ما سر إستراتيجية التواجد الصيني في دول الخليج؟
الصين هي الدولة الأولى عالمياً في الإنتاج والتصدير، حيث الشعب الصيني منتج وعنصر قوة، ويعتبر الاقتصاد الصيني الأسرع نموًا في العالم في الوقت الذي تعاني الولايات المتحدة وأوروبا أزمة اقتصادية، حتى أصبح يطلق على الصين “مصنع العالم“.
وقد طورت الصين قدراتها العسكرية، بتحديث قوتها النووية والقوة البحرية، كما عززت علاقاتها العسكرية مع 150 دولة وهناك ملحق عسكري صيني في 112 دولة وأبرز ما يميز ذلك هو العلاقات الخليجية الصينية، والتي بدأت في الظهور بشكل أساسي مع التصالح السعودي الإيراني في مارس الماضي.
الصين أكبر شريك تجاري للدول العربية
وتعتبر الصين الآن أكبر شريك تجاري للدول العربية. وتضاعف حجم التجارة بين الجانبين تقريبا مقارنة بنظيره لعام 2012 ليصل إلى 431.4 مليار دولار في العام الماضي، مقارنة بـ 222.4 مليار دولار في عام 2012، وفي النصف الأول من العام الجاري، بلغ حجم التجارة بين الجانبين 199.9 مليار دولار.
وأظهرت البيانات أنه منذ عام 2001، ظلت السعودية أكبر شريك تجاري للصين في منطقة الشرق الأوسط، ومنذ عام 2013، أصبحت الصين أكبر شريك تجاري للسعودية. وفي عام 2022، بلغ حجم التجارة الثنائية بين البلدين أكثر من 116 مليار دولار، بزيادة سنوية قدرها 33.1 في المئة.
العلاقات الصينية الخليجية
ولفهم العلاقات بين الصين والخليج حالياً ومستقبلاً لا بد من وضعها في إطار ثلاثة محددات رئيسية، الأول هو الحاجة المتزايدة للصين إلى الطاقة، والآخر هو السياسة الأميركية في المنطقة التي تتجه نحو تقليل الوجود الأميركي، والثالث هو رؤية دول الخليج لمستقبلها الاقتصادي.
وعلى رغم أن تزايد طلب الصين على الطاقة هو وراء اهتمامها الأساسي بالشرق الأوسط، إلا أن بكين أصبحت شريكاً مهماً لدول الخليج في عديد من المجالات الأخرى، بما في ذلك الاستثمار في البنية التحتية وتجارة السلع والخدمات والتكنولوجيا الرقمية وقضايا الدفاع والأمن.
تدريب عسكري سعودي – صيني مشترك
وآخر التطورات في العلاقات كان إعلان وزارة الدفاع الصينية في مؤتمر صحفي أن الصين والسعودية ستجريان مناورة تدريبية بحرية مشتركة في أكتوبر، وذكرت الوزارة أن التدريب سيتم في مدينة تشانجيانغ بإقليم قوانغدونغ. وسيكون هذا التدريب المشترك هو الثاني من نوعه بين الجانبين.
ويقول المحلل السياسي مختار غباشي، نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن الأهداف الإستراتيجية للصين بمنطقة الخليج ثلاثة، الهدف الأول الطاقة والمعادن، والهدف الثاني حماية خطوط الملاحة وخاصة الموانئ التي يعبر منها البترول، وثالثًا إبعاد خطر القرصنة البحرية عن خطوط الملاحة، وكذلك تسهم المملكة العربية السعودية في تزويد الصين بالبترول بـ 12.6% من جملة استيراد الصين، وسلطنة عمان 7.5% وإيران 7.3% والكويت 4.4% والإمارات العربية 2.5%.
وأضاف غباشي أن الصين تعلم تماماً أن عليها تعزيز علاقاتها الاستثمارية مع دول مجلس التعاون الخليجي، وفي ضوء المشاركة السياسية المتزايدة للصين في الشرق الأوسط.ربما يثير ذلك تحديات مرتبطة بعلاقة كل من الصين بإيران وعلاقة الخليج بالولايات المتحدة.