ماذا يريد أردوغان بتحرُّكاته العسكرية في الشمال السوري؟
مستغلة انشغال العالم بالحرب الأوكرانية الروسية، لتحقيق أي انتصارات على أرض المعركة بدأت قوات الجيش التركي تحركات جديدة ومكثفة في شمال سوريا.
ويجد مراقبون، أن تحركات أردوغان تأتي في الوقت الذي وردت فيه عدة تقارير عن وجود نوايا عربية للتفاوض مع النظام السوري والمصالحة معه من أجل وقف الحرب الأهلية وإعادة الأمان لسوريا مرة أخرى.
عمليات تركية
وبدأت تحركات الجيش التركي في ريف حلب الشمالي، بعد قصف معاقل لقوات قسد والأكراد والتي تأتي بالتزامن مع القصف التركي لمعاقل الأكراد في العراق أيضا.
وكشفت مصادر مطلعة، أن التحركات التركية كانت سرية وبطيئة، ولكن بعد الهجوم الصاروخي الذي نفذته قوات سوريا الديمقراطية “قسد”، على إحدى مناطق سيطرة الاحتلال التركي، في بلدة مارع التابعة لمدينة أعزاز الواقعة ضمن ما يسمى بمنطقة “درع الفرات”.
وأكدت المصادر، أن هذا الهجوم كان حجة تركية لقصف معاقل قسد ووقف تقدُّمهم، وتعزيز موطئ قدمهم في الشمال السوري.
وتابعت المصادر، أن الحكومة التركية تخشى إبرام أي اتفاق بين الدول العربية والحكومة السورية والذي يعني أن وجود تركيا في الشمال السوري لن يكون له معنى.
ويخشى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أيضا من إثارة غضب الدول العربية باحتلاله الشمال السوري. فهو يعلم جيدًا أنه في حال إبرام اتفاق مع الحكومة السورية قد تشتعل الأزمات مرة أخرى مع الدول العربية في حال رفض الانسحاب من الشمال السوري.
خلايا داعش النائمة
كما كشفت مصادر سورية حقوقية، أن الحكومة التركية بدأت في تحريك خلايا تنظيم داعش النائمة وبعض الجماعات المتطرفة الأخرى.
وأضافت أن الحكومة التركية ترغب في إثارة الفوضى في الشمال السوري وترهيب سكانه، حتى لا يكون أمامه سوى الجيش التركي الذي ينقذهم من إرهاب داعش.
وقال شهود عيان في الشمال السوري “الوضع الأمني غير مستقر أبدًا، فبدأنا نشاهد القوات التركية وميليشياتها المتطرفة مرة أخرى“.
مضيفة “بعد فترة من الهدوء، عادت الميليشيات المتطرفة التابعة للحكومة التركية في الظهور مجددا“.
وأكدت مصادر أمنية أن الميليشيات المتطرفة التابعة للحكومة التركية بدأت تتدفق من محافظة دير الزور والفرقة 20 وقبيلة القرعان، وفصائل أخرى إلى ريف حلب الشمالي ومدينة رأس العين وريفها.