سياسة

مجلة فرنسية: إسماعيل قاآني هو رجل الظلام في إيران


قامت مجلة سليت الفرنسية يومه الأربعاء، بوصف إسماعيل قاآني، قائد فيلق القدس في إيران على أنه مهندس الهجمات الكيماوية الإيرانية بالخارج، إلى جانب أنه عراب الحرب العراقية الإيرانية.

وقد ذكرت بأن قاآني، والذي اشتغل المنصب بعد مقتل قاسم سليماني، في ضربة أمريكية بالقرب من مطار بغداد العراقي في 3 يناير الماضي، هو رجل الظلام ووسيط عملية التقارب مع حركة طالبان وراعي المرتزقة الأفغان في سوريا.

وأشارت أيضا المجلة إلى أن إسماعيل قاآني هو مثل رجل سري، كان يدير كتائب لفترة طويلة في الظلام، مفضلاً الأسماء المستعارة والمساحات الرمادية بعيدا عن الأضواء التي نالها سلفه قاسم سليماني.

وقد أوضحت أيضا  المجلة الفرنسية بأن قاآني قائد فيلق القدس الجديد بإيران، يوصف بأنه رجل غامض أكثر من سليماني، وذلك تحت عنوان: إسماعيل قاآني.. رجل الظل في إيران.

وبخصوص تاريخه بمليشيا الحرس الثوري، فقد قالت سليت بأن قاآني مثل العديد من قادة المليشيا، حيث انضم إلى النخبة شبه العسكرية وقت اندلاع الثورة الإيرانية، بين عامي 1979 و1980، وقد كان واحداً من آلاف الشباب الإيرانيين الذين فتنوا بالخميني والعدائية لنظام شاه إيران.

وقد أدى قاآني فعلا الخدمة العسكرية عندما واجهت طهران أزمة كردستان، حسب المجلة الفرنسية والتي وصفته بأنه رجل لم يكمل تعليمه، تسلق التسلسل الهرمي للحرس الثوري الإيراني حتى امتد نفوذه داخل البلاد وخارجها.

وقالت أيضا المجلة بأن قاآني لا يتحدث كثيرا إلى وسائل الإعلام أو الإدلاء بخطابات، عكس سليماني، وبالرغم من منصبه لا يزال مختبئاً في الظل، مفضلاً مكتبه، وأضافت بأنه يتعامل بسرية وتحفظ شديد.

وأشار ت أيضا سليت بأن قاآني عندما يقوم برحلاته الخارجية، خاصة أفغانستان، يستعير هوية مزيفة، إذ حذرت من عدائه مع الإصلاحيين، وهذا الذي يثير انقسامات داخل مليشيا الحرس الثوري الذي لا يجمع على توليه المنصب.

الحرب العراقية-الإيرانية

 

وأوضحت أيضا المجلة الفرنسية بأن قاآني هو مهندس الهجمات الكيماوية التي تشنها طهران سواء الداخل أو الخارج، وكان يدير حرب العراق بما فيها من رعب الخنادق، والهجمات القاتلة.

وتابعت أيضا: بعد تلك الحرب الضارية، تولى قاآني قيادة لواء الإمام رضا واللواء الخامس نصر، كما أشرف قاآني على المليشيا الأفغانية التي كانت سبب تصعيده في داخل مليشيا الحرس الثوري الإيراني.

ووفق ما أفادت المجلة الفرنسية عن أستاذ علم الاجتماع السياسي الإيراني بجامعة باريس أزاده كيان حيث قال: إنه خلال الحرب الإيرانية-العراقية، التقى قاآني مع سليماني، إذ كان الاثنان ابنيْ حرب، وأوضح بأنه بعد تلك الحرب التي استمرت 8 سنوات ارتبط الجيل الأول بالحرس الثوري ببعضهما وتولّا المناصب العليا في البلاد بعد ذلك.

وذكرت أيضا سليت بأن فيلق القدس قد تأسس عام 1990، حيث يقوم بتنفيذ العمليات الإيرانية بالخارج، نظرا لأنها مسؤولة عن تصدير الثورة الإيرانية إلى الشرق، وإنشاء شبكات إرهابية ودعائية في جميع أنحاء العالم من أجل خدمة مصالح النظام الإيراني.

التقارب مع طالبان

 

وأضافت: في عام 2007، انضم قاآني إلى فيلق القدس، وهو مسؤول عن العمليات الخارجية والدفاع عن المصالح الإيرانية في باكستان وأفغانستان، بينما رئيسه قاسم سليماني، كان مسؤولا عن المحور العراقي-السوري-اللبناني.

وقد قامت حركة طالبان باستيلاء على السلطة  في أواخر التسعينيات من القرن الماضي، في حين كانت القاعدة تتنقل بين أفغانستان وباكستان، ولم يهدئ تدخل الناتو إلى أفغانستان من تفاقم الوضع، بالإضافة إلى أن فرعًا من منظمة داعش الإرهابي يُطلق عليه ولاية خراسان قد أقام نفسه على حدود إيران في خريف عام 2014، وفي تلك الأثناء عاد دور قاآني على السطح لإدارة تلك التنظيمات الإرهابية.

ولفتت المجلة الفرنسية إلى أن قاآني قام بالتقارب مع مسلحي حركة طالبان عام 2007، العام نفسه الذي انضم فيه قاآني لفيلق القدس، وتغيرت طهران في طريقة تعاملها مع التنظيم.

وحسب ما نقلت أيضا المجلة عن الباحث المتخصص في الشأن الإيراني جوثان بيرن، إذ قال: أنه في ديسمبر 2018 اعترفت إيران رسميا بأن لديها علاقات مع طالبان، وكان ذلك سرًّا منذ أكثر من 10 سنوات، تحديداً بعد توقيع الولايات المتحدة عقد شراكة مع كابول تسمح للقوات الأمريكية بالبقاء في البلاد، مضيفا: قام نائب رئيس فيلق القدس آنذاك بتنظيم قوافل أسلحة لطالبان وسهل فتح تمثيل لتلك الجماعة في مدينة زاهدان الإيرانية في عام 2012.

تجنيد المرتزقة الأفغان

 

وأشارت أيضا سليت الفرنسية إلى أن إسماعيل قاآني قد لعب دورا كبيرا في الأزمة السورية، إذ صمم على التدخل عسكريا أكثر من سلفه قاسم سليماني في سوريا، موضحة بأنه في عام 2012، كان أيضا من أوائل من يؤيدون الوجود الإيراني غير الرسمي للحفاظ على الرئيس السوري بشار الأسد.

وذكرت المجلة الفرنسية بأنه بالرغم من أن النظام الإيراني نفى عدة مرات التدخل العسكري في سوريا وبأن وجودهم استشاري فقط، غير أن قاآني اعترف لوكالة أنباء الطلبة الإيرانية (شبه الرسمية) بأن النظام الإيراني موجود في سوريا بشكل عسكري.

وأضافت سليت بأن قاآني ساهم في تشكيل اللواء الفاطمي، المكون من الأفغان الذين لجأوا إلى إيران، ولا يزالون موجودين في شرق البلاد، في الصحراء وحول مدينة البوكمال التابعة لمحافظة دير الزور السورية.

تابعونا على
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى