سياسة

مصر.. الحكومة جديدة على الطريق تنتظرها مهامّ صعبة


 

 كلّف الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي رئيس وزرائه مصطفى مدبولي بتشكيل حكومة جديدة بعد أن تقدّمت الحكومة باستقالتها اليوم الاثنين، فيما تنتظر الفريق الحكومي المرتقب مهام صعبة يتصدّرها البدء في تطبيق حزمة من التدابير المؤلمة لإخراج البلاد من أزمتها الاقتصادية والمالية.

وأجّلت مصر تنفيذ عديد الإصلاحات الاقتصادية التي تصدّرت شروط صندوق النقد الدولي لتمويل البلاد في مواجهة دوامة مالية طاحنة أدت إلى ارتفاع غير مسبوق في تكاليف المعيشة، في وقت يستمر فيه تدهور أوضاع فئات واسعة من المصريين.

وتنتظر الحكومة المرتقبة تحديات صعبة من أبرزها إيجاد حلول لأزمة شح السيولة التي تتفاقم يوما بعد آخر، بالإضافة إلى معضلة سداد الديون الخارجية التي عرفت قفزة خلال الأعوام الماضية وصرفت في تمويل بناء عاصمة جديدة وتشييد بنية تحتية ودعم الجنيه المصري الذي شهد انهيارات متتالية.

وأفادت الرئاسة المصرية في بيان اليوم الاثنين بأن التعديل المرتقب يهدف إلى “تحقيق التطوير المرجو في الأداء الحكومي ومواجهة التحديات التي تواجهها الدولة”، مضيفة أن الحكومة الحالية مستمرة في أداء عملها لحين تشكيل الفريق الوزاري الجديدة.

وأضاف البيان أن السيسي وجه الحكومة الجديدة “بمواصلة مسار الإصلاح الاقتصادي مع التركيز على جذب وزيادة الاستثمارات المحلية والخارجية وتشجيع نمو القطاع الخاص”.

وذكر أن “تكليفات الرئيس السيسي للحكومة الجديدة تتضمن مواصلة جهود تطوير المشاركة السياسية، وكذلك على صعيد ملفات الأمن والاستقرار ومكافحة الإرهاب بما يعزز ما تم إنجازه في هذا الصدد”.

وليس هناك مؤشر فوري على الوزراء الذين سيتم استبدالهم في التعديل الوزاري الذي طال انتظاره، أو موعد الإعلان عن الحكومة الجديدة.

وبدأ السيسي فترة ولايته الثالثة ومدتها ست سنوات في أبريل/نيسان الماضي بعد أن حقق فوزا ساحقا في الانتخابات الرئاسية التي جرت في ديسمبر/كانون الأول بنسبة 89.6 بالمئة من الأصوات في غياب منافسين حقيقيين.

وكان مدبولي، وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية السابق، كلف بتشكيل حكومة جديدة للمرة الأولى عام 2018، بعدما قدمت حكومة رئيس الوزراء السابق شريف إسماعيل استقالتها بعد أيام من أداء السيسي اليمين لفترة رئاسة ثانية بعد فوزه في الانتخابات في العام نفسه.

وشغل مدبولي منصب وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية منذ فبراير/شباط 2014، كما شغل قبلها منصب المدير الإقليمي للدول العربية في برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية.

وترأس في الفترة من سبتمبر/أيلول 2009 حتى نوفمبر/تشرين الثاني 2011 منصب رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للتخطيط العمراني بوزارة الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية.

وبينما سعت مصر لمواجهة النقص المزمن في النقد الأجنبي والتضخم المرتفع على مدى العامين الماضيين، كانت هناك تكهنات بإمكانية استبدال مدبولي نفسه.

وفي وقت سابق من العام، التقط الاقتصاد المصري أنفاسه بعد اتفاقية استثمارية ضخمة مع الإمارات وصفقات تمويل دولية بما في ذلك برنامج قرض موسع مع صندوق النقد الدولي بقيمة 8 ميارات دولار ضمن برنامج إصلاح اقتصادي.

وتوقعت تقارير اقتصادية في وقت سابق تعمٌّق متاعب الاقتصاد المصري وتراجع وتيرة نموه بسبب تداعيات الحرب على غزة وتأثيرها على السياحة، بالإضافة إلى الهجمات التي يشنها المتمردون الحوثيون على السفن في البحر الأحمر، ما أدى إلى انخفاض إيرادات قناة السويس بين 40 و50 في المئة نتيجة تحويل مسار الناقلات.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى