محلل سياسي تركي يقول إن أردوغان أصبح زعيم الإخوان في العالم وحقق لعائلته ثروات
أجرت صحيفة (اليوم السابع) المصرية حوارا مع المحلل السياسي التركي سعيد صفا، رئيس تحرير موقع (خبر دار)، قال خلاله إن الرئيس رجب طيب أردوغان، وظف الاضطرابات في المنطقة لصناعة ثروة لعائلته، وتحقيق نفوذ إقليمي، وأشار إلى أن أردوغان بات زعيم جماعة الإخوان المسلمين في العالم، واصفا أوضاع حقوق الإنسان في بلاده بأنها مُفزعة.
وفيما يلي نص الحوار:
هل لديك معلومات حول العلاقة بين قطر وتركيا؟
العلاقة بين قطر وتركيا هي علاقة مالية لها جوانب سياسية وعسكرية. جزء كبير من الثروة التي حصلت عليها عائلة أردوغان بشكل غير قانوني يتم توجيهها إلى قطر، ثم يتم جلب هذه الأموال إلى تركيا عن طريق شراء الأراضي والعقارات وإنشاء شركات وهمية من قطر، ولا جدال في مصدر هذه الأموال عندما يمنح أمير قطر أردوغان طائرة بقيمة 400 مليون دولار، على الرغم من أنه من المعروف على نطاق واسع أن هذه الطائرة ليست بهدية، ولكن لم يتم إثبات هذه الافتراضات والاتصالات حتى الآن. أيضًا يتم تدريب أمن أمين قطر على يد جنود أتراك متقاعدين سابقين من خلال إدارة أردوغان، ويتم تركيب القواعد العسكرية في قطر من قبل مجموعات من الجنود الذين تم إرسالهم إلى هناك. وعلى الصعيد السياسي، تحظى الجماعات المتطرفة، لاسيما في سوريا، بدعم من الجهود المشتركة لإدارة أردوغان وقطر.
وماذا عن العلاقة بين النظام التركي وجماعة الإخوان؟
هناك علاقة تاريخية وأيديولوجية بين جماعة الإخوان ومدرسة الإسلام السياسي التي ينتمي إليها أردوغان، وعندما أصبحت هذه الجماعة بلا قيادة، تطوّع أردوغان إلى الدور القيادي؛ فالهدف الأكبر لأردوغان هو أن يكون خليفة العالم الإسلامي، فقد أسس أردوغان جماعات مسلحة في الدول الإسلامية من خلال مجموعة سادات التي أنشأها عدنان تانري فيردي، أحد مستشاريه العسكريين والجنرال المتقاعد السابق، وقد نجح في السيطرة على جماعات الإخوان التي تُركت بلا قيادة في هذه المناطق. يمكننا القول إن جماعة الإخوان فقدت سلطتها القديمة وحددت قوتها المتبقية مع الأيديولوجية السياسية لأردوغان، كما أنه لا يتوقف عن استخدام تنظيم الإخوان في بلدان إسلامية آخرى، فهو يراها كقوة له في الخارج.
لماذا تتدخل تركيا في شؤون ليبيا؟
كان لدى أردوغان أفكار حول تشكيل جيش إسلامي يتألف من متشددين سريين وفقًا لأحلامه في أن يصبح خليفة لفترة من الوقت، وقد استخدم جماعات المعارضة في سوريا والإسلاميين المتعصبين في تركيا من أجل تحقيق هذا الحلم، ومن أجل بناء هذه المجموعات وتأمين السلطة الإقليمية، حاول أردوغان أن يأخذ كلاً من سوريا وليبيا تحت سيطرته؛ وفي البلدين، أعطى أهمية كبيرة لمجموعاته المدعومة ليصبحوا في مركز قوة وهم يعملون وفقًا لأيديولوجيته. علاوة على ذلك، فإن أسرة أردوغان حققت في كل من ليبيا وسوريا مكاسب وثروة من الحروب المستمرة، ومن خلال الاستثمارات التي قامت بها في الصناعات الدفاعية. على سبيل المثال لدى أحد صهري أردوغان شركات تعمل في صناعة الدفاع، وتستخدم الأسلحة والمعدات التي ينتجونها في ليبيا. وأرى أن السبب الرئيسي وراء وجود أردوغان في ليبيا هو رغبته في السيطرة على السلطة السياسية والموارد الاقتصادية.
هل ترى الإعلام التركي مهنياً؟
بصرف النظر عن بضع القنوات، فإن وسائل الإعلام في تركيا تخضع لسيطرة إدارة أردوغان فقط، وبالتالي لا يمكنها أن تعمل بشكل مُستقل أو مهني، وتحولت القنوات الجديدة والصحف بالكامل إلى نشرة صحفية لأردوغان؛ فهي مُلزمة بالتصرف وفقًا لرغباته، وفي حين أن الصحفيين المُقربين من الحكومة يتقاضون رواتب، فإن الصحفيين المعارضين يتم مُعاقبتهم بوسائل مختلفة ويُسجَن العديد منهم.
هل لازال هناك مُعتقلون سياسيون في السجون التركية بالرغم من أزمة فيروس كورونا؟
الحكومة قد أصدرت بعض القوانين أثناء أزمة كورونا، وقد تم إطلاق سراح تجار المخدرات والقتلة واللصوص والمجرمين العاديين بموجبها، بينما لم يتم تسريح أي من السجناء السياسيين، وللأسف هناك معلومات تفيد بأن بعضهم أصيب بالفيروس. وعلى الرغم من ذلك، لم تتخذ الحكومة خطوة إيجابية ولا يبدو أنها ستقوم بذلك.
إذا طلبت منك وصف أوضاع حقوق الإنسان بتركيا في كلمة واحدة فما يُمكن أن تكون؟
إذا كان عليّ أن أصف حقوق الإنسان في تركيا بكلمة واحدة، فستكون مُفزعة.