدها البلاد منذ فترة، وتداعياتها المختلفة كارتفاع معدلات التضخم، والبطالة، والأسعار لأرقام غير مسبوقة. هذه الأوضاع قد ساهمت أيضا في تدني شعبية أردوغان وحزبه، وكذلك فقد ثقة الناخبين فيهم، وفق نتائج استطلاعات الرأي التي أعلن عنها مؤخرا.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى