مساعدات إماراتية للصومال.. وإشادات دولية بدور أبوظبي الإنساني في أزمة كورونا
احتلت الإمارات العربية المتحدة مكانة مميزة مكّنتها من حصد لقب دولة الإنسانية عن جدارة، بمدها يد العون لكثير من دول العالم في مواجهة فيروس كورونا المسجد.
الإمارات، بتوجيه من حاكمها وولي عهده ورئيس حكومته، تواصل تقديم مساعدات طبية وغذائية وعينية للدول المحتاجة لتجاوز أزمة كورونا، في وقت تسعى معظم الدول للمحافظة على مخزونها الإستراتيجي لخدمة مواطنيها فقط.
آخر شحنات الخير الإنسانية انطلقت من دولة الإمارات إلى الصومال محمّلة بـ 27 طناً من مختلف المستلزمات الطبية والوقائية، منها 7 أطنان مساعدات من الإمارات و20 طناً من منظمة الصحة العالمية، لمساعدة نحو 27 ألفاً من العاملين في القطاع الطبي بالصومال في مواجهة فيروس كورونا المستجد “كوفيد- 19”.
ورغم تطاولات حكومة “فرماجو” على الإمارات إلا أنّ الأخيرة تعلي الجانب الإنساني إذ لم تتخلّ عن الشعب الصومالي، معتبرة أنّه غير مسؤول عن حكومات فيدرالية تدار من الخارج بتوجيهات غير مقترنة بمصلحة البلاد والعباد.
وفي السياق، قال سفير الامارات لدى الصومال، محمد أحمد عثمان الحمادي: “إنّ دولة الإمارات تضع على عاتقها مهمة تقديم كل ما في وسعها لتوفير كافة أشكال الدعم لتعزيز الجهود العالمية للحد من انتشار “كوفيد – 19”.
وأضاف: “إنّ دولة الإمارات قامت منذ بداية أزمة فيروس كورونا المستجد بإرسال شحنات المساعدات الطبية العاجلة إلى عدد من الدول، كما دعمت المنظمات الدولية المعنية وهيئاتها المتخصصة خاصة منظمة الصحة العالمية لإيصال المعونات الطبية لعدد كبير من الدول المحتاجة إليها”.
وأوضح الحمادي أنّ القدرات اللوجستية الكبيرة لدى دولة الإمارات المتمثلة في النقل الجوي مكّنتها من نقل المعدات والأجهزة الطبية وتوفير الإمدادات الطبية اللازمة بشكل عاجل لآلاف العاملين في القطاع الطبي وتوفير ما يلزمهم لممارسة عملهم في علاج المرضى من الفيروس.
ولم تتوقف قوافل المساعدات الإماراتية عند الصومال؛ بل سبقتها لتصل إلى أثيوبيا حيث قدمت 33 طناً من الإمدادات الطبية إلى إثيوبيا لمساعدة نحو 33 ألفاً من العاملين في القطاع الطبي، كما قدمت مساعدات لدولة أوكرانيا لاقت الكثير من الإشادة من الرئيس والحكومة والشكر من الشعب الأوكراني، ولم تتوان الإمارات عن الوقوف إلى جانب إيطاليا في أسوأ أزمة تمر عليها منذ مئات السنين؛ حيث أرسلت طائرة مساعدات تحمل نحو 10 أطنان من مختلف المستلزمات الطبية والوقائية إلى إيطاليا، يستفيد منها نحو 10 آلاف من العاملين في القطاع الطبي، لدعمها في مواجهة فيروس كورونا وبهذا الصدد وجّه وزير الخارجية والتعاون الدولي الإيطالي، لويجي دي مايو، في وقت سابق، الشكر لدولة الإمارات على المساعدات الطبية والإنسانية التي قدمتها إلى بلاده لمواجهة أزمة فيروس كورونا”، مؤكداً أنّها “لفتة لن ننساها”.
وقال دي مايو عبر منشور له على “فيسبوك”: “وصلت رحلة جوية إلى مطار فيوميتشينو على متنها مساعدات طبية تبرعت بها دولة الإمارات العربية المتحدة إلى إيطاليا.. شكراً لوزير الخارجية والتعاون الدولي عبدالله بن زايد آل نهيان على صداقته وتضامنه.. لفتة لن ننساها”.
كما تضامنت الإمارات، في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، مع الصين في مواجهة انتشار الفيروس المستجد في بعض المدن. ونسقت مع الجهات المعنية في الصين للعمل معاً لتوفير كافة المستلزمات الطبية اللازمة لمواجهة التفشي.
وبادرت دولة الإمارات بتقديم إمدادات طبية إلى الصين، شملت أقنعة وقفازات وغيرها.
كما أرسلت إلى أفغانستان شحنة مساعدات طبية عاجلة تحتوي على 20 ألف وحدة اختبار ومعدات لفحص آلاف الأشخاص.
ورغم مواقف ايران العدائية تجاه الإمارات، إلا أنّ أبو ظبي غلبت الجانب الإنساني الذي يفصل الشعوب عن مواقف السياسيين والرؤساء؛ حيث أرسلت في آذار (مارس) الماضي، ثلاث طائرات إلى إيران على متنها إمدادات طبية، ومعدات إغاثة، بما في ذلك صناديق من القفازات والأقنعة الجراحية ومعدات الوقاية.
وحملت الرحلة الجوية الأولى خمسة خبراء من منظمة الصحة العالمية لمساعدة 15 ألف من العاملين في مجال الرعاية الصحية بإيران.
في نيسان (أبريل) الجاري أرسلت الإمارات طائرة مساعدات تحمل 13 طناً من مختلف المستلزمات الطبية والوقائية إلى كازاخستان، يستفيد منها نحو 10 آلاف من العاملين في القطاع الطبي، لدعمهم في مواجهة الفيروس.
وفي آذار (مارس) الماضي، أجلت الإمارات 215 من رعايا الدول الشقيقة والصديقة لها من مقاطعة هوبي الصينية، البؤرة الأولى لانتشار الفيروس عالمياً، إلى مدينة الإمارات الإنسانية في أبوظبي، ليخضعوا للرعاية الطبية اللازمة قبل عودتهم إلى ديارهم.
وقامت طائرة، مجهزة ومزودة بخدمات طبية متكاملة، بعملية الإجلاء. وشارك في عملية الإجلاء فريق الاستجابة الإنساني الذي شمل الطيارين والمضيفين والفريق الطبي والإداري، والذين كانت مشاركتهم لتعزيز وإبراز الدور الإنساني والتطوعي.
كما تم تجهيز مدينة الإمارات الإنسانية في أبوظبي بكافة المستلزمات الضرورية لإجراء الفحوص الطبية اللازمة لرعاية الدول الذين تم إجلاؤهم، للتأكد من سلامتهم ووضعهم تحت الحجر الصحي لمدة لا تقل عن 14 يوماً.
هذا وأطلقت وزارة الخارجية والتعاون الدولي خدمة “لا تشلون هم” لأعضاء البعثات الدبلوماسية للدولة في الخارج، بهدف صون صحتهم، وتعزيز سلامتهم، وتوفير فريق مخصص لضمان تنسيق وتنفيذ جميع الإجراءات الاحترازية والوقائية لهم.
وتحت هذه الجملة أيضاً، طمأن الشيخ محمد بن زايد، في كلمة مصورة له، المواطنين والمقيمين على المخزونات الاستراتيجية من السلع، متعهداً بتوفير السلع الغذائية والأدوية “إلى ما لا نهاية”.
من جهته، أشاد كل من المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس غيبريسوس، ومدير إدارة عمليات الطوارئ في المنظمة ريك برينان، بالجهود الإنسانية والإغاثية لدولة الإمارات في مكافحة فيروس كورونا المستجد، من خلال دعمها المتواصل للدول في مواجهة هذا الوباء. وأعربا عن شكرهما على الدعم المستمر لجهود دولة الإمارات والتسهيلات التي قدمتها لتيسير عملها، من أجل مكافحة فيروس كورونا في عدد من البلدان.
تبقى دول الإمارات العربية المتحدة حاضرة على الصعيد الإنساني، إلى جانب السياسي والاقتصادي، لتكون ذلك الرقم الصعب في ظل حكام حكماء جعلوا من الإنسانية شعاراً لهم.
نقلا عن حفريات