مصادر تكشف أن تكليف الحريري بتشكيل الحكومة أصبح أمرا محسوما


إن اللقاءات والاتصالات متكثفة في الساعات الأخيرة بين الفرقاء السياسيين، وذلك في محاولة للاتفاق على الحكومة اللبنانية قبل موعد الاستشارات النيابية المحددة الإثنين المقبل، حيث تتزايد التوقعات بتكليف سعد الحريري بتشكيل الحكومة.

وقد ذكرت مصادر برئاسة الجمهورية للعين الإخبارية بعد انسحاب المرشح السابق سمير الخطيب من سباق رئاسة الحكومة، بأن تسمية رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري أصبحت شبه محسومة.

ومن جانبه، فقد أعلن رجل الأعمال سمير الخطيب انسحابه من الترشح لرئاسة الحكومة بعد لقائه المفتي عبداللطيف دريان الأحد الماضي، ليعيد بذلك المباحثات إلى نقطة الصفر، وذلك على إثر تأكيده بأن هناك اتفاقا على عودة الحريري، وليقوم بعدها رئيس الجمهورية بتأجيل الاستشارات أسبوعا.

وبالرغم من هاته الخطوة قد لاقت استياء البعض خاصة في صفوف رئاسة الجمهورية، ورئيس التيار الوطني الحر وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل، إضافة إلى حزب الله وحركة أمل، غير أنه يظهر بأن معظم الكتل النيابية سترضخ لما يعتبرونه قرار الطائفة السنية بتكليف الحريري.

ووفق مراقبين، فإن ترشيح الحريري قد جاء بعد أن فشلت محاولات اتفاق الفرقاء في ظل تمسك الجميع، إذ في حين حزب الله وحركة أمل ورئاسة الجمهورية ورئيس التيار الوطني الحر، يصرون على تأليف حكومة تكنوسياسية، فإن الحريري يتمسك بحكومة تكنوقراط من وزراء متخصصين غير حزبيين بما يتوافق مع مطالب الشعب.

وقد قام الحريري برفض إعادة تكليفه ما لم يوافق الجميع على شروطه، إلى أن تم التوصل إلى اتفاق وسطي يقضي بتسمية شخصية ترضي الجميع لتأليف حكومة تكنوسياسية، وقد كلف سمير الخطيب بهذه المهمة، غير أن ردود الفعل قد أعادت الكرة إلى ملعب الحريري مرة أخرى، إذ أصبح المرشح الوحيد للقيام بالمهمة.

ووفق ما أفادت به مصادر وزارية لبنانية للعين الإخبارية فإن قرار خروج باسيل من الحكومة سيسهّل تشكيل حكومة تكنوقراط كما يريدها الحريري أو على الأقل خالية من الوجوه الاستفزازية، وقرار باسيل قد جاء كحلّ للخروج من المأزق.

وحسب ما تبينه التقديرات، فإن الحريري سيحصل على ما لا يقل عن 80 صوتا من أصل 128 نائبا، إذا ما بقي المرشح الأول لرئاسة الوزراء، ولم يطرأ جديد.

وتتوزع تلك الأصوات كالتالي: حزب الله (13 نائبا) وحركة أمل (17 نائبا) الذي يرأسه رئيس البرلمان نبيه بري، وتيار المردة (5 نواب) الذي يرأسه النائب طوني فرنجية، وتيار العزم (4 نواب) الذي يرأسه رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي، وحزب القوات اللبنانية (15 نائبا) الذي يرأسه سمير جعجع، والحزب التقدمي الاشتراكي الذي يرأسه النائب السابق وليد جنبلاط (9 نواب)، إلى جانب بعض النواب المستقلين الذين سيسمّون الحريري يوم الاثنين في الاستشارات النيابية، إلى جانب كتلة المستقبل (18 نائبا) التي يرأسها الحريري.

Exit mobile version