سياسة

مسؤول إيراني يعترف ضمنيا بتمويل مليشيات في سوريا


اعترف مسؤول إيراني وبشكل ضمني بأن بلاده قد قامت بدفع رواتب شهرية إلى عناصر مليشيا فاطميون (قوامها عناصر أفغانية) التابعة لنظام طهران في سوريا خلال السنوات الماضية.

وقد أقر برويز فتاح رئيس مؤسسة المستضعفين ذات الطابع الخيري التابعة للمرشد الإيراني علي خامنئي بأن قاسم سليماني القائد السابق لفيلق القدس الذراع الخارجية لمليشيا الحرس الثوري قد طلب المساعدة في دفع رواتب لعناصر فاطميون مقابل قتالهم لحساب إيران، وذلك وفق ماأفادت محطة إيران إنترناشونال الإخبارية الناطقة بالفارسية من بريطانيا.

وقال فتاح في مقابلة عبر التلفزيون الإيراني الرسمي بأن سليماني (قتل في هجوم أمريكي بالعراق في بداية العام الجاري) أخبره عدة مرات عن عدم قدرته على دفع رواتب للعناصر الأفغانية المسلحة التي جاء بها إلى الأراضي السورية، وطلب تقديم دعم مالي لهم من مؤسسة المستضعفين.

إيران زعمت مرارا بأن هؤلاء المسلحين التابعين لها في عدد من البلدان إقليميا مثل سوريا والعراق كانوا فقط متطوعين للدفاع عن الأضرحة، وبذلك فقد تشكلت ما يطلق عليها مليشيات المدافعون عن الحرم والتي قوامها مرتزقة أجانب تابعون لإيران، عام 2013، وكان ذلك تحت إشراف مباشر من قائد فيلق القدس السابق قاسم سليماني بدعوى حماية أماكن دينية في سوريا.

وعلى مدار الشهرين الماضيين، قتل تقريبا 50 عنصرا على الأقل بمليشيات تخضع لإشراف الحرس الثوري في سوريا، ومن ضمنها فاطميون والتي يتشكل القوام الأساسي لهذه الأخيرة من مرتزقة أفغان، حسب ما جاء في تقارير إخبارية، حيث تقدر الخسائر البشرية لمليشيا الحرس الثوري وفيلق القدس التابع لها في اشتباكات مسلحة داخل سوريا والعراق بنحو 6500 شخص على الأقل خلال 8 السنوات الماضية.

وقد جرى قتل جنرالات كبار بمليشيا الحرس الثوري الإيراني في عمليات عسكرية خارج الحدود بين عامي 2016، و2017، أبرزهم شاهرخ دائي، وحسين همداني، وعبدالله باقري الحارس السابق للرئيس الإيراني الأسبق محمود أحمدي نجاد، في حين قد تداولت وسائل إعلام إيرانية محلية، في الشهر الماضي، صورة مجهولة المكان والتوقيت، حيث يوجد فيها قائد فيلق القدس الجديد إسماعيل قاآني بينما وصفتها بأحد محاور القتال في سوريا.

هذا وقد ربط مراقبون بين تصاعد خسائر مليشيا الحرس الثوري الإيراني، خاصة بعد مقتل قيادات وظهور القائد الجديد لفيلق القدس إسماعيل قاآني، وذلك للمرة الأولى بعد إعلان تنصيبه خليفة لقاسم سليماني داخل الأراضي السورية، إذ انخرط قاآني والذي كان يعتبر الرجل الثاني بعد سليماني بقيادة فيلق القدس، المصنف على قوائم الإرهاب الأمريكية، خلال السنوات الأخيرة في استقطاب لاجئين أفغان بهدف إرسالهم للقتال في بلدان مجاورة.

وقام لقاآني بأدوار استخباراتية ضمن مليشيا الحرس الثوري قبل أن يتولى منصب نائب فيلق القدس؛ إذ سافر بأسماء مستعارة ضمن بعثات دبلوماسية إيرانية إلى خارج البلاد، أما قاسم سليماني فقد قتل إثر غارة من طائرة مسيرة استهدفت موكبه وآخرين من بينهم أبو مهدي المهندس نائب رئيس الحشد الشعبي قرب مطار بغداد، في 3 يناير الماضي، وحدث ذلك بأمر من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

في حين قد وصف ترامب سليماني فيما بعد بتهديد للقوات الأمريكية في العراق، وبذلك تم استهدافه، بينما تصاعد التوتر بين أمريكا وإيران إذ قامت الأخيرة باستهداف قواعد عسكرية توجد بها قوات أمريكية داخل العراق.

تابعونا على
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى