محللون سياسيون ليبيون: مبادرات المليشيات تكشف عن حالة التفكك والانهيار الذي أصابها
ذكر محللون سياسيون ليبيون، بأن المبادرات التي قامت قيادات المليشيات التابعة لحكومة الوفاق بإطلاقها، تكشف عن حالة التفكك والانهيار الذي أصابها على إثر خسائرها الميدانية أمام الجيش الوطني الليبي.
وقد أطلق عدد من قادة المليشيات الإرهابية في العاصمة الليبية طرابلس من أجل إيجاد ممر آمن للهروب والبحث عن حل يضمن حياة من دعموهم بالمال والسلاح، وذلك بعد تهديدهم الليبيين والجيش الوطني.
وقد أطلق في يونيو الماضي، فايز السراج رئيس حكومة الوفاق مبادرته للتفاوض على ما أطلق عليه إنهاء الهجوم على العاصمة طرابلس، غير أن لا أحد اهتم بمبادرته، مما دفع خالد المشري القيادي الإخواني رئيس مجلس الدولة الاستشاري التابع للسراج لإعلان مبادرته الخاصة منذ يومين، والتي لم تختلف عنها إلى في تمسكه بأن يكون له دور في المستقبل، وفق ما ذكر خبراء.
وقد لاقت هذه المبادرات استهجانا من الخبراء والمتخصصين في الملف الليبي لاسيما مع النجاحات المستمرة للجيش الليبي وقدرته على الوصول إلى منطقة جوازات صلاح الدين على بعد 6 كيلومتر من قلب العاصمة وسيطرته على معسكر اليرموك ومناطق أخرى متقدمة بالمحاور بالإضافة إلى ازدياد المدن التي تعلن دعمها للجيش الليبي، وانشقاقها عن حكومة الوفاق غير الدستورية.
ومن جانبه، يعتقد عضو مجلس النواب الليبي د. محمد العباني بأن خالد المشري، الإخواني، وفايز السراج، دمية جماعة الإخوان الإرهابية، وهما وجهان لعملة واحدة.
وفي تصريح خاص للعين الإخبارية، قال بأن كلا منهما يسعى جاهدا من خلال مبادرته لتنفيذ السياسة المفلسة والمهزومة لتنظيم الإخوان الإرهابي بعد أن اشتد هجوم الجيش الليبي على أوكار الإرهاب في العاصمة طرابلس.
ومن جهته، فقد نوه العباني إلى أن قيادات المليشيات وحكومة السراج، غير الدستورية، تشعر بالإحباط بعد أن زالت عنهم الشرعية الدولية، لاسيما مع اقتراب انعقاد مؤتمر برلين الذي سيمنعان من الحضور فيه.
وقد شدد أيضا على أن مبادرات النماذج الفاسدة والمرفوضة شعبيا تعد محاولة لتمديد بقاؤها في المشهد السياسي ضد إرادة الشعب الليبي وإمعانا في نهب ثروة البلاد وخيراتها، وتسهيلا لتغلغل المحتل التركي والدعم القطري.
قفزة مبكرة من السفينة
ومن جهته، يرى المحلل السياسي الليبي جمال شلوف رئيس مؤسسة سليفيوم للأبحاث والدراسات بأن من يصطفون مع الحشد الميلشياوي قلوبهم شتى، وتحالفهم الحالي هو تحالف مؤقت لقوى الفوضى لمحاولة وقف تيار دولة النظام طوفان القوات المسلحة.
وقد قال شلوف للعين الإخبارية: بأن تعدد المبادرات مؤشرا آخر على شتات تجمع المليشيات، حيث كشف عن أن مبادرة المشري أنكرها حتى أعضاء من مجلسه، واعتبروها دليل على عدم توحد رؤية فرق الحشد الميلشياوي المختلفة.
وأضاف أيضا بأنها محاولة لإظهار المشري أكثر اعتدالا من غيره ومحاولة لتقديمه وفرقته في المجلس للمجتمع الدولي كطرف مستقل يجيد لغة المساومات والسياسية بما يؤهلهم، حسب ظنهم، إلي ان يكونوا شركاء في عملية سياسية قادمة.
وقد رجح شلوف أن تكون مبادرة المشري قد تمت بطلب من النظام التركي لتكون ورقة يستخدمونها في مفاوضات الطريق إلى مؤتمر برلين، الذي سينعقد بشأن ليبيا، لاسيما مع الغموض الذي يثار حوله.
وأَضاف في الأخير: في جميع الأحوال هذه المبادرات ليست موجهة للمواطن الليبي البسيط الذي يزداد نبذه لكل فرق الحشد الميلشياوي التي لا تستحي أن تطلب التمديد لنفسها في مبادراتها وهو الامر الذي يؤمن المواطن الليبي بانه كعشم إبليس في الجنة.
تفتت وانهيار الأحلاف
ومن جهته، يرى المحلل السياسي والحقوقي الليبي عبدالله الخفيفي بأن خروج خالد المشري، رئيس المجلس الاستشاري لحكومة الوفاق، بشكل فردي وليس بشكل موحد مع السراج تؤكد التفتت والانقسام الداخلي في صفوف حكومة المليشيات وداعميهم، لاسيما مع انشغالهم بمعارك أخرى في سوريا.
وفي تصريح خاص للعين الإخبارية، قال الخفيفي بأن هذه المبادرات قد جاءت في الوقت بدل الضائع بعد انتهاء الوقت الأصلي الذي انتهى معه اتفاق الصخيرات بمرور 4 أعوام على الاتفاق فقد انتهت مددها القانونية وإن كانت غير دستورية من الأساس.
في حين ينص الاتفاق السياسي الموقع عام 2015 ولم تعترف به مجلس النواب ولم يضمن في الإعلان الدستوري على أن المدة القانونية لولاية حكومة الوفاق عام واحد لا يجوز أن يمدد إلا لعام آخر في حالة عدم نجاحه في الحصول على الشرعية من مجلس النواب.
وتابع الخفيفي القول بأن المشري هو أحد أبرز قادة تنظيم الإخوان في ليبيا وإن كان قد أعلن الاستقالة الاسمية من جناح التنظيم السياسي لاختلافات إدارية وليست فكرية، والمجلس الذي يرأسه المشري، الأعلى للدولة، هو بقايا المؤتمر الوطني السابق الذي يسيطر عليه التيار الإسلاموي المتشدد.
وقد شكك أيضا الخفيفي في دوافع هذه المبادرات إذ لم تظهر كحل سياسي قبل تحرك الجيش نحو تحرير العاصمة طرابلس 4 أبريل الماضي، بل جاءت نتيجة لإحكام الجيش الليبي الخناق على قادة المليشيات على الأرض.
كما نوه إلى أن المشري والسراج يريدون من هذه المبادرات كسب الوقت، وكلهم أمل في الحصول على الدعم من الدول الراعية للإرهاب حيث شدد على أن حسم الازمة الليبية سيكون بقضاء الجيش الليبي على الإرهاب في المنطقة الغربية وكامل ربوع ليبيا، وسيادة دولة القانون.