سياسة

مبادرات إماراتية لا تتوقف لدعم غزة


إنزال جوي لمساعدات فوق قطاع غزة، يتوج جهود الإمارات ومبادراتها المتواصلة لدعم القطاع برا وبحرا وجوا، إنسانيا وسياسيا ودبلوماسيا.

جهود تتواصل ومبادرات تتوالى تربُط بها دولة الإمارات وقيادتها على قلوب أهل غزة، محاولة مداواة جروحهم وتخفيف آلامهم في قطاع يئن تحت قصف إسرائيلي متواصل منذ 144 يوما.  

إنزال جوي

وشاركت دولة الإمارات العربية المتحدة، اليوم الثلاثاء، في تنفيذ إنزال جوي لمساعدات فوق القطاع.

وقالت مصادر إن الإنزال الجوي للمساعدات الإنسانية فوق غزة، تم بمشاركة الإمارات والأردن ومصر وقطر وفرنسا.

وتشمل المساعدات- وفق المصادر- مواد إغاثية وطبية بواسطة صناديق مخصصة مزودة بمظلات، بهدف إيصالها للمواقع المحددة مكانا وزمانا.

مبادرات متتالية

وتأتي مشاركة دولة الإمارات في عمليات الإنزال الجوي الإنساني فوق قطاع غزة، بعد يومين من تدشين المستشفى الإماراتي العائم في ميناء العريش، خدماته العلاجية لتقديم الدعم الطبي اللازم إلى الأشقاء الفلسطينيين.

ويواصل المستشفى استقبال المصابين من غزة حيث وصل إلى المستشفى عدد من الحالات تعاني إصابات وكسوراً مختلفة الحدة.

وتأتي هذه المبادرة في إطار توجيهات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات بتقديم كل أشكال الدعم والمساندة كافة لسكان قطاع غزة وذلك ضمن عملية “الفارس الشهم 3”.

ويضم المستشفى العائم الذي يقام بالتعاون مع دائرة الصحة أبوظبي ومجموعة موانئ أبوظبي، طاقما طبيا وإداريا مكونا من 100 شخص من مختلف التخصصات تشمل التخدير والجراحة العامة والعظام والطوارئ إضافة إلى ممرضين ومهن مساعدة.

وتبلغ سعة أسرة المستشفى 100 سرير وغرف عمليات وعناية مركزة وأشعة ومختبر وصيدلية ومستودعات طبية.

ويعد المستشفى العائم خطوة إضافية تستكمل دور المستشفى الميداني الإماراتي في غزة الذي تم تدشينه في 3 من ديسمبر/كانون الأول 2023 حيث تبلغ سعته 200 سرير ويضم كادرا طبيا مكونا من 83 متطوعاً من 21 جنسية منهم 59 من الرجال و24 من النساء.

وأجرى المستشفى الميداني الإماراتي في غزة أكثر من 764 عملية جراحية كبرى ودقيقة، وتعامل خلال الأشهر الماضية مع أكثر من 6620 حالة استدعت تدخلاً طبياً من قبل فريق المستشفى للتعامل معها وتوفير العلاج والرعاية اللازمة بدءاً من الإسعافات الأولية مروراً بإجراء الجراحات الضرورية لإنقاذ الحياة وتوفير العلاجات اللازمة والأدوية وانتهاءً بالرعاية والعناية الحثيثة لتلك الحالات فضلاً عن الاستشارات والخدمات الطبية العلاجية الأخرى.

جهود إماراتية على كل الأصعدة لدعم غزة

مخابز ومطبخ خيري

واستبق ذلك بأيام، إرسال دولة الإمارات 5 مخابز أتوماتيكية دعما للأشقاء الفلسطينيين لمواجهة النقص الحاد في الخبز داخل قطاع غزة، وسد جزء كبير من الاحتياجات الغذائية للأخوة الفلسطينيين والتخفيف من وطأة الظروف الإنسانية الصعبة التي يمرون بها حاليا.

وتواصل هيئة الهلال الأحمر الإماراتي تنفيذ مشروع المخابز، حيث تم توزيع 29374 ربطة خبز، استفاد منها 293830 شخصا، وذلك حتى الأربعاء الماضي.

وتواصل دولة الإمارات، تقديم الدعم الإنساني للشعب الفلسطيني في قطاع غزة، للتخفيف من حدة الأوضاع الإنسانية التي يعانيها سكان القطاع، ورفع المعاناة عن الفئات الأكثر ضعفاً، وتوفير الاحتياجات الأساسية لهم، وذلك ضمن عملية “الفارس الشهم 3”.

وبلغت أعداد المستفيدين من المطبخ الخيري الذي تقيمه هيئة الهلال الأحمر الإماراتي لصالح أهالي قطاع غزة مليوناً و419 ألفاً و560 مستفيداً وذلك خلال الفترة من 9 يناير الماضي حتى 22 فبراير/شباط الجاري.

جهود إماراتية على كل الأصعدة لدعم غزة

قوافل مساعدات

جهود تتواصل بالتزامن مع وصول سفينة المساعدات الإماراتية الثانية 17 فبراير/شباط الجاري وعلى متنها 4,544 طن من المواد الإنسانية إلى ميناء العريش تمهيداً لإدخال حمولتها إلى قطاع غزة، وذلك ضمن عملية “الفارس الشهم 3” الإنسانية التي أمر بتنفيذها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات لدعم الشعب الفلسطيني الشقيق في القطاع.

وبلغ إجمالي المساعدات الإماراتية المقدمة للشعب الفلسطيني الشقيق ضمن “عملية الفارس الشهم 3” الإنسانية حتى 24 فبراير/شباط الجاري، أكثر من 15863 طنا، وجرى إرسال 167 طائرة شحن كما أنشأت دولة الإمارات 6 محطات تحلية مياه بقدرة إنتاجية تبلغ مليونا و200 ألف غالون يوميا يستفيد منها سكان غزة مباشرة.

جهود إماراتية على كل الأصعدة لدعم غزة

جهود سياسية ودبلوماسية

على الصعيد السياسي والدبلوماسي، واصل رأس الدبلوماسية الإماراتية الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية الإماراتي مباحثاته الدبلوماسية مع نظرائه حول العالم لحشد الجهود الإقليمية والدولية للتوصل إلى وقف مستدام لإطلاق النار في غزة.

واستقبل الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان قبل يومين نظيره الدنماركي لارس لوكه راسموسن، حيث بحث الجانبان التطورات الراهنة في منطقة الشرق الأوسط خاصة في قطاع غزة ومحيطه وتداعياتها الأمنية والإنسانية.

وتطرق اللقاء إلى أهمية حشد الجهود الإقليمية والدولية للتوصل إلى وقف مستدام لإطلاق النار، بما يتيح المجال لنفاذ المساعدات الإنسانية الإغاثية والطبية الكافية للمدنيين.

وفي هذا الصدد؛ أكد الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان أن الأولوية المطلقة هي حماية أرواح كافة المدنيين وتأمين الدعم الإنساني اللازم للشعب الفلسطيني الشقيق على نحو عاجل وآمن ومكثف بما يسهم في التخفيف من معاناته.

جهود إماراتية على كل الأصعدة لدعم غزة

وقبل أيام، دعت السفيرة لانا نسيبة، مساعدة وزير الخارجية للشؤون السياسية المندوبة الدائمة لدولة الإمارات لدى الأمم المتحدة، أمام محكمة العدل الدولية في لاهاي بهولندا، إلى الالتزام بحق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير وحل الدولتين.

وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة قد طلبت من محكمة العدل الدولية في ديسمبر/كانون الأول 2022 تقديم “رأي استشاري” بشأن الآثار القانونية الناشئة عن سياسات إسرائيل وممارساتها في الأرض الفلسطينية المحتلة، بما يشمل القدس الشرقية.

وأكدت السفيرة لانا نسيبة، بصفتها رئيسة وفد دولة الإمارات إلى محكمة العدل، أهمية الرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية في تحقيق حل الدولتين، وشددت على انتهاكات إسرائيل لالتزاماتها خلال الحرب الكارثية المستمرة على قطاع غزة، وناقشت الانتهاكات الإسرائيلية المتصاعدة في الضفة الغربية، بما يشمل القدس الشرقية، حيث وصل بناء المستوطنات وعنف المستوطنين إلى مستويات غير مسبوقة.

وأشارت إلى الآثار القانونية بالنسبة لإسرائيل والأمم المتحدة وجميع الدول نتيجة الإجراءات غير القانونية التي تتخذها إسرائيل.

وقالت في هذا الصدد: “مر 56 عاماً على احتلال إسرائيل للضفة الغربية، بما يتضمن القدس الشرقية وقطاع غزة، حيث شكلت معالمها الانتهاكات الجسيمة والمستمرة التي ارتكبتها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني”. وأضافت “أن الاحتلال الإسرائيلي غير قانوني وآن له أن ينتهي”.

وشددت على أنه “وبعد عقود من التجريد العنيف للإنسانية، وسلب الممتلكات، ونشر اليأس الذي عُرف به الاحتلال الإسرائيلي، فإن الانتهاكات الناجمة عنه في جميع أنحاء الأرض الفلسطينية المحتلة تتفاقم بوتيرة مثيرة للقلق”.

وقد أعربت دولة الإمارات عن ثقتها بأن الرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية بشأن التبعات القانونية للانتهاكات الإسرائيلية سيسهم بشكل كبير في الجهود الدولية الرامية إلى تحقيق حل سلمي للصراع وفقاً للقانون الدولي.

وتعتبر الإجراءات الاستشارية لمحكمة العدل خطوة حاسمة نحو التوصل إلى حل عادل ودائم. وتظل دولة الإمارات ثابتة في التزامها بتعزيز السلام والعدالة وإدراك حقوق الشعب الفلسطيني.

ملحمة إنسانية

وتسطر دولة الإمارات خلال الفترة الحالية ملحمة سياسية ودبلوماسية وإنسانية تاريخية، بمداد دعم لا ينضب لسكان غزة وفلسطين على مختلف الأصعدة، في مسار توثقه الحقائق على أرض الواقع.

ومنذ بدء التصعيد الإسرائيلي في غزة 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أطلقت دولة الإمارات 4 مبادرات رئيسية، يتفرع من كل منها عشرات المبادرات التي تعبر من خلالها دولة الإمارات وقيادتها وشعبها والمقيمين فيها عن قيم التضامن والأخوة والدعم لأهل القطاع.

من أبرز تلك المبادرات “الفارس الشهم 3” والتي وجه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بإطلاقها في 5 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي والتي تم من خلالها الإعلان عن مبادرات عدة من أبرزها:
– إنشاء مستشفى ميداني في غزة استقبل حتى اليوم 6620 حالة.
– تدشين مستشفى عائم متكامل بسعة 100 سرير وغرف عمليات وعناية مركزة وأشعة ومختبر وصيدلية ومستودعات طبية.
– تدشين 5 مخابز أتوماتيكية بقدرة إنتاجية 3000 رغيف في الساعة.
– إقامة 6 محطات لتحلية مياه البحر في رفح تعمل على تحلية 1.2 مليون غالون يومياً، وضخها عبر أنابيب تمتد إلى داخل قطاع غزة، وتغطي احتياجات 600 ألف نسمة.
– إرسال قوافل مساعدات إلى معبر رفح تضم 490 شاحنة.
– تسيير جسر جوي إنساني، وصلت عدد طائراته حتى 24 فبراير/شباط الجاري 167 طائرة شحن، إضافة إلى سفينتي شحن، نقلت 15863 طنًا من المساعدات الإغاثية.

وضمن المبادرات المتواصلة أيضًا، وجه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، في 18 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، باستضافة ألف فلسطيني من المصابين بأمراض السرطان من قطاع غزة من مختلف الفئات العمرية، لتلقي العلاجات وجميع أنواع الرعاية الصحية التي يحتاجون إليها في مستشفيات الدولة.

وجاء إطلاق المبادرة بالتزامن مع وصول الطائرة الأولى التي تحمل على متنها أولى الدفعات ضمن مبادرة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، بعلاج ألف طفل فلسطيني برفقة عائلاتهم من قطاع غزة في مستشفيات دولة الإمارات.

ووصلت 7 فبراير/ شباط الجاري، طائرة الدفعة العاشرة من الأطفال الفلسطينيين الجرحى ومرضى السرطان، وعلى متنها 86 من الذين يحتاجون للرعاية الطبية والمرافقين من عائلاتهم.

وقبيل وصول الدفعة العاشرة، استقبلت دولة الإمارات 474 حالة على 9 دفعات، لتلقي العلاج في مستشفيات دولة الإمارات.

وتجسد هذه المبادرات نهج دولة الإمارات والتزامها التاريخي بدعم الشعب الفلسطيني والتخفيف من حدة الأزمة الإنسانية التي يواجهها.

وجنبًا إلى جنب مع تلك المبادرات الثلاث التي وجه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بإطلاقها، رسم أهل دولة الإمارات والمقيمون فيها صورة إنسانية ملهمة دعمًا لإخوانهم في غزة عبر مبادرة “تراحم من أجل غزة” التي تم إطلاقها في 15 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وما زالت متواصلة.

واستمرارا للمبادرات الإماراتية لدعم التعليم؛ قامت جامعة الإمارات العربية المتحدة، ديسمبر/كانون الأول الماضي باستقبال 33 طالبا وطالبة من أبناء قطاع غزة من أجل الدراسة على نفقة دولة الإمارات. 

تابعونا على
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى