سياسة

مصلحة الأمة عند الإخوان


الوثائق التي نشرتها صحيفة نيويورك تايمز عن تآمر إخواني وإيراني باستضافة تركية ضد السعودية، في تقديري لم تكن غريبة بل كانت مكشوفة منذ زمن بعيد، الجديد فيها أنها أكدت فقط مدى حقدهم وتآمرهم على السعودية بالأدلة والبراهين، وفيه تأكيد على مدى وحجم الاستهداف والتشويه المنظم والمخطط له والمشترك الذي تتعرض له السعودية وحلفاؤها بكل السبل وفي جميع المجالات، وأن المملكة عندما تُصنف جهة على أنها منظمة إرهابية لا تصنفها عبثا، إنما لخطر هذه الجماعة على الأمة بعدما تحالفت مع الخارج لتدمير الوطن العربي، وأنها واقعية في توجهاتها وفي قراءتها السياسية، وفي معرفة مصلحتها وفي تحديد مستقبل المنطقة والأمة، وأنها قائمة على معلومات مؤكدة وموثقة، وعلى تحليل السلوك والمنهج وليست متسرعة أو ردود أفعال على مواقف سطحية مؤقتة، تعتمد وتستند في ذلك إلى خبرتها في العلاقات الدولية وإرثها السياسي المتجذر في بحور ودهاليز السياسة الدولية.

لقد أكدت هذه التسريبات أن الإخوان خوارج، الخيانة ديدنهم، وعقيدتُهم مبنِية على الكذب والتَقية، مدفوع لهم أن يكونوا صناعا للحروب، لا تهمهم المبادئ، وليس لهم قلب يرحم القتلى والمشردين والجائعين والأطفال، هم أكبر خطر على الأمة حتى من إيران المعروفة بعدوانيتها لنا التي شرها واضح للعيان، فهم كانوا يضمرون في قلوبهم الشر والغل على كل الأنظمة العربية وعلى كل ما هو عربي.

العجيب في الأمر الاعتراف الصريح من الإخوان بعقد اللقاءات في تركيا مع الحرس الثوري وعدم القدرة على إنكارها، وتبريرها بأنها من أجل مصلحة الأمة كما يقولون، فما هي مصلحة الأمة التي يبحثون عنها؟ وهل مصلحة الأمة تدعو للاجتماع سرا مع من دمر الأوطان العربية؟ إيران عدو للأمة فكيف يناقشونها في مصلحة الأمة؟ وماذا قدمت لهم إيران بعد لقائهم هذا غير خراب ديار الشعوب العربية؟ ومن الذي خولهم أن يبحثوا ويقرروا مصير ومصلحة شعوب الأمة.

من المعلوم أن العلاقات المشتركة بين الإخوان ونظام الملالي بدأت منذ وقت، ومنذ تأثر مؤسس الجماعة حسن البنا بالمرجع الشيعي تقي الدين القُمّي الذي أقام زمناً طويلا في مصر، حينها نشأت بينهما علاقات وطيدة ومشروع مشترك ما زال يسير ومتوافقا عليه حتى الآن.

لقد أثبت الإخوان، أدعياء الضلال، أنهم مجرد أدوات تستخدمها إيران وتركيا، وكل عدو لدمار الأمة والفساد في الأرض، حزب خائن يستعين ويستخدم الدين لتنفيذ ما صُنع له، مصلحة عندهم تكمن في هدم السعودية ومن يقف معها، وأن مصطلح مصلحة الأمة إنما شماعة لذر الرماد في عيون المجتمعات والشعوب واستغفال الناس به يتخذون من الإسلام سبيلا للوصول لأهدافهم القبيحة وما اجتماعهم مع نظام الملالي إلا من أجل خراب الأمة وليس مصلحة الأمة، وهو بمثابة اجتماع بين كيانين إرهابيين وليس بالأمر المفاجئ، وهم مجرد مطايا لكل من يريد خراب الدول العربية، سقطت أقنعتهم وانفضحوا، وأن سقوطهم جميل والأجمل هو اعترافهم، بعدما أثبتوا أنهم عرب لكن مهمتهم الوحيدة تنفيذ الأجندات الإيرانية والتركية، واستعدادهم قتال وتدمير أوطانهم وشعوبها والتاريخ يشهد بذلك.

نقلا عن العين الإخبارية

تابعونا على
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى