سياسة

محمد بن زايد ورحلة نجاح دولة الإمارات في عبور أزمة كورونا


أطلق الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة عبارته الشهيرة “لا تشلون هم” تحديدا مع دخول العالم في بؤرة جائحة كورونا المستجد حيث صال وجال الخوف أرجاء المعمورة.

عبارة كفيلة ببث الطمأنة والسكينة في قلوب جميع قاطني دولة الإمارات من مواطنين ومقيمين وزوار، حملت رسالة بأن كل شيء سيكون على ما يرام وأن البلاد قادرة على تجاوز التحديات التي فرضتها الجائحة على العالم أجمع في مختلف مجالاته.

وخرج الشيخ محمد بن زايد آل نهيان برسالة “ختامها مسك”، اليوم 6 أكتوبر 2021، معلنا نجاح دولة الإمارات في عبور أزمة كورونا مبشرا الجميع بالقول: “أبشركم، الأمور طيبة والوضع الصحي في دولة الإمارات طيب، خرجنا من أزمة كورونا بخير وتعلمنا منها دروساً وتجارب عديدة، ونحمد الله على بداية عودة الحياة إلى طبيعتها في دولة الإمارات”.

تلك الكلمات ستظل ماكثة في أذهان الجميع، لتؤكد أن صحة من يعيش على أرض الإمارات وسلامته تتصدر أولويات القيادة حتى في أحلك الظروف، أولوية لا يضاهيها أي منازع آخر.

وما بين التاريخين إنجازات متعددة حققتها الإمارات للوصول إلى بر الأمان من جائحة كورونا، ولاقت صدى دوليا واسعا وإشادات من المنظمات والهيئات الدولية ذات الصلة وعلى رأسها منظمة الصحة العالمية، حيث استطاعت أن تحول التحديات إلى نجاحات، وقدمت نموذجا عالميا في التعامل باحترافية مع الأزمة.

وفي هذا السياق، حصدت دولة الإمارات خلال الأشهر الأخيرة نتائج سياساتها الناجحة في مواجهة أزمة كورونا التي وصفت بـ”المتوازنة” من حيث مراعاة جانبي المعادلة المرتبطة بالأزمة وهما الصحة والاقتصاد.

إنجازات من رحم المعاناة

وجاءت الإمارات في المركز الأول شرق أوسطيا والثالث عالميا من حيث رضا الجمهور عن الإجراءات والتدابير التي اتخذتها الحكومة فيما يتعلق بمكافحة الوباء، وذلك وفقا لتقرير أصدرته “مؤسسة تولونا الدولية” لمسح المستهلكين.

الإمارات تحتوي "كوفيد" عبر مليون و100 ألف اختبار

وتعد الإمارات الدولة الأولى في منطقة الشرق الأوسط والخامسة عالميا التي طبقت اختبار فيروس كورونا من داخل المركبة والذي يتم إجراؤه عبر مراكز موزعة في جميع إمارات الدولة وبزمن قياسي لا يتجاوز 5 دقائق.

وتميزت الإمارات منذ بداية جائحة كورونا بتبني إجراءات استثنائية سخرت فيها كافة الموارد والأدوات اللازمة لتخطي المرحلة الأصعب، حيث سارعت إلى إطلاق برنامج التعقيم الوطني وتطبيق نظامي التعليم والعمل عن بعد.

كما كانت من أوائل الدول التي استخدمت العلاجات المبتكرة للمصابين بالفيروس مثل علاج الخلايا الجذعية، فضلا عن بناء أكبر مختبر بالعالم لفحوصات كورونا المستجد خارج الصين، وغيرها الكثير من الإجراءات الاحترازية في كافة المجالات والتي أسهمت بشكل كبير في الحد من انتشار الفيروس.

وقدمت الإمارات في سبيل ذلك أحد أنجح نماذج التعايش مع الأوضاع الجديدة أو ما بات يعرف بـ”الواقع الجديد” الذي تضمن خطوات وإجراءات محكمة أمنت استمرارية المنظومة التعليمية والصحية، واستعادة القطاع الاقتصادي والتجاري عافيته، إضافة إلى العودة الجزئية للقطاعات السياحية والترفيهية، وحددت تلك الخطوات والإجراءات ملامح الحياة بعد الأزمة.

إلى جانب ذلك، استضافت الإمارات خلال الأشهر الماضية العديد من المناسبات والأحداث التي نجحت من خلالها في إعادة الزخم للفعاليات العالمية والتي كان لكورونا تأثير عليها منذ ظهوره نهاية العام 2019 وذلك من خلال تنظيمها العديد من المعارض والبطولات في مقدمتها “إكسبو دبي 2020″ و”أيدكس” و”نافدكس” للصناعات الدفاعية ومعرض جلفود للصناعات الغذائية والمشروبات و”طواف الإمارات” للدرجات الهوائية وغيرها من الأحداث التي تميزت بمشاركة واسعة من مختلف دول العالم.

وسجلت الإمارات إنجازا تاريخيا بوصول “مسبار الأمل” الإماراتي للمريخ وإصدار رخصة تشغيل الوحدة الثانية من محطة براكة للطاقة النووية السلمية.

مسبار ″الأمل″ الإماراتي يصل إلى مدار كوكب المريخ | أخبار DW عربية | أخبار عاجلة ووجهات نظر من جميع أنحاء العالم | DW | 09.02.2021

وتحتفل الإمارات هذا العام باليوبيل الذهبي لتأسيسها وتستعد لمرحلة ما بعد الخمسين بخطط ومشاريع طموحة تعزز مكانتها على خريطة الدول المتقدمة وتحفر اسمها بارزا في ميادين التقدم والعلوم كافة.

وأعلن تقرير المؤشر العالمي لريادة الأعمال 2020 الصادر مؤخرا أن دولة الإمارات تبوأت المراتب الأولى عربيا والثانية عالميا في مؤشر الاستجابة لإدارة أزمة جائحة كوفيد-19.

لقاحات

وتخطو الإمارات بثبات نحو مرحلة المناعة المجتمعية بعدما بلغ إجمالي جرعات اللقاحات المقدمة حتى اليوم 20 مليونا و273 ألفا و265 جرعة، ووصلت نسبة متلقي الجرعة الأولى من اللقاح من إجمالي السكان 94.78%، ومتلقي جرعتين من اللقاح 84.39%.

الإمارات على خطى البحرين بخصوص من تلقوا اللقاح الصيني | الحرة

وتتصدر الإمارات دول العالم في معدلات تلقي لقاح فيروس كورونا المستجد “كوفيد-19″، وقد أثمرت الجهود والشراكات العالمية الفاعلة التي أبرمتها تحقيق الوفرة والتنوع للقاحات و اعتمدت حتى الآن 4 أنواع من اللقاحات لتطعيم الأفراد ضد فيروس كوفيد-19 وهي لقاحات “سينوفارم، وفايزر-بيونتك، وسبوتنيك في، وأكسفورد-أسترازينيكا”.

فحوصات

وتتابع الإمارات منهجيتها الخاصة بالفحوصات الهادفة للتقصي والحد من انتشار الوباء عبر إجراء فحوصات مكثفة لمختلف فئات المجتمع حيث تأتي في مقدمة دول العالم التي أجرت فحوصات لفيروس كورونا نسبة إلى إجمالي عدد السكان، وقد تجاوز إجمالي عدد الفحوصات حتى اليوم 85 مليونا و511 ألفا و421 فحصا، بمعدل يومي وصل إلى 364265 فحصا.

دعم اقتصادي

واعتمدت الإمارات خطة دعم اقتصادي شاملة تضمنت حزمة من الإجراءات الاستثنائية لاحتواء آثار الجائحة العالمية على اقتصادها لتحافظ على وتيرة نموه المتسارع، منها تخصيص ميزانية مرنة مباشرة وصلت إلى 256 مليار درهـم، للحد مـن تأثيرها على المجتمع بمختلف قطاعاته، وحماية المستهلكين والشركات من تداعيات جائحة كوفيد-19.

ونجحت الإمارات في الموازنة بين الحفاظ على سلامة المجتمع واستمرار الأنشطة الاقتصادية في القطاعات الرئيسية بصورة آمنة، كما تتبنى الدولة حزمة من المقومات والإجراءات الاحترازية والوقائية تضمن للجميع قضاء وقت مميز في الدولة ضمن بيئة آمنة، حيث تمتلك أفضل الخدمات التي يمكن أن يستمتع بها أي زائر أو سائح، وقد نجحت في توفير تجربة “السياحة الآمنة” لزوارها من مختلف الجنسيات، ما يعزز من سمعتها ومكانتها ضمن أفضل الوجهات السياحية حول العالم.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى