سياسة

مصر تهدد الولايات المتحدة بالانسحاب من مفاوضات الهدنة


هددت مصر بالانسحاب من الوساطة في وقف إطلاق النار في غزة، قائلة: إن محاولات التشكيك في نزاهتها في التعامل مع المفاوضات تعكس الرغبة في معاقبة القاهرة على وقوفها إلى جانب الحقوق الفلسطينية، حيث تحدث ضياء رشوان، رئيس الهيئة العامة للاستعلامات في مصر – في وقت متأخر من مساء أمس الأربعاء – ردًا على تقرير لشبكة “سي إن إن” الأمريكية، يفيد بأن مسؤولي المخابرات في القاهرة غيروا بهدوء شروط الاقتراح الأخير وأفسدوا صفقة هدنة في غزة وتبادل الأسرى والرهائن بين إسرائيل وحماس

وقال رشوان: “إن محاولات التشكيك والإساءة لجهود الوساطة المصرية لن تؤدي إلا إلى مزيد من التعقيدات للوضع في غزة والمنطقة بأكملها، وقد تدفع مصر إلى الانسحاب الكامل من وساطتها في الصراع الحالي”.

 
أكاذيب “سي إن إن” 

وبحسب مجلة “ذا ناشونال” الدولية، فإن تقرير الشبكة الأمريكية، من شأنه أن يفسد كافة محاولات مصر لوقف هذه الحرب، كما أن يتناقض مع تقرير سابق لرئيس المخابرات الأمريكية ويليام بيرنز، الذي أكد فيه أن مصر أبلغته بالتغيرات الطفيفة في اتفاق الهدنة. وقد أخبر هو بدوره الجانب الإسرائيلي بهذه التعديلات. 

وقال تقرير شبكة “سي إن إن”، الذي نشر يوم الثلاثاء نقلا عن ثلاثة مصادر. إن مسؤولي المخابرات المصرية غيروا شروط اقتراح وقف إطلاق النار الذي وافقت عليه إسرائيل في وقت سابق من شهر مايو، دون استشارة الوسطاء قطر والولايات المتحدة. 

وادعت الشبكة الأمريكية، أن هذه التغيرات أثارت غضب المسؤولين الأمريكيين والإسرائيليين والقطريين، وأدت إلى طريق مسدود في المحادثات. 

وأفادت المجلة الدولية، أن وزارة الخارجية القطرية أصدرت – بيانًا أمس- نفت فيه إدعاءات الشبكة الأمريكية بشكل غير مباشر. 

وقال رشوان: إن تقرير شبكة “سي إن إن” يرقى إلى حد محاولة معاقبة مصر على دعمها الثابت للحقوق الفلسطينية. وقرارها الأسبوع الماضي بالتدخل لدعم قضية جنوب إفريقيا أمام محكمة العدل الدولية التي تتهم إسرائيل بارتكاب إبادة جماعية. 

وأشار أيضًا إلى إصرار مصر على أنها لن تعيد فتح معبر رفح الحدودي مع غزة. إذا لم تتخل إسرائيل أولا عن سيطرتها على الجانب الفلسطيني الذي استولت عليه في 7 مايو. 

 
ضغوط أمريكية 

وأكدت المجلة الدولية، أن التقرير الأمريكي يأتي في ظل الضغوط الأمريكية الكبرى على مصر لإعادة فتح معبر رفح مرة أخرى والتنسيق مع إسرائيل لمرور المساعدات الإنسانية حتى لا تتفاقم الأزمة الإنسانية في قطاع غزة في ظل الاتهامات الدولية لإسرائيل بتجويع الشعب الفلسطيني. ولكن رفضت مصر كافة هذه الضغوط، لعدم اعترافها بالسيطرة الإسرائيلية على المعبر. 

حث وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، الأربعاء، القاهرة على بذل كل ما في وسعها لضمان تدفق المساعدات الإنسانية إلى غزة. في الوقت الذي تتراكم فيه المواد الغذائية والأدوية على الجانب المصري.

 

وقال بلينكن: إن القتال بالقرب من المعبر الحدودي جعل تقديم المساعدة أمرًا صعبًا. ولكن ما يزال من الممكن وصول المساعدات. 

وأضاف: “لذلك، نحن بحاجة إلى إيجاد طريقة للتأكد من أن المساعدات التي ستمر عبر معبر رفح يمكن أن تمر بأمان، لكننا نحث بقوة شركاءنا المصريين على بذل كل ما في وسعهم للتأكد من أن المساعدات تتدفق داخل القطاع”.

وأكدت المجلة الدولية، أن مصر تصر على أن وجود القوات الإسرائيلية على جانب غزة من المعبر يشكل تهديدًا لعمال الإغاثة وسائقي الشاحنات. لذا ترفض تمرير المساعدات إلا بعد رحيل قوات الاحتلال من المدينة الحدودية. 

وتوترت علاقات مصر مع إسرائيل منذ بدء الحرب على غزة قبل سبعة أشهر. ووصلت إلى مستوى منخفض جديد عندما استولت إسرائيل على جانب غزة من معبر رفح وشنت هجومًا بريًا على رفح، حيث لجأ نحو 1.5 مليون فلسطيني نازح. 

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى