سياسة

ما مصير قاسم سليماني مع تصنيف الحرس الثوري إرهابياً؟


بعد إعلان دخول قرار تصنيف الحرس الثوري الإيراني بكل تشكيلاته كمنظمة إرهابية دولية، يوم الاثنين 15 أبريل، فقد سلطت مراكز أبحاث أميركية الضوء على مصير قاسم سليماني.

وقد وصفه وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو في كلمة له الأسبوع الماضي، بأنه إرهابي متورط بدماء الأميركيين، وأكد أن الحرس الثوري قتل أكثر من 600 جندي أميركي، وقد كان يناقش الخيارات والتي بإمكان الحكومة الأميركية أن تعاقب بها إيران جراء أنشطتها التي تزعزع الاستقرار في الشرق الأوسط.

وفي مقابلة مع قناة فوكس نيوز، قال بومبيو : قاسم سليماني متورط بدماء الأميركيين.. وكذلك القوة التي يقودها.

مضيفا: أميركا مصممة في كل مرة على معاقبة كل منظمة أو مؤسسة أو أفراد أودوا بحياة الأميركيين، إنها مسؤوليتنا.

وجاءت هذه التصريحات بعد يوم واحد من قيام الرئيس الأميركي دونالد ترامب بتصنيف الحرس الثوري الإيراني كمنظمة إرهابية أجنبية.

الحرس الثوري الإيراني يستخدم قوة القدس النخبوية برئاسة اللواء قاسم سليماني وكذا الميليشيات الشيعية بالوكالة بهدف توسيع نفوذ نظام ولاية الفقيه في جميع أنحاء الشرق الأوسط وخارجه.

ويعد سليماني، قائد فيلق القدس، شخصية مهمة وراء التخطيط العسكري الاستراتيجي لإيران في المنطقة وكذلك مسؤولاً عن تشكيل وتنظيم ميليشيات شيعية مثل حزب الله في لبنان والحوثيين في اليمن وميليشيات مختلفة في العراق وسوريا.

ولد قاسم سليماني سنة 1957 في محافظة كرمان في وسط إيران، وقد شارك في الثمانينيات في الحرب بين العراق و إيران.

وكان اسمه من بين أبرز الأسماء أثناء الحرب السورية منذ عام 2011 ، إذ قام بتولي قيادة القوات الإيرانية وميليشياتها التي تقاتل مع قوات النظام السوري.

وحسب ما قاله بعض المحللين، فإن النجاحات العسكرية في الخارج قد منحت سليماني شعبية كبيرة في الداخل، بالإضافة إلى أن نشاطاته قد أثمرت من خلال توسيع مكانته السياسية محليا وإقليميا.

ووفق ما نقلته شبكة صوت أميركا VOA عن جوشوا لانديس، وهو مدير مركز دراسات الشرق الأوسط بجامعة أوكلاهوما حيث ذكر أن سليماني يحمل وزنًا كبيرًا في الدولة الإيرانية.

كما قد أشار إلى الزيارة التي قام بها بشار الأسد إلى إيران في هذا العام، إذ التقى سليماني عوض وزير الخارجية ظريف.

غير أن المحلل لانديس ذكر أن الآن بما أن سوريا بحاجة إلى إعادة البناء من أجل تحقيق الاستقرار في حكومة الأسد، فإن سليماني سيلعب دورًا أقل أهمية، في الواقع، ستحاول سوريا الحد من تأثير الجيش الإيراني.

وفي الوقت الذي صنفت الولايات المتحدة الحرس الثوري الإيراني كمنظمة إرهابية، فبعض الخبراء يعتقدون أن سليماني يمكن أن يواجه المزيد من التحديات وهو يسعى للحصول على مزيد من القوة في الشرق الأوسط وخارجه.

كما ذكر بهنام بن طالبو، الباحث في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات (FDD)، وتعتبر مؤسسة بحثية مقرها واشنطن إن سليماني استفاد بالتأكيد من وسائل الإعلام لزيادة شعبيته.

مضيفا أن سليماني استفاد أيضا من العلاقات الشخصية التي أقامها مع شخصيات قوية في المؤسسة الدينية في إيران، حيث إنه في النظام السياسي الإيراني، مهتم بالعلاقات الشخصية والشبكات غير الرسمية أكثر من الهيكلية التقليدية.

لكنه يعتقد أن هذا الوضع ربما سيتغير في حالة كانت هناك توترات داخلية كموت مفاجئ للمرشد خامنئي.

بينما يرى محللون أن قرار فرض عقوبات كاملة على الحرس الثوري الإيراني من طرف الولايات المتحدة، سيسمح لواشنطن أن تفرض المزيد من العقوبات على إيران مستقبلا وذلك كجزء من استراتيجية إدارة ترامب والتي تتمثل في ممارسة أقصى ضغط على النظام الإيراني.

ونظرا إلى هيمنة الحرس الثوري الإيراني على الأنشطة الاقتصادية، فالعقوبات ستؤثر بشكل خاص على قطاع الاقتصاد في إيران.

وفي تصريح لشبكة صوت أميركا VOA ، قال مايك بريجنت، الباحث في معهد هدسون، أن الخطوة الأميركية ستؤثر على الأرجح في استنزاف الدعم للجماعات المسلحة مثل الحوثيين في اليمن.

مضيفا أن : هذه فرصة للعراق أن ينأى بنفسه عن إيران، وذكر أيضا أن الحرس الثوري الإيراني قد استخدم قوات الحشد الشعبي العراقية من أجل السيطرة على الحكومة في بغداد.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى