سياسة

ما خطورة تعديل العقيدة النووية الروسية؟


برزت من جديد قضية العقيدة النووية الروسية في النقاشات الدولية بعد تصريحات الرئيس فلاديمير بوتين الأخيرة حول إمكانية تعديلها. تأتي هذه التصريحات في ظل الحرب المستمرة منذ أكثر من عامين مع أوكرانيا، حيث هددت موسكو مرارًا باستخدام الأسلحة النووية. فما هي العقيدة النووية لروسيا؟ وكيف يمكن أن تتغير مستقبلًا؟

تعريف العقيدة النووية الروسية

العقيدة النووية الروسية هي مجموعة من المبادئ التي تحدد الظروف التي يمكن فيها لروسيا اللجوء إلى استخدام الأسلحة النووية. تهدف هذه المبادئ إلى حماية الدولة وضمان الردع الفعّال ضد أي تهديدات محتملة.

تشمل العقيدة الحالية لروسيا سيناريوهات محددة لاستخدام الأسلحة النووية، الرد على هجوم نووي مباشر على روسيا، والرد على هجوم تقليدي – حتى إذا كان بأسلحة تقليدية-  يشكل تهديدًا وجوديًا للدولة.

إضافة إلى ذلك، تم تعديل العقيدة قبل حوالي أربع سنوات لتشمل إمكانية القيام بضربات نووية استباقية، وفقًا لهذا التعديل، يمكن لروسيا تنفيذ ضربة نووية إذا تلقت معلومات مؤكدة عن نية جهة معادية إطلاق صواريخ ضدها.

التعديلات المحتملة والظروف المحدثة

بناءً على التعديل الأخير، يمكن لروسيا استخدام الأسلحة النووية في الحالات التالية، في حال حصولها على معلومات موثوقة تشير إلى نية هجوم نووي ضدها، إذا تعرضت هي أو أحد حلفائها لهجوم بأسلحة الدمار الشامل (النووية، الكيماوية، أو البيولوجية)، إذا تعرضت مواقع حساسة لهجوم يهدد وجود الدولة حتى إذا ما كان هذا الهجوم بأسلحة تقليدية.

ومع استمرار التوترات في أوكرانيا، ظهرت دعوات من بعض المحللين العسكريين الروس إلى تقليل الظروف التي تتيح استخدام الأسلحة النووية. هذه الدعوات تعكس توجهًا نحو تعديل العقيدة لتكون أكثر تحفظًا وتقلل من احتمالية اللجوء للأسلحة النووية إلا في حالات الضرورة القصوى.

ختامًا، تظل العقيدة النووية الروسية موضوعًا للنقاش على المستويين الداخلي والدولي. مع تغير الظروف السياسية والعسكرية، قد نشهد تعديلات جديدة تهدف إلى التكيف مع التحديات الراهنة والمستقبلية.

يزيد من التوترات الدولية

من جانبه، يرى اللواء محمد عبدالواحد، الخبير العسكري والاستراتيجي، أن أي تغيير في العقيدة النووية الروسية قد يزيد من التوترات الدولية، موضحًا أن التحول نحو إمكانية الضربة النووية الاستباقية قد يُفسر من قبل الغرب على أنه تصعيد.

وأضاف عبدالواحد أن هذا التصعيد الروسي قد يؤدي إلى سباق تسلح جديد وزيادة عدم الاستقرار العالمي، مضيفًا، كذلك قد يدفع هذا التعديل دول حلف شمال الأطلسي (الناتو) إلى تعزيز دفاعاتها النووية وتطوير استراتيجيات هجومية جديدة لمواجهة التهديد الروسي المتزايد.

وأكد الخبير العسكري، أن هذا التصعيد في التسلح النووي يُمكن أن يؤدي إلى سباق تسلح عالمي، حيث تسعى الدول الكبرى إلى تطوير قدراتها النووية لضمان توازن القوى، مما يزيد من مخاطر حدوث حوادث نووية أو سوء تقدير يؤدي إلى صراع نووي غير مقصود، كما أن هذه التغييرات قد تُؤثر على العلاقات الدولية بشكل عام، حيث قد تنظر الدول الأخرى إلى روسيا على أنها تتبنى موقفًا أكثر عدائية، مما يُعرقل جهود الدبلوماسية ونزع السلاح.

تابعونا على
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى