سياسة

مصير رئيسي يأتي من خامنئي


 

 فاقم مرشد الثورة الإسلامية في إيران علي خامنئي (أعلى مرجعية دينية وسياسية) الأحد قلق الإيرانيين على مصير رئيسهم ابراهيم رئيسي والوفد الحكومي الذي كان معه على متن مروحية فقد الاتصال بها في منطقة جبلية وعرة بين الحدود الإيرانية الأذرية وسط ضباب كثيف، وذلك بقوله إن “شؤون الدولة لن تتعطل”، في أحدث وأقوى إشارة على احتمال تعرض الرئيس ومن معه لمكروه شديد، بينما لم تستبعد مصادر فرضية مقتل رئيسي ومن معه وإن كان من المبكر الجزم بذلك في انتظار إعلان رسمي يزيل الغموض.

وعزت السلطات الإيرانية سقوط المروحية التي كان على متنها أيضا وزير الخارجية حسين أمير عبداللهيان وأعضاء من الحكومة، إلى سوء الأحوال الجوية والضباب الكثيف، بينما أعلن الهلال الأحمر الايراني اقتراب فرق الإنقاذ من مكان الحادث، بينما تم تجنيد نحو 40 فرقة للبحث والانقاذ.

وترأس خامنئي لأول مرة مجلس الأمن القومي الذي بحث تداعيات الحادث سياسيا وأمنيا وسبل إدارة شؤون الدولة، في حين تم تشكيل خلية أزمة وغرفة عمليات مشتركة لكافة الأجهزة الأمنية.

وتوحي تصريحات خامنئي بحالة شغور رئاسي وهو ما يطرح سؤالا حول من سيحكم إيران في حال تأكد مقتل ابراهيم رئيسي ومن معه.

وانتقل الخطاب الاعلامي الايراني على التلفزيون الرسمي وعلى وكالات الأنباء الرسمية من الحديث عن هبوط اضطراري للمروحية التي كانت تقل رئيسي ووزير خارجيته أمير حسين عبداللهيان ومحافظ أذربيجان الشرقية وعدد من أعضاء الحكومة، إلى سقوط ثم في آخر النشرات إلى تحطم.

ويشير ذلك إلى أن السلطات الإيرانية تتوقع أسوأ سيناريو يمكن أن يكون في وقت تواصل فيه فرق الإنقاذ البحث عن المروحية أو أي إشارة حياة لمن كان على متنها، دون تأكيد مقتل أو نجاة من كانوا على متنها.

العشرات من فرق البحث تحتشد في مهمة صعبة بحثا عن الرئيس الايراني والوفد المرافق له
العشرات من فرق البحث تحتشد في مهمة صعبة بحثا عن الرئيس الايراني والوفد المرافق له

وينظم الدستور الإيراني إدارة شؤون الدولة في حالة غياب الرئيس لسبب ممن الأسباب كالسفر للخارج أو المرض أو العجز بسبب المرض أو الوفاة.

وفي هذه الحالات يتولى نائب الرئيس إدارة شؤون الدولة، لكن في حالة العجز أو الوفاة، يختلف الأمر إذ يتولى المنصب لمدة 50 يوما لحين اجراء انتخابات رئاسية مبكرة وهو السيناريو القائم والمطروح كمخرج لأي فراغ دستوري.

وتقول المادة 131 من الدستور الإيراني إنه في حالة شغور منصب رئيس الدولة بسبب الوفاة، يتولى النائب الأول للرئيس بعد موافقة المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية، صلاحيات ومهام الرئيس.

وفي حالة الشغور الرئاسي للسبب سالف الذكر، ينص الدستور الإيراني أيضا على تشكيل مجلس يضم رئيس مجلس الشورى ورئيس السلطة القضائية والنائب الأول للرئيس وذلك لاتخاذ الترتيبات اللازمة لانتخاب رئيس جديد خلال مدة أقصاها خمسون يوما.

كما أخذ الدستور الإيراني في الاعتبار وضع نائب الرئيس أو عدم وجود منصب نائب رئيس، موضحا أنه في حالة وفاة النائب الأول للرئيس أو توفر ما يمنعه من الأسباب من أداء مهامه، يتولى المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية تعيين شخص آخر بدلا عنه.

وفي حالة وفاة النائب الأول للرئيس، أو غير ذلك من الأمور التي تمنعه ​​من أداء مهامه، أو عندما لا يكون للرئيس نائب أول، يعين المرشد شخصاً آخر بدلاً منه.

وفي الوقت الراهن يشغل محمد مخبر منصب النائب الأول للرئيس الإيراني منذ تعيينه في 8 أغسطس/اب 2021، بناء على اختيار رئيسي له.

ومخبر الذي يحمل درجتي دكتوراه في القانون الدولي والإدارة، من الشخصيات المقربة من رئيسي الذي اختاره لمنصب نائب الرئيس وكان قبلها رئيسا لما يسمى “لجنة تنفيذ أمر الإمام” وهي مؤسسة غير حكومية يتركز نشاطها في الشؤون الخيرية. وكان قد تولى إدارتها ما بين 15 يوليو/تموز 2007 حتى 8 أغسطس/اب 2021.

وشغل كذلك منصب نائب الرئيس التنفيذي والعضو المنتدب لشركة خوزستان للاتصالات والعضو المنتدب لشركة دزفول للاتصالات ونائب وزير التجارة والنقل لمؤسسة المحرومين ونائب محافظ خوزستان.

وتتواصل في الوقت الراهن جهود البحث عن مروحية رئيسي، بينما أعلن الهلال الأحمر الإيراني أن فرق الإنقاذ والاسعاف وصلت إلى موقع تحطم المروحية، لكن لم يتضح على الفور ما إذا تم العثور على المروحية التي فقد الاتصال بها من ساعات.

وانتقل رئيسي بداية في طائرة رئاسية إلى محافظة أذربيجان ومنها استقل مروحية رفقة الوفد المرافق له لافتتاح سد مع نظيره الاذري ومنها عاد على متن المروحية ذاتها التي انقطع الاتصال معها.

والمروحية المذكورة مزودة بأحدث أجهزة التتبع ولا يمكن فقدان الاتصال بها إلا في حالة تحطم أجهزة الاتصالات فيها إما للاصطدام بسخرة في الجبال أو لوقوع تفجير من الداخل أو إصابتها بصاروخ وهي احتمالات تطرح كتفسير منطقي لانقطاع الاتصالات بها.

ويبقى مصير ابراهيم رئيسي ووزير خارجيته والوفد المرافق مجهولا إلى أن تعلن الجهات الرسمية ما يؤكد نجاتهم أو إصابتهم أو مقتلهم.

وتغذي التوترات المتفاقمة بين إسرائيل وإيران فرضية تعرض رئيسي للاغتيال خاصة مع إعلان إيران مرارا عن وجود إسرائيلي في أذربيجان التي ترتبط بعلاقات مع إسرائيل.

واتهمت طهران في السابق باكو بتهديد أمنها القومي من خلال وجود مراكز تجسس إسرائيلية على أراضيها، بينما تعرضت سفارة أذربيجان في السابق لاعتداء، ما دفعها للبحث عن مقر جديد لم يفتتح بعد، في حين شهدت العلاقات توترات غير مسبوقة.

وفي الفترة الأخيرة هدأت التوترات نسبيا مع اعلان باكو عزمها افتتاح سفارة جديدة في طهران ومع افتتاح الرئيس الإيراني اليوم الأحد سدا مع نظيره الأذري في أحدث إشارة على برود التوتر بين البلدين.

قلق إقليمي ودولي واستعدادات للمساعدة

وأعربت عدة دول عن قلقها من الأنباء التي تحدثت عن فقدان الاتصال بالمروحية التي كانت تقل رئيسي ووزير خارجيته ووفدا حكوميا، معربة عن استعدادها للمساعدة في عمليات البحث.

وأعربت السعودية عن دعمها لإيران اليوم الأحد وقالت إنها مستعدة لتوفير أي مساعدة لازمة بعد سقوط طائرة هليكوبتر كانت تقل الرئيس الإيراني.

ونقلت وكالة الأنباء السعودية عن وزارة الخارجية قولها إن المملكة تتابع التقارير بشأن سقوط الهليكوبتر “بقلق بالغ”.

وقالت وزارة الخارجية القطرية في بيان إن الدوحة مستعدة لتقديم “كل أشكال الدعم” لجهود البحث الإيرانية، بينما أعرب الرئيسان التركي والأذري عن بالغ قلقهما واستعدادهما للمساعدة. وقال رجب طيب أردوغان “أشعر بحزن شديد إزاء حادث الهليكوبتر الإيرانية وهناك تنسيق كامل مع السلطات الإيرانية”.

خامنئي يطمئن الايرانيين أن لا تأثير لحادث تحطم مروحية الرئيس على سير شؤون الدولة
خامنئي يطمئن الايرانيين أن لا تأثير لحادث تحطم مروحية الرئيس على سير شؤون الدولة

وقالت وزارة الخارجية التركية إنها تتابع بحزن تطورات حادث سقوط طائرة هليكوبتر إيرانية كانت تقل الرئيس الإيراني اليوم الأحد، معبرة عن أملها في سلامته، مضيفة أنه جرى اتخاذ إجراءات لتقديم جميع أنواع الدعم لمهام البحث والإنقاذ.

وتابعت “نأمل أن يكون المسؤولون الإيرانيون، بمن فيهم الرئيس إبراهيم رئيسي ووزير الخارجية حسين أمير عبداللهيان، آمنين وبصحة جيدة”.

وقال مفوض الاتحاد الأوروبي لإدارة الأزمات يانيز لينارتشتش إن المفوضية الأوروبية فعّلت خدمة الخرائط عبر الأقمار الصناعية للمساعدة في جهود البحث عن طائرة الرئيس الإيراني بعد سقوطها وذلك في أعقاب طلب بالمساعدة تقدمت به إيران.

وتوفر خدمة كوبرنيكوس لإدارة الطوارئ التابعة للمفوضية الأوروبية منتجات لتحديد الأماكن بناء على صور الأقمار الصناعية.

وقال لينارتشتش على منصة إكس إن كوبرنيكوس تفعل “خدمة خرائط الاستجابة السريعة في ضوء حادث الطائرة”.

وجه رئيس الحكومة العراقية محمد شياع السوداني اليوم الأحد، وزارة الداخلية والهلال الأحمر العراقي بالمساعدة في البحث عن طائرة الرئيس الإيراني التي فقدت في شمالي إيران.

 

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى