سياسة

ما وراء مقتل السنوار: 4 تساؤلات لا تزال بلا إجابات


أسئلة عديدة تركها مقتل زعيم حركة حماس يحيى السنوار بلا إجابات، ومن دونها سيظل ما حدث في تل السلطان محاطا بالغموض.

فعلى غير العادة في الأشهر الماضية، سواء في غزة أو لبنان، فإن مقتل زعيم حماس يحيى السنوار لم يكن نتاج عملية استخباراتية.

فلربما توقعت إسرائيل وجوده في رفح، غير أنها لم تملك معلومات استخباراتية مؤكدة عن مكان وجوده أو ظروف الموقع الذي يوجد فيه.

ومنذ بداية الحرب، بنت إسرائيل فرضيتها عن مكان وجود السنوار بأنه في نفق عميق تحت الأرض ومحاط برهائن إسرائيليين لضمان عدم استهدافه، وأنه يحافظ على اتصال مع عدد قليل من المقربين، بينهم شقيقه محمد.

غير أن التفاصيل التي نشرها الإعلام الإسرائيلي تخالف جميع هذه التوقعات، إذ قُتل في موقع فوق الأرض، ولم يكن محاطا برهائن إسرائيليين، ولم يكن شقيقه معه، وإنما 3 من الأصدقاء المقربين.

والأهم هو أن أجهزة المخابرات الإسرائيلية لم تتمكن من الوصول إليه، وإنما قوة عسكرية كانت في دورية روتينية في تل السلطان برفح.

مجمل هذه الأمور تركت 4 أسئلة بلا أجوبة، لا من حماس ولا من إسرائيل، وهي: لماذا كانت الصدفة هي التي أدت إلى مقتله؟ لماذا كلن موجودا في مبنى فوق الأرض وليس في نفق كما ساد الاعتقاد لفترة طويلة؟ ولماذا تحرك مع عدد قليل من الأصدقاء وليس قوة من حماس بما أنه فوق الأرض؟ ولماذا لم يوجد معه رهائن إسرائيليون كما كانت التوقعات؟

حاول دورون كادوش، المراسل العسكري في إذاعة الجيش الإسرائيلي، تقديم بعض الإجابات من خلال تعليق طويل على منصة “إكس”.

وقال “يقدر الجيش الإسرائيلي أن السنوار، قبل مقتله، حاول الهروب من رفح باتجاه المنطقة الإنسانية في المواصي، ولكن نشاط قوات الجيش الإسرائيلي في الأشهر الأخيرة في رفح، خاصة تطويق حي تل السلطان المستمر منذ أشهر حال دون هروب السنوار، وألحق الضرر بمعظم المسلحين الذين قاموا بتأمينه في الدوائر المحيطة به، وأجبروه على البقاء في المنطقة وعدم الهروب شمالاً”.

وأشار كادوش إلى أنه “في الأشهر الأخيرة نفذت وحدات خاصة في منطقة رفح عشرات العمليات الخاصة، بما في ذلك وحدة العمليات التابعة للشاباك، بهدف جمع معلومات استخباراتية عن السنوار وكبار مسؤولي حماس الذين يعتقد أنهم موجودون في المنطقة”.

ولكن استدرك “حتى التصفية.. لم يكن الجيش الإسرائيلي يعرف موقع السنوار، وحتى في تقييم الوضع من قبل رئيس الأركان ورئيس الشاباك في الأسبوع الماضي فقط، عند التعامل مع تصفية السنوار لم تصل معلومات جديدة تشير إلى موقعه”.

وما جرى هو أن عددا من الجنود ومن وحدة “بتسلاح” شاهدوا 3 مسلحين يحاولون الهرب من مبنى تعرض مسبقا للقصف، فقاموا بإطلاق النار عليهم ما أدى إلى فرار 2 من المكان وعودة الثالث إلى داخل المبنى وهو مصاب، وقد قصفت المدفعية المبنى بقنبلة.

أراد الجنود التأكد من مقتل المسلح الذي دخل المبنى، فقاموا بإدخال مسيرة إلى المبنى فقامت بتصوير رجل ملثم جريح حاول بدوره إبعاد المسيرة بعصا، ولكن المسيرة غادرت المبنى وتم قصفه مجددا ما أدى إلى مقتل الجريح.

وفي اليوم التالي، دخل الجنود إلى المبنى وعندما أزالوا لثامه، قال أحدهم إن ملامحه تشبه كثيرا السنوار، فتقرر تصويره وإرسال الصورة إلى الجهات المختصة للتحقق منه، وعندها فقط وبعد الفحص تيقنت إسرائيل أنه السنوار فكانت المفاجأة.

تنقله أثناء الحرب

وفقا لمعلومات الجيش الإسرائيلي، فإن السنوار أمضى 90% من وقته منذ بداية الحرب متنقلًا ما بين الأنفاق.

وقال كادوش، مستندا إلى معلومات الجيش “بدأ السنوار الحرب في 7 أكتوبر/تشرين الأول في نفق في خان يونس، وفي الليلة التي سبقت الحرب قام بمساعدة عائلته بوضع شاشة تلفزيون وأكياس طعام في النفق، استعدادا لإقامة طويلة في النفق، وهذا هو نفس النفق الذي وصلت إليه الفرقة 98 في يناير/كانون الثاني الماضي، بعد وقت قصير من الهروب منه”.

وأضاف “يقول الجيش الإسرائيلي إن مناورة الفرقة 98 في خان يونس في تلك الأشهر دفعت السنوار وغيره من كبار مسؤولي حماس جنوبا إلى رفح، ولا يزال من غير الواضح كيف هربوا جنوبا في ذلك الوقت، لكن الجيش الإسرائيلي سيحقق في كيفية تمكنهم من الهروب والفرار منهم رغم تطويق خان يونس، وأصبح من الواضح أن التطويق لم يتم بشكل محكم بما فيه الكفاية”.

وتابع “لاحقا، عندما دخل الجيش الإسرائيلي في مناورة في رفح، هرب محمد الضيف شمالا إلى خان يونس (وهو ما دفعه على الأرجح إلى ارتكاب الخطأ الذي أدى إلى مقتله)، لكن يبدو أن السنوار لم يتمكن من الهروب شمالا مثل الضيف، وبقي في رفح طوال أشهر العمليات العسكرية للجيش الإسرائيلي“.

وأدرف “تشير التقديرات إلى أن 90% من الوقت خلال الحرب بقي السنوار تحت الأرض في الأنفاق، لقد جاء فوق الأرض فقط عندما كان عليه أن ينتقل من مخبأ إلى آخر”.

السنوار والرهائن

يعتقد الجيش الإسرائيلي أن السنوار كان مع الرهائن الإسرائيليين الستة الذين تم إخراجهم من غزة في شهر أغسطس/آب الماضي، ولكنه لا يعلم إذا ما كان مع باقي الرهائن أو أين الرهائن الآن، رغم العمليات الواسعة للجيش الإسرائيلي في كل أنحاء غزة.

تفاصيل أكثر

وبشأن تفاصيل مقتل السنوار، يشير كادوش إلى أنه بعد تعرف الجنود الإسرائيليين على 3 مسلحين، فإنه تم إطلاق النار عليهم وأصيب أحدهم في يده، وتبين لاحقا بالصدفة أنه السنوار.

وقال “خلال عمليات المسح دخلت قوة بقيادة قائد فصيلة إلى المبنى الذي كان يوجد فيه السنوار، ووجدت بركة من الدماء على الدرج”.

وأضاف: “تمكن السنوار مع مرافقيه من إلقاء قنبلتين يدويتين على القوة، انفجرت إحداهما ولم تنفجر الأخرى، ولم تقع إصابات في صفوف القوة التي تراجعت ثم وجهت نيران الدبابات نحو المبنى”.

وتابع: “بعد أن تعرفت الطائرة دون طيار على صور جثة السنوار، تم نقل الصورة إلى قيادة المنطقة الجنوبية اللواء يارون فينكلمان، وأرسلها إلى رئيس شعبة العمليات في الشاباك، وطلب منه معرفة ما إذا كان هو رئيس حركة حماس، وأحضر الشاباك فرقًا خاصة إلى المنطقة وبدأت بفحص الجثة إلى أن تم التيقن منه”.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى