حتى المخيمات لم تسلم من قذائف الموت الحوثية، فقد هزت المجزرة التي ارتكبتها مليشيا الحوثي الإرهابية بحق مخيم النازحين بالخوخة جنوبي الحديدة، الشارع اليمني بشكل عام، فيما اعتبرتها الحكومة ومنظمات حقوقية محلية وإقليمية بأنها جريمة حرب، وأكد مراقبون أن الانقلابيين كشفوا عن بشاعتهم وذلك بملاحقة النازحين حتى في الملاجئ. أطلقت مليشيا الحوثي الإرهابية، ظهر الجمعة، 3 صواريخ كاتيوشا مستهدفة مخيم بني جابر الواقع شرق مدينة الخوخة، ما أسفر عن مقتل امرأة (حجة أحمد كنزلي) وإصابة 9 أطفال و5 آخرين، بينها إصابات متوسطة وأخرى حرجة، حسب ما أوردت العين الإخبارية. ريم، عبد الله، حنان، أحمد، محمد، هنادي، مريم، هبة، وحنان، أطفال مصابون، أعمارهم تتراوح بين الـ4 إلى 13 عاما، أكملوا ليلتهم في غرف العناية المركزة، بعدما بدأوها في مخيم بني جابر الذي أنشئ على نفقة مركز الملك سلمان للإغاثة، كواحد من عدة مخيمات استحدثت في محيط مدينة الخوخة، بهدف استقبال المدنيين الذين فروا بحياتهم من داخل الحديدة. ونقلت العين الإخبارية عن والد حجة قوله: كنا في جامع المدينة نؤدي صلاة الجمعة، وما أن هممنا بمغادرة باحة المكان نحو أطفالنا الذين يفترشون الأرض ومخيمات الإيواء، فجعنا بانفجار ضخم وشاهدنا أعمدة الدخان تتصاعد أمام عيوننا…لقد رحلت حجة وبعثرت صواريخ الحوثي جميع الأطفال وكادت تغتالهم وطقوس ألعابهم إلى الأبد. وقال محمود سعيد، مندوب المجلس المحلي للنازحين بمديرية الخوخة، إن قصف المليشيا للمخيم كان متعمدا، ولم يكن هناك خطأ في تصويب الهدف، حيث لا معسكرات قريبة من المنطقة الواقعة على الساحل الجنوبي للبحر الأحمر، وفق ما نقلت العين الإخبارية. وذكر سعيد، أن المليشيا أرادت أن تخبر سكان مدينة الحديدة التي تتخذ منهم دروع بشرية أن موتها الإرهابي المدعوم من إيران سيظل كابوس يلاحقهم وأطفالهم إلى المناطق المحررة. وقوبلت المجزرة الحوثية بتنديد واسع من التحالف العربي والحكومة اليمنية والمنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر ومركز الملك سلمان للإغاثة الإنسانية، بجانب ردود أفعال واسعة من قبل أوساط نشطاء حقوق الإنسان ووسائل الإعلام، والتي اعتبرتها جريمة حرب ضد مبادئ حقوق الإنسان، والقانون الإنساني الدولي. وفي ذات السياق، طالب المسؤول الإغاثي بالحديدة، عادل مكرشب، الأمم المتحدة بتحمل مسؤوليتها تجاه كشف جرائم المليشيا الحوثية أمام العالم، وذكر أن المجزرة لم تكن وليدة اللحظة فقد سبق استهداف قوافل الإغاثة الإنسانية وأماكن سكنية وحيوية منها مجزرة ميناء الاصطياد ومستشفى الثورة التي ارتكبتها المليشيا بقذائف الهاون. ووصف، عدم إدانة الأمم المتحدة مجزرة الخوخة حتى اللحظة، بالتعامل الازدواجي والكيل بمكيالين الذي يخذل الضحية ويتستر على الجاني.