مركز مراقبة دولي جديد في غزة.. خطوة نحو تثبيت الهدنة أم إدارة الصراع؟

افتتحت الولايات المتحدة مركز التنسيق المدني العسكري جنوب إسرائيل، ليكون منصةً رئيسية لمراقبة اتفاق وقف إطلاق النار وتنسيق تدفق المساعدات الإنسانية للقطاع.
ويقع مركز التنسيق المدني العسكري، الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية، في مبنى خارج مدينة كريات جات، جنوب إسرائيل، على بُعد نحو 20 كيلومترًا من الحدود مع غزة.
ويقود المركز جنرال أمريكي بثلاثة نجوم، إلى جانب نائب عسكري، ويضم 200 جندي أمريكي وعددًا غير معلن من نظرائهم الإسرائيليين.
ومع توقع انضمام قوات من دول إضافية، تتمثل مهمة الوحدة في مراقبة اتفاق وقف إطلاق النار والمساعدة في تنسيق تدفق المساعدات الإنسانية إلى غزة.
وقال الأدميرال البحري براد كوبر، قائد القيادة المركزية الأمريكية، في مؤتمر صحفي عقده في المركز إلى جانب نائب الرئيس الأمريكي جي دي فانس: «لقد تطوع مائتان من أبناء وبنات أمريكا، ممن يحملون راية الوطن ويخدمون هنا. فخرٌ عظيم لا يُوصف».
وأضاف كوبر: «ستكون هذه المنشأة مركزًا رئيسيًا لتوصيل كل ما يدخل إلى غزة، ونحن نتطلع إلى المستقبل».
وشدد نائب الرئيس الأمريكي جي دي فانس على أن مهمة القوات الأمريكية تقتصر على التنسيق، ولن تكون على الأرض داخل غزة، قائلاً: «لن تكون هناك قوات أمريكية على الأرض في غزة. لقد أوضح الرئيس الأمريكي ذلك تمامًا، كما أوضحت جميع قياداتنا العسكرية. ما يمكننا فعله هو توفير تعاون مفيد: كيف نتعامل مع دول الخليج، ومع إسرائيل، ومع الأتراك والإندونيسيين، وكيف نجعلهم يعملون معًا بطريقة تؤدي إلى سلام دائم؟».
وأضاف فانس: «الوسطاء الحقيقيون الوحيدون هم الولايات المتحدة الأمريكية. هذا هو الدور الذي سنلعبه. أعتقد أن الشعب الأمريكي يجب أن يفخر بهم، لكن عليه أن يعلم أنه لن يكون هناك جنود أمريكيون على الأرض في غزة».
ولم يتضح ما إذا كانت قوات أجنبية أخرى ستوجد في المركز إلى جانب القوات الأمريكية.
وقال فانس: «سيكون تحديد عدد القوات الموجودة على الأرض في إسرائيل مسألةً يجب على الإسرائيليين الموافقة عليها، وأنا متأكد من أن رئيس الوزراء نتنياهو ستكون له آراء حولها. لكننا نعتقد أن لكلٍّ منا دوره هنا؛ فبعض الأدوار سيكون ماليًا، وبعضها في إعادة الإعمار، وبعضها الآخر يتعلق بالتواصل مع مختلف الأطراف لضمان نجاح عملية فضّ النزاع وتنفيذها».
وأضاف: «لن نفرض أي شيء على أصدقائنا الإسرائيليين فيما يتعلق بوجود قوات أجنبية على أراضيهم، لكننا نعتقد أن للأتراك دورًا بنّاءً، وبصراحة، لقد لعبوا بالفعل دورًا بنّاءً للغاية».
إلا أن فانس لم يتطرق إلى القوات التي ستوجد داخل غزة، حيث يجري العمل على إنشاء قوة دولية تتولى الانتشار هناك وتتسلم السيطرة من حركة حماس.
وامتنع فانس عن تحديد الشكل النهائي لحكومة غزة المستقبلية، قائلاً إن ضمان أمن الإسرائيليين وسكان غزة يجب أن يأتي أولاً.
وأكد مجددًا تصريح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأن واشنطن لن تحدد مهلة نهائية لحماس من أجل نزع سلاحها، مضيفًا: «إذا لم تمتثل حماس للاتفاق، فستحدث أمور سيئة للغاية».
وفيما يتعلق بشكل «السلطة العليا في غزة»، قال فانس: «لا أعرف إجابة عن هذا السؤال. نحن بصدد إنشاء هيكل حوكمة مرن للغاية لما سيحدث على أرض الواقع في المستقبل. بمجرد أن نصل إلى نقطة ينعم فيها كلٌّ من سكان غزة وأصدقائنا الإسرائيليين بقدرٍ من الأمن، سنبدأ بالقلق بشأن شكل الحكم في غزة على المدى البعيد. فلنركز الآن على الأمن، وإعادة الإعمار، وتوفير الغذاء والدواء للناس. إذا وصلنا إلى مرحلة نختلف فيها حول شكل هيكل الحكم في غزة على المدى البعيد، فعلينا أن نهنئ أنفسنا».
بريطانيا تنضم رسميا
وأعلنت وزارة الدفاع البريطانية، الثلاثاء، إرسال مجموعة صغيرة من ضباط التخطيط العسكري إلى إسرائيل، للانضمام إلى «مركز التنسيق المدني العسكري» الذي تقوده الولايات المتحدة.
وقالت الوزارة في بيان إن الوفد البريطاني يضم ضابطًا برتبة كبيرة يشغل منصب نائب قائد المركز، مشيرة إلى أن هذه الخطوة تأتي «استجابة لطلب من الولايات المتحدة»، وتهدف إلى دعم جهود التخطيط لتحقيق الاستقرار في مرحلة ما بعد الحرب في غزة.
وأوضح بيان وزارة الدفاع البريطانية أن الهدف من إرسال الضباط هو «ضمان استمرار مشاركة بريطانيا في جهود التخطيط التي تقودها الولايات المتحدة لتحقيق الاستقرار»، مضيفًا أن لندن «تعمل مع الشركاء الدوليين لدعم وقف إطلاق النار في غزة ومعرفة أين يمكنها المساهمة بفاعلية في عملية السلام».
وأكد وزير الدفاع البريطاني جون هايلي أن بلاده «تمتلك خبرة ومهارات متخصصة» يمكن أن تسهم بها في مهام ما بعد الحرب، موضحًا أن بريطانيا «لن تقود هذه الجهود لكنها ستشارك فيها بما ينسجم مع التوجه الأمريكي».