مساعي للتمرد داخل حركة طالبان الباكستانية
ألقى الهجوم الانتحاري على مسجد في بيشاور في باكستان الضوء على احتمالية وجود تمرد داخل حركة طالبان الباكستانية، حسب “أسوشيتد برس”.
وأودى الانفجار الذي نفذه انتحاري داخل مسجد في مجمع تابع للشرطة ببيشاور في شمال غربي باكستان، وخلف أكثر من 90 قتيلا.
بوادر تمرد
بوادر التمرد ظهرت عندما تبنى أحد قادة “طالبان باكستان”، وهو سرباكاف مهمند، الهجوم على تويتر. لكن الحركة نفت بعد ذلك بأكثر من عشر ساعات، على لسان المتحدث باسم طالبان باكستان، محمد الخراساني، الذي قال إن استهداف المساجد أو المواقع الدينية ليست سياستهم.
وأكد الخراساني على أن أولئك الذين يشاركون في مثل هذه الأفعال سيواجهون إجراءً عقابياً بموجب سياسة الحركة، لكن دون التعليق على السبب وراء قيام أحد قادة بتبني مسؤولية التفجير.
إدانة طالبان الأفغانية للحادث
وأدانت وزارة الخارجية الأفغانية الهجمات على المصلين بما يتعارض مع تعاليم الإسلام. حيث يشير إلى توتر العلاقات بالفعل بين باكستان وقادة طالبان الأفغانية، الذين يؤون قيادة ومقاتليها، حسب “أسوشيتد برس”.
وتخطط حركة طالبان باكستان لتطبيق الشريعة الإسلامية بشكل صارم، وتحاول إطلاق سراح أعضائها المحتجزين لدى الحكومة، وتقليص الوجود العسكري الباكستاني في أجزاء من إقليم خيبر بختونخوا الواقع على الحدود مع أفغانستان.
طالبان الباكستانية تصعد هجماتها
وصعدت الحركة من هجماتها على الجنود والشرطة الباكستانيين، عندما أنهت بشكل أحادي وقف إطلاق النار مع الحكومة بعد فشل المحادثات التي أجريت على مدار شهور. واستضافها قادة طالبان الأفغانية، كما حذرت “طالبان باكستان” مرارا الشرطة بعدم المشاركة في العمليات ضد مقاتليها في بيشاور، عاصمة إقليم خيبر بختونخوا.
طالبان الأفغانية تتبرأ من مقاتلي باكستان
وأفادت تقارير بأن طالبان قالت إنهم لن يسمحوا لأي أحد، بينهم “طالبان الباكستانية”، باستخدام الأراضي الأفغانية في شن هجمات على أي بلد، بما في ذلك باكستان.
لكن المسؤولين الباكستانيين يقولون إن هناك انفصالا بين أقوال وأفعال طالبان الأفغانية، التي يمكنها ثني طالبان الباكستانية عن شن هجمات داخل البلد لكنها تفشل في فعل ذلك.
وأعربت طالبان باكستان عن ولائهم لقائد طالبان الأفغانية، بحسب عبدالله خان، كبير محللي الدفاع بالمعهد الباكستاني لدراسات الصراع والأمن، مقره إسلام آباد، مشيرا إلى أن لديهم الإستراتيجية والأجندة الخاصة بهم.