ما تأثير زيارة أردوغان للعراق على تخفيف التوتر بين البلدين؟
زيارة تركية وسط أزمات تمر بها العراق، من عدم مائي نتيجة للسدود والتغيرات المناخية التي طرأت على البلاد وأدت إلى جفاف نهري دجلة والفرات. وأيضاً البحيرات، وسط ارتفاع في درجات الملوحة التي تقتل الأسماك والماشية.
وخلال الفترة المقبلة، يبدأ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان زيارة إلى العراق، ومن المقرر أن تستمر زيارة أردوغان وهي الأولى له منذ أعوام، ليوم واحد.
ويسعى أردوغان خلال زيارته إلى بغداد وخصوصًا أنها جاءت بعد فوزه المثير للجدل في الانتخابات الأخيرة إلى بسط نفوذه الاقتصادي داخل العراق الذي يعاني من جفاف أنهى زراعته.
ملف المياه مقابل النفط
ويأتي ملف “المياه” على رأس الملفات التي ينتظر العراقيون حسمها خلال الزيارة المرتقبة التي يجريها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، مع رئيس الوزراء، محمد شياع السوداني، وأيضاً ربط ميناء الفاو الكبير بتركيا وصولا إلى أوروبا.
والرئيس التركي سيناقش مع رئيس مجلس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، عدة ملفات أهمها، النفط مقابل الماء، وتسهيل دخول الشركات التركية الاستثمارية، في محاولة منه لإنقاذ بلاده من الأزمة الاقتصادية.
يسعى البلدان إلى تعزيز أطر العلاقات الاقتصادية والتجارية بينهما ومستوى الشراكة والترابط الاستثماري والاقتصادي، ومن خلال تفعيل اللجان المشتركة لمتابعة تنفيذ مذكرات التفاهم والاتفاقيات الثنائية بين البلدين الجارين.
مشروع طريق التنمية
ومن المقرر مناقشة المشاريع الاقتصادية والتجارة و”مشروع طريق التنمية” الذي سيعتمد على تركيا وصولا لأوروبا مع تصدير النفط والغاز ومشاريع الطاقة العالمية “أهمية” لا تقل عن الأمن ومحاربة “حزب العمال الكردستاني”.
كما أن قرار المحكمة الدولية لصالح العراق وتغريم تركيا حوالي مليار ونصف المليار دولار، على خلفية تصدير نفط كردستان من دون موافقة الحكومة العراقية، سيكون على طاولة الملفات، مع رغبة تركيا بالتنازل عن القضية لكي تسمح بإعادة فتح خط جيهان لتصدير النفط.
المتغيرات الإقليمية أعادت العراق
ويقول الباحث السياسي العراقي، واثق الجابري، إنه في ظل الظروف والمتغيرات الإقليمية والدولية المتسارعة. التي باتت تضرب بقوة في أماكن متعددة من العالم متخذة أشكالا وأنماطا مختلفة فمن الحرب الأوكرانية الروسية إلى أزمة سوق الطاقة العالمي وعدم استقرار الأسعار. والعراق بدأ بالعودة السريعة للحاضنة العربية والإقليمية والدولية وعاد فاعلا أساسيا في رسم سياسات المنطقة ولاعبا كبيرا في سوق الطاقة العالمي ويعيش حالة من الهدوء الأمني والسياسي.
وأضاف الجابري أن زيارة أردوغان لاستيعاب الأزمات الماضية والشروع في طي صفحة الماضي، ولكن تبقى ملفات. أهمها ملف المياه الذي تسبب تقليل الإطلاقات المائية التركية إلى نهري دجلة والفرات بحدوث أزمة كبرى نتج عنها انحسار المساحات المزروعة. وازدياد التصحر بشكل بات يهدد الأمن الغذائي لبلاد النهرين، وكذلك أزمة تواجد مقاتلي حزب العمال الكردستاني في شمال العراق بعد أن أغرقت الحكومة التركية مناطق تواجدهم.