سياسة

مجلس الأمن يناقش أزمة أفريقيا.. مخاوف من عودة «الإبادة الجماعية»


دخل مجلس الأمن الدولي على خط أزمة الكونغو الديمقراطية، التي تُرشَّح للانزلاق إلى فخ انتقام من وقائع تعود إلى عام 1994.

ودعا مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة قوات حركة 23 مارس (إم 23) المتمردة في الكونغو الديمقراطية إلى وقف هجومها على غوما، أكبر مدينة في شرق البلاد، كما طالب القوى الخارجية بالانسحاب من المنطقة.

ويأتي التدخل الأممي بعد ساعات من إعلان حركة 23 مارس، المدعومة من رواندا، سيطرتها على غوما، في أعقاب تقدم مباغت أجبر آلاف الأشخاص على الفرار من منازلهم وأثار مخاوف من اندلاع حرب إقليمية.

ولم يتسنَّ التأكد من مصادر مستقلة أن المدينة أصبحت تحت سيطرة المتمردين بالكامل.

وكان مجلس الأمن الدولي، الذي يضم 15 عضوًا، قد اجتمع لمناقشة الأزمة، ثم سرعان ما اتفق على بيان مطول.

ماذا يحدث؟

ترتبط الأزمة الحالية بما جرى قبل أكثر من 30 عامًا، حينما شنّت أقلية الهوتو حرب إبادة ضد التوتسي في رواندا.

بعد مشاركتهم في حملة إبادة جماعية عام 1994، التي راح ضحيتها أكثر من 800 ألف من التوتسي والهوتو المعتدلين، فرّت مليشيات الهوتو العرقية، مثل القوات الديمقراطية لتحرير رواندا، إلى الكونغو الديمقراطية.

والآن تدعم رواندا حركة إم 23، التي تقاتل الهوتو في شرق الكونغو الديمقراطية.

وحثّ مجلس الأمن رواندا وجمهورية الكونغو الديمقراطية على العودة إلى التفاوض لإرساء السلام ومعالجة القضايا المتعلقة بوجود قوات الدفاع الرواندية في شرق الكونغو، والدعم الكونغولي للقوات الديمقراطية لتحرير رواندا، وهي جماعة مسلحة رواندية معارضة.

وخلال انعقاد جلسة مجلس الأمن، أدانت الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا ما وصفته بدعم رواندا لتقدم المتمردين من حركة 23 مارس. وتنفي كيجالي منذ وقت طويل دعمها للحركة.

وقال المجلس في بيانه: “يندد بالتجاهل الصارخ المستمر لسيادة جمهورية الكونغو الديمقراطية وسلامة أراضيها، بما في ذلك الوجود غير القانوني لقوات خارجية في شرق البلاد”.

ولم يحدد المجلس هوية القوات الخارجية، لكنه طالبها “بالانسحاب على الفور”.

وأضاف المجلس: “يشعر أعضاء مجلس الأمن بقلق بالغ إزاء استمرار حدوث أنشطة تشويش وتزييف على نظام تحديد المواقع العالمي (جي.بي.إس) لدعم عمليات حركة 23 مارس في منطقة نورث كيفو، مما يمثل خطرًا وشيكًا على سلامة الطيران المدني، ويؤثر سلبًا على توصيل المساعدات الإنسانية للمحتاجين من السكان”.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى