ما أهداف تحول إخوان ليبيا إلى جمعية؟ ولماذا هذا التوقيت؟
في محاولة للتكيف مع المشهد الجديد المتجه للانتخابات، تحاول جماعة الإخوان المسلمين، المتواجدة في ليبيا تحت مُسمى العدالة والبناء، تقنين أوضاعها بالتحول إلى جمعية الإحياء والتجديد، التي بالتأكيد ستمارس من خلالها العمل السياسي عبر حزب سياسي لتتملص من اتهامات خلط الدين بالسياسة.
وأعلنت الجماعة في بيان أنها قد انتقلت إلى جمعية تحمل اسم (الإحياء والتجديد)، إحياءً بالدعوة إلى التمسك بمنهج الإسلام الوسطي وتعاليمه، وأن هذا التطور جاء عقب مؤتمري الجماعة العاشر والحادي عشر، وبعد جولات من الحوار والبحث انتظم فيها أعضاء الجماعة في ورش عمل متعددة، وفق بيان عبر صفحتها في فيسبوك.
لكنها أكدت استمرارها في الاهتمام بالشأن العام رغم قرار التحول إلى جمعية، قائلة إنها ستؤدي رسالتها في المجتمع الليبي من خلال عملها الدؤوب في شتى مجالات العمل العام.
قرار الجماعة هذا أثار كثيرا من التساؤلات حول أهدافها، في خضم الضغوط الدولية الممارسة على التنظيم ومع تطور الحوار السياسي في ليبيا، حيث يرى مراقبون أن ذلك ليس إلا مناورة خاصة مع الضغط الهائل الذي فرض عليهم بعد تصنيفهم منظمة إرهابية في عدد من الدول العربية.
وتورط الإخوان خلال السنوات الماضية في تأجيج الصراع الليبي بعد ان شاركوا عسكريا في جهود إسقاط نظام العقيد معمر القذافي في 2011 ليتورطوا في أعمال عنف وصراعات مسلحة وتشكيل ميليشيات لقتال الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر.
كما اتهم إخوان ليبيا بفتح البلاد أمام الأطماع التركية وتحويلها الى ساحة للمرتزقة وللتدخلات الأجنبية.
وتشير مصادر عديدة ان فشل التنظيم في التأثير في المجتمع الليبي الذي بات يلفظ أفكارهم يدفعهم لأخذ القرار خاصة مع التطورات السياسية ومع قرب إجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية في ديسمبر المقبل.
ويعمل إخوان ليبيا على نفض عباءة الجماعة التي أصبحت تثقل كاهلهم والادعاء بتمسكهم بهويتهم الليبية وهو ما دفع العضو السابق بالجماعة، وعضو حزب العدالة والبناء، عبد الرزاق سرقن للقول إن الجماعة رأت أن يكون عملها داخل ليبيا فقط، لهذا انتقلت إلى جمعية الإحياء والتجديد، مضيفا في تصريح لوكالة الأناضول الرسمية أن الجماعة أصبحت لا تتبع أي جهة خارج ليبيا، ولا تتبع جماعة الإخوان المسلمين عالميا، وإنما صارت جمعية تعمل داخل الوطن فقط.
ويبدو أن إخوان ليبيا أصبحوا مدركين للتغيرات الجيوسياسية في المنطقة خاصة فيما يتعلق بالتقارب التركي المصري إضافة إلى المسار السياسي في ليبيا ودعوات انهاء التطرف والغلو باسم الدين.