سياسة

ما نوع العلاقة بين جماعة الإخوان المسلمين وإيران؟


لقد أجبرت جماعة الإخوان الإرهابية على كشف كثير من التحالفات التي طبعت بالسرية منذ نشأة التنظيم، أبرزها علاقتها بالحرس الثوري الإيراني والدعم المتبادل بين الطرفين، وذلك بفعل الأزمات التي توالت عليها منذ سقوط التنظيم في مصر.

                                                                     

وقد جاء هذا الكشف في محاولة استقواء علني بالقوى التي تتفق مصالحها مع مخططات التخريب في الشرق الأوسط، وهذا ما يصب بمصلحة التنظيم الإرهابي دون شك. حيث أفصحت وثائق سرية عن مليشيا الحرس الثوري الإيراني عن عقد لقاءات سرية مع أعضاء بتنظيم الإخوان الإرهابي، بهدف بحث إمكانية تشكيل تحالف ضد السعودية.

ومن جانبه، فقد قال موقع ذا إنترسبت الأمريكي بأن برقية سرية حصل عليها ضمن مئات الوثائق الاستخباراتية الإيرانية المسربة أظهرت أن عناصر من مليشيا فيلق القدس عقدت اجتماعا سريا مع أعضاء بتنظيم الإخوان في أبريل عام 2014 في فندق تركي للبحث عن أرضية مشتركة والتعاون فيما بينهم.

لقاء إسطنبول ليس الأول

ولقد كشفت مصادر قريبة من التنظيم في تصريحات للعين الإخبارية بأن اللقاء الذي عُقد في إسطنبول ليس الأول، وقد أكدت بأنه سبقته لقاءات عدة في لبنان ودول أخرى في الفترة ما بعد 2014.

وقال ذاته المصدر بأن اللقاء الذي تم في لبنان نهاية عام 2015، بحضور قيادات إخوانية ومسؤولين إيرانيين والهارب أيمن نور رئيس حزب غد الثورة الحليف الأقوى للإخوان منذ 30 يونيو وحزب الله اللبناني وحضور عناصر من حركة حماس وقيادات من جماعة الإخوان.

كما أوضح بأن الجلسة تم خلالها مناقشة سبل التعاون المشترك بين إيران والإخوان وعرضت عليهم المساعدة والدعم المالي والعسكري ضد النظام المصري مقابل تسهيل التمدد الإيراني في المنطقة وبقاء الإخوان على موقفهم الرافض للردع السعودي للحوثيين في اليمن ورفض عاصفة الحزم.

الهيكل التنظيمي للإخوان بإيران

في حين قد أكد مصدر آخر بأن العلاقة بين الإخوان وإيران قديمة، حيث يوجد فرع لجماعة الإخوان يديره عدد كبير من القيادات منهم نعمان السامرائي وحسن طالب الرافعي.

كما أشار المصدر إلى أن عبد الرحمن بيراني هو المرشد العام للتنظيم في إيران، وتم تنصيبه عام 1991، وهو رئيس مجلس الشورى المركزي للجماعة الذي يمثل قمة الهرم التنظيمي هناك.

وفي مطلع يناير 2019، قامت الجمعية العمومية للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، بمدينة إسطنبول التركية،  بانتخاب بيراني ضمن 4 أعضاء من بين 31 عضواً لمجلس أمناء الاتحاد.

وحسب الباحث المصري المتخصص في شؤون الحركات الإسلامية ماهر فرغلي، فإن جماعة الإخوان بإيران تتكون من المؤتمر العام، والشورى المركزي، والمراقب العام، والهيئة التنفيذية المرکزیة، واللجنة الإدارية، وهيئة الرقابة والتحكيم. مضيفا بأن عدد أعضاء الشورى المركزي للجماعة يبلغ 11 عضوا أصلیا و3 احتیاطیین، ویتم اختیارهم بالتصويت الخفي، ویجب أن یحصلوا علی ثلث أصوات أعضاء المؤتمر العام، ومدته القانونية 4 سنوات وفقا للتقويم الإيراني.

وقد أشار أيضا الباحث المصري إلى أن من أهم شروط العضوية بالجماعة أن يكون العضو إيرانيا، وأن يدفع حق العضویة بمقدار 2% من معدل الدخل الفردي شهریا، وأن يلتزم بحقوق الأخوة الإیمانیة وواجباتها، وأن يجتاز المراحل التربویة، وألا تكون له عضویة في الأحزاب والجماعات السیاسیة الأخرى.

وقد قال أيضا فرغلي بأن أبرز أعضاء الشورى المركزي سعيد صديقي عبدالهادي، نائب المراقب العام ومسؤول لجنة التربية والتعليم بالشورى، من مواليد 1968 في محافظة فارس جنوب إيران ويقيم بشيراز، وحاصل على الماجستير في العلوم السياسية، مضيفا بأن من بينهم أيضا محمد علي نور، مسؤول اللجنة الاجتماعية، من مواليد 1959 محافظة سيستان بلوشستان ويقيم حاليا في محافظة خراسان، وهو حاصل على بكالوريوس في الفيزياء.

كما أشار إلى أن أبرزهم بور أحمد، مسؤول لجنة التخطيط السابق بالجماعة، وعضو لجنة التعليم حالياً، من مواليد 1974، محافظة كرمنشاه، وحاصل على دكتوراه في التاريخ والحضارة الإسلامية، ويعمل أستاذا جامعيا.

علاقة تاريخية متجذرة

وقد تابع المصدر بأن جماعة الإخوان لها وجود قوي في إيران وتمثلها جماعة الدعوة والإصلاح، التي تعمل بشكل قانوني وتصاريح رسمية“، مشيرا إلى أنها دشنت فرعا لها في إيران منذ خمسينيات القرن الماضي، بالتزامن مع تأسيس الجماعة في العراق على يد الشيخ النبهاني وبعدها تم تأسيس حزب التحرير الإسلامي.

وقد قامت الجماعتان بجذب أعداد كبيرة جدا من الشباب الذين انضموا إليهم فور الإعلان عن تأسيسهما وساعد في ذلك عدم وجود أحزاب دينية أخرى ثم نشط عدد كبير منهم وقاموا عام 1959 بتأسيس حزب الدعوة الإسلامي الذي نشأ كردة فعل على قوي اليسار العراقية التي بدأت تمثل تياراً مخالفاً لهم في ذلك الوقت.

وقد انضم إلى جماعة الإخوان وقت تأسيسها عدد من الأسماء التي نشطت في المجال الدعوي بعد ذلك منهم محمد عبد الهادي السُبيتي، الذي صار فيما بعد قياديا في حزب الدعوة، وقد قيل بأنه نشط في حزب التحرير وجماعة الإخوان معا، والطبيب جابر العطا، والشَّيخ عارف البصري، وأخوه عبد علي البصري، والشَّيخ سُهيل السَّعد، وعبدالمجيد الصَّيمري، وعبدالغني شُكر مِن أهل النَّاصرية، وهادي شعتور.

وكان نعمان السَّامرائي قد أكد في مقال له بموقع البنية للأبحاث أن والد القيادي في حزب الدعوة الشيخ السُّبيتي كان إخوانيا. بينما روي السَّيد طالب الرِّفاعي، وهو أحد أبرز مؤسسي حزب الدَّعوة الإسلامية، أن السُّبيتي كان عضوا بارزا ضمن الإخوان.

وقد كتب عمر التلمساني، المرشد العام الثالث للإخوان المسلمين مقالا في مجلة الدعوة العدد 105 يوليو 1985 قال فيه: لم تفتر علاقة الإخوان بزعماء إيران فاتصلوا بآية الله الكاشاني واستضافوا في مصر نوّابا منهم. مضيفا بأنه في مقاله بعيداً عن كل الخلافات بين الطائفة وغيرها، فما يزال الإخوان حريصين كل الحرص على أن يقوم شيء من التقارب المحسوس بينهم.

اعتراف الإخوان بالتعاون مع الحرس الثوري

ومن جهته، فقد اعترف إبراهيم منير أمين التنظيم الدولي للإخوان باللقاء الذي عقد في إسطنبول، حيث قال في تصريحات نقلتها وسائل إعلام محسوبة على الإخوان: بأنه تم توجيه الدعوة لهم لمقابلة مسؤولين إيرانيين، ونحن لا نرفض لقاء أي وفد يريد مقابلتنا، بهدف الاستماع لوجهات النظر التي قد تتفق أو تختلف في بعض القضايا.

كما أوضح منير بأن اللقاء كان فرصة لتوضيح رؤيتنا ووجهة نظرنا للمسؤولين الإيرانيين فيما يجري في المنطقة، خاصة ما يحدث في سوريا والعراق واليمن، لأن إيران بالتأكيد لها تأثير في السياسات بهذه الدول.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى