سياسة

مخاطر أمنية تدفع ليبيا إلى توحيد جهود الاستخبارات الإقليمية


تحتضن طرابلس اليوم السبت وغدا الأحد المؤتمر الأول لقادة الاستخبارات العسكرية لدول جوار ليبيا وذلك بالتزامن مع تصاعد المخاوف من المخاطر الأمنية بما فيها التهديدات الإرهابية، لا سيما في ظل الأوضاع المضطربة في منطقة الساحل الأفريقي، فضلا عن تداعيات سقوط نظام الأسد، وسط تحذيرات من تحول ليبيا إلى ساحة لصراعات دولية تغذيها مساعي تعزيز النفوذ.

وقال مدير إدارة الاستخبارات العسكرية بحكومة الوحدة الوطنية المنتهية ولايتها اللواء محمود حمزة خلال افتتاح المؤتمر إن “الفعالية تهدف إلى تعزيز التعاون بين ليبيا ودول الجوار من أجل مواجهة الإرهاب الذي لا يعترف بالحدود”، وفق موقع “بوابة الوسط” الليبي.

ويشارك في المؤتمر مدراء الاستخبارات العسكرية لدول تونس السودان وتشاد والنيجر والجزائر الذين وصلوا إلى ليبيا الجمعة.

وقال رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبدالحميد الدبيبة إن “ليبيا لن تكون ساحة لتصفية الحسابات الإقليمية والدولية”، متابعا أن “السلطات الليبية لن تسمح بأن تتحول البلاد إلى مأوى للعناصر الإرهابية والمجموعات العسكرية الهاربة من بلدانها”، وفق بيان نشرته صفحة “حكومتنا”.

وشدد على رفضه لاستخدام ليبيا كورقة ضغط في أي مفاوضات أو صراعات دولية، يأتي هذا في وقت تشير فيه تقارير إلى توجه روسيا إلى مزيد تعزيز نفوذها في البلد الواقع في شمال أفريقيا لتعويض التراجع المحتمل لحضورها العسكري في سوريا بعد سقوط حليفها الأسد.

وأشارت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية في تقرير إلى أن موسكو سحبت عتادا عسكريا من ليبيا من قواعدها في سوريا ونقلته إلى ليبيا.

وفي سياق متصل حذر الدبيبة من “استغلال الجماعات الإرهابية الفضاء الإلكتروني في بث أفكارها الهدامة”، داعيا إلى تعزيز التنسيق المعلوماتي لمواجهة الإرهاب المتجدد وشبكات التهريب المنظمة وتداعيات تحرك الجماعات الخارجة عن القانون بمناطق الفراغ الأمني.

وأضاف أن “بعض دول الإقليم يشهد تغيرات متلاحقة تفرض التكيف السريع معها والاستعداد للتعامل مع تداعياتها بما يفتح الآفاق لتعزيز التعاون الإقليمي لبناء استراتيجيات تدعم استقرار وأمن المنطقة”.

ويثير تنامي الهجمات التي تنفذها الجماعات الجهادية في منطقة الساحل الإفريقي والمواجهات المتواترة بينها وبين قوات الجيش في كل من مالي والنيجر وبوركينا فاسو مخاوف دول الجوار من أن تمتد شظاياها إليها.

كما تتوجس ليبيا من تسلل قيادات سابقة في الجيش السوري إلى الأراضي الليبية خوفا من الملاحقة، بالإضافة إلى تخوفها من دخول عناصر إرهابية إلى البلاد.

وأعلنت رئاسة جهاز الأمن الداخلي في بنغازي الجمعة عن تفكيك خلية تتبع تنظيما إرهابيا في سوريا، مشيرة إلى أن “عناصرها تسللوا كعمالة إلى المدينة بهدف تجنيد سوريين”.

وأشار الجهاز إلى أنه “رصد اتصالات بين المجموعة وآمرها في سوريا”، مضيفا أنه “عثر بحوزتها على خرائط ووسيلة للتواصل معه لتنفيذ بعض العمليات الإرهابية”.

وسلط المعهد الملكي للشؤون الدولية “تشاتام هاوس” في تقرير الضوء على نقاط التشابه بين الأوضاع في ليبيا وسوريا، خاصة فيما يتعلق بالمسألة الأمنية وتنافس قوى أجنبية على توسيع نفوذها في البلدين.

وقال معدُّ التقرير، الباحث في شؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تيم إيتون، “سيتعين على القادة الجدد في سوريا التعامل مع مجموعة من الفصائل المسلحة ذات المصالح الراسخة والمتضاربة، من الجيش  السوري الحر المدعوم من تركيا، وقوات سوريا الديمقراطية “قسد” المدعومة من الولايات المتحدة”، مشيرا إلى أن “ليبيا تشهد الحال نفسه حيث فشلت الجهود الرامية إلى إخضاع مجموعة الجماعات المسلحة لسيطرة وزارتي الدفاع والداخلية لتمارس نفوذا واسعا على مؤسسات الدولة”.

وتوقع أن تعقد الفصائل السورية اتفاقيات هشة، ما يهدد بتقويض أي مساعي لتشكيل حكومة فعالة، مشيرا إلى أن العديد من القوى المتدخلة في الشأن الليبي لديها أيضا مصالح في سوريا.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى