محمد بن زايد يؤكد بأن العلاقة مع السعودية علاقة دم ومصير مشترك


قام الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، والأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي، بترأس الاجتماع الثاني لمجلس التنسيق السعودي الإماراتي الذي قامت أبوظبي باستضافته يوم الأربعاء.

وقد جاء هذا الاجتماع الثاني للمجلس في ظل استمرارية الجهود التي يبذلها البلدان بهدف تفعيل محاور التعاون المشتركة للتكامل بينهما اقتصاديا وتنمويا ومعرفيا وعسكريا، إذ شارك في الاجتماع كل من أعضاء المجلس ورئيسي اللجنة التنفيذية وفريق الأمانة العامة للجنة التنفيذية.

ومن جهته، فقد رحب الشيخ محمد بن زايد في بداية الاجتماع بالأمير محمد بن سلمان، حيث قال: أخي وصديقي العزيز الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز. يسعدني أن أرحب بكم بين أهلكم في دولة الإمارات وأحيي من خلال شخصكم الكريم الشعب السعودي الشقيق.

مضيفا: لعل أفضل ما أبدأ به الحديث عن العلاقات بين دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية هو كلام والدنا المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، عندما سئل عن السعودية، فقال دولة الإمارات العربية المتحدة هي مع السعودية قلبا وقالبا، ونؤمن بأن المصير واحد، وعلينا أن نقف وقفة رجل واحد، وأن نتآزر فيما بيننا.

وقد أكد أيضا ولي عهد أبوظبي بأنه جاء تشكيل مجلس التنسيق بين السعودية والإمارات بتوجيهات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، والملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود عاهل المملكة العربية السعودية، بمثابة ترجمة لهذه العلاقات الوطيدة، وهدفا لجعلها أكثر قوة وصلابة وبناء مستقبل مشرق للبلدين .

وذكر أيضا بأن الإنجازات والنتائج الإيجابية الكبيرة التي حققها مجلس التنسيق السعودي الإماراتي على أرض الواقع، تثلج الصدور وتبعث على الارتياح، حيث  أشار إلى أن المجلس قد أطلق خلال الفترة القصيرة الماضية مبادرات نوعية لتحقيق رفاهية شعبي البلدين، إذ يوجد اليوم 20 مجالا تنمويا مشتركا في مجال الاقتصاد والأمن والتنمية البشرية وغيرها.

وأضاف أيضا ولي عهد أبو ظبي: اقتصادنا المشترك يحتل المرتبة السادسة عشرة عالميا، ويمكننا أن نعمل ليصبح اقتصادنا معا من أكبر 10 اقتصادات في العالم، كما تتعدى استثماراتنا الخارجية حاليا 250 مليار دولار في قطاعات اقتصادية مختلفة، وصناديقنا الاستثمارية تعد في المركز الأول عالميا، وسنرفع من استثماراتنا لنكون من أكبر عشر دول تستثمر عالميا، وأسواقنا المالية تتعدى 720 مليار دولار، ونسعى لأن نكون من أكبر 10 أسواق مالية عالميا.

كما أكد محمد بن زايد على أن هذا النموذج المتميز في التكامل لا يعود بالنفع فقط على الدولتين، بل يقود قاطرة التعاون الخليجي ويقدم نموذجا استثنائيا للتعاون العربي العربي، ويضع البلدين في مكانة متميزة على خارطة التحالفات العالمية.

وأشار  أيضا ولي عهد أبوظبي إلى أن العلاقات بين الإمارات والسعودية، ليست علاقات تاريخية واستراتيجية فقط، بل هي علاقات دم ومصير مشترك، وضع أسسها الراسخة الشيخ زايد وملوك المملكة. كما أضاف بأن هذه العلاقات هي في أزهى عصورها على المستويات السياسية والاقتصادية والثقافية والعسكرية.

وذكر أيضا ولي عهد أبوظبي: عملنا خلال السنوات الماضية على إحداث تحول استراتيجي نوعي في علاقاتنا الثنائية، وسنستمر في السير على هذا الطريق نحو بناء مستقبل أفضل يحقق الأمن والازدهار والتنمية الشاملة لبلدينا وشعبينا، ونتطلع لتحقيق مزيد من النمو والتطور للتعاون الاستراتيجي بين بلدينا وبما يعود بالفائدة على أمن واستقرار المنطقة.

ومن جهته، فقد قال الأمير محمد بن سلمان: يسرنا وجودنا بين أشقائنا للمشاركة في الاجتماع الثاني لمجلس التنسيق السعودي الإماراتي، الذي يعد منصة نموذجية لتحقيق رؤى القيادتين نحو تعميق التعاون وتعزيز التكامل بين البلدين في مختلف المجالات، بما يخدم مصالح شعبيهما الشقيقين ويعمق روابط الأخوة التي تجمع بينهما.

مضيفا: كما أنني سعيد أن أكون بينكم وبلدنا الثاني يستعد للاحتفال بذكرى الاتحاد الغالية علينا جميعا، ونستذكر همم الرجال الذين بدأوا مسيرة التنمية التي نرقى بها اليوم إلى آفاق جديدة. إن العلاقات المتينة بين قيادتي البلدين وشعبيهما مبنية على أسس راسخة وتاريخية من التعاون والسياسات المشتركة تجاه شؤون المنطقة والعالم وقضاياهما.

وقال أيضا ولي العهد السعودي بأن عمق العلاقات بين البلدين انعكس بشكل جلي من خلال انسجام رؤية مجلس التنسيق السعودي الإماراتي مع الاستراتيجيات الوطنية للبلدين، وتكامل رؤية المملكة العربية السعودية 2030 ورؤية الإمارات 2021، اللتين تستهدفان تحقيق الريادة والرخاء الدائمين لشعبيهما الشقيقين وبناء الأمل وتعزيز التقدم في المنطقة.

مشيرا إلى أن عام 2020 هو عام الإنجازات الدولية، إذ أن الجارتين على أعتاب احتضان فعاليات دولية كبيرة، وصلتا لها بعد تخطيط وعمل وجهد متواصل، فرئاسة المملكة العربية السعودية لمجموعة العشرين خلال عام 2020، واحتضان دولة الإمارات العربية المتحدة لمعرض إكسبو 2020 هما خير دليل على ما تحظيان به من مكانة دولية مرموقة.

كما قال بأنه في هذا المجلس نستهدف تحقيق نموذج استثنائي من التعاون المشترك يبنى على مكامن القوة للبلدين وروح العزيمة والريادة التي يحظى بها شعباهما.

وقد استعرض الاجتماع أعمال المجلس وسير العمل واقتراح مجالات تعاون جديدة لاعتماد مجموعة من المبادرات والمشاريع التي تسعى إلى تحقيق أمن الشعبين الشقيقين ورخائهما بجانب عرض المبادرات والإنجازات التي تحققت على مستوى القطاعات ذات الأولوية.

Exit mobile version