مجلة فرنسية…أردوغان أغرق بلاده في صراعات إقليمية


ذكرت مجلة لوبوان الفرنسية بأن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، قام بإغراق بلاده في صراعات إقليمية حيث أدت إلى اضطرابات داخلية تمثلت في انعدام ثقة الناخبين الأتراك، والأزمة الاقتصادية، وعزوف المستثمرين، وكذلك التلاعب باللاجئين السوريين، إلى جانب انشقاقات الحزب الحاكم.

وقد أشارت المجلة الفرنسية، من خلال عنوان تركيا في حالة اضطراب داخلي منذ ارتداء أردوغان عباءة أمير الحرب، إلى أن الرئيس التركي يهوي ببلاده في الهاوية وذلك بسبب سلسلة من التصرفات المثيرة للجدل والتي أدت إلى اضطرابات داخلية وإنذار بالفوضى.

وذكرت أيضا المجلة الفرنسية، التوترات التي تعيشها تركيا بداء من تهديد أردوغان بشن عمليات عسكرية على الأكراد، واستفزازه الولايات المتحدة بمنظومة دفاعية إس400.

وقد أوضحت المجلة كذلك بأن شن  النظام التركي لعمليات عسكرية في سوريا وغيرها من المغامرات التي قام بها في المنطقة، قد انعكست بشكل واضح على الأوضاع الداخلية، كما أدت إلى زيادة مخاوف المستثمرين، لتزداد الأوضاع سوءا وتصل الأمور إلى درجة الانشقاقات بعد تبادل الانتقادات داخل حزب أردوغان.

الأزمة الاقتصادية والانتخابات

وأشارت مجلة لوبوان بأن الحكومة التركية، لم تعد في موقع، وذلك في مواجهة الأزمة الاقتصادية الصعبة، وأشارت إلى أن الليرة التركية قد فقدت ما يقرب من 30% من قيمتها خلال عام.

وأضافت بأن الحزب التركي (الحاكم العدالة والتنمية) قد عانى من نكسة هائلة من خلال فقدانه بلدية مدينة إسطنبول في يونيو الماضي، وهي المدينة الاستراتيجية والاقتصادية الأهم.

و كان قد حصل مرشح المعارضة على أكثر من 53.8% من الأصوات مقابل 45% لمرشح الحزب الحاكم، بنحو 800 ألف صوت إضافي عن انتخابات مارس الماضي قبل إلغائها بناء على طلب العدالة والتنمية.

وقد نقلت المجلة عن أستاذ العلوم السياسية بجامعة جريتوبل والمتخصص في الشأن التركي، جون ماركو، ما قاله بأن أزمة فقدان إسطنبول أكبر مثال حي على تآكل شعبية حزب أردوغان.

كما أشار ماركو إلى أنه خلال النكسات السابقة في انتخابات عام 2015 أو انتخابات مارس 2019، على الرغم من فقدان أردوغان بعض المقاعد فإنه يعلق على النتائج، ولكن هذه المرة تحدث فور إعلان النتيجة وتحديداً فيما يتعلق بتأثير سياسته الخارجية على شعبيته.

يوليو الأسوأ على أردوغان

وقد ذكر الباحث الفرنسي شعرنا بأن الخطاب كان موجها لأنصاره الذين ينشقون عنه قبل خصومه، مشيراً إلى أن شهر يوليو الماضي كان الأسوأ لحزب العدالة والتنمية منذ تأسيسه.

واستدل ماركو على فرضيته بعدة وقائع أثارت تصدعاً في الحزب، منها انشقاقات واسعة لقياداته مثل علي باباجان، أحد رموز الاقتصاد البارزين في تركيا الذي كان يتمتع بمصداقية واحترام كبير في الأوساط الاقتصادية.

ولم ينسى كذلك الانتقادات التي وجهها أعضاء سابقين بالعدالة والتنمية لأردوغان وأبرزها تلك التي أطلقها رئيس وزرائه الأسبق أحمد داوود أوغلو، وأيضاً إطلاق سراح الأكاديمي التركي تونا ألتينيل من محكمة إسطنبول، إلى جانب إقرار المحكمة الدستورية التركية بأن حرية التعبير مكفولة للأكاديميين، الذين حوكموا بشكل جماعي منذ محاولة الانقلاب الفاشلة، وقد ألغت المحكمة العليا الحكم على3 صحفيين بالسجن مدى الحياة.

وحسب الباحث الفرنسي فإنه خلال الشهر نفسه واجهت البلاد أزمة اللاجئين السوريين البالغ عددهم 3.5 مليون لاجئ، الذين شعروا بعدم الثقة وتلاعب النظام التركي بمصيرهم، وقد أوضح بأن كل هذه العوامل لعبت بلا شك دوراً في إضعاف موقف النظام التركي أمام الشعب. معتبرا بأن السياسة الخارجية التركية تنعكس طردياً مع الأوضاع الداخلية، خاصة فيما يتعلق بالقضية الكردية.

وأضاف ماركو بأن النظام التركي شن عدوانا من قبل ضد الأكراد بعفرين وجرابلس في الشمال السوري، وإذا نفذ أردوغان وعيده هذه المرة فسيشن هجمات على (روجاوفا) وهي المنطقة الكردية التي تضم قوات أمريكية ما يعني دخول أنقرة  في مواجهة مباشرة مع الولايات المتحدة الأمر الذي يثير مخاوف المستثمرين الأتراك والأجانب من احتمالية فرض عقوبات.

وذكرت أيضا المجلة الفرنسية بأنه على الرغم من أن المحاكم التركية تحاول الحفاظ على الحد الأدنى من الاستقلال، تظل البلاد سجنًا كبيرًا للصحفيين، حيث تحتل المرتبة 157 من أصل 180 في التصنيف العالمي لحرية الإعلام، وقد أوضحت بأن الصحافة بأكملها تقريباً في أيدي السلطة.

ووفق صحيفة لوسوار الفرنسية فإنه حتى بعد سيطرة المعارضة على مقعد بلدية مدينة إسطنبول، فإن معظم المناطق لا يزال يحكمها حزب العدالة والتنمية، وميزانية البلدية منخفضة للغاية، وقد أشارت إلى أن ديونها تراكمت بحوالي 30 مليار ليرة، 4.7 مليار يورو، أي نصف ميزانيتها الإجمالية المتراكمة عام 2018.

Exit mobile version