سياسة

ماذا يخطط بوتين وكيم؟


بحسابات الغرب هي زيارة “مخيفة”، وبتوقيت روسيا وكوريا والشمالية قد تكون “استعراض عضلات” و”منفعة” في الآن نفسه.

هكذا تبدو زيارة زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون إلى روسيا، وهو الذي لا يغادر بلاده كثيرا، إذ يشعر بجنون عظمة أمنه، ويرى أن السفر للخارج محفوف بالمخاطر.

زيارةٌ هي الأولى لزعيم كوريا الشمالية إلى خارج بلاده، منذ ما يقرب من أربع سنوات ونصف، حيث كانت الأخيرة إلى روسيا أيضا، التقى خلالها الرئيس فلاديمير بوتين عام 2019.

وتسري التكهنات حول إمكانية التوصل إلى صفقة أسلحة خلال اجتماع كيم وبوتين، لا سيما قيام موسكو بتقديم تكنولوجيا متطورة للأقمار الصناعية والغواصات التي تعمل بالطاقة النووية لبيونغ يانغ مقابل أسلحة ضد أوكرانيا.

الزيارة "المرعبة".. ماذا يخطط بوتين وكيم؟

وتحافظ كوريا الشمالية، التي تأسست عام 1948 بدعم من الاتحاد السوفياتي خلال الحرب الباردة، على علاقات ودية مع روسيا تقليديا.

ومع ذلك، شهدت العلاقة بينهما نصيبها من الصعود والهبوط في مناسبات معينة، مثل إقامة العلاقات الدبلوماسية بين كوريا الجنوبية وروسيا عام 1990.

ونقلت وكالة أسوشيتد برس عن مسؤولين غربيين أن الاجتماع بين كيم وبوتين سيؤكد أيضا تعميق التعاون بين البلدين، حيث يخوض الزعيمان مواجهات منفصلة مع الولايات المتحدة.

وفي مقابل توفير الذخيرة، من المرجح أن ترغب كوريا الشمالية في شحنات من الغذاء والطاقة ونقل تقنيات الأسلحة المتطورة.

وفي يوليو/تموز الماضي، سافر وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو إلى كوريا الشمالية، والتقى حينها كيم جونغ أون.

وقالت وكالة الأنباء الرسمية الكورية الشمالية، وقتها، إن شويغو سلّم كيم رسالة من بوتين، مشيرة إلى أن الاجتماع تناول القضايا ذات الاهتمام المشترك في مجال الأمن والدفاع”.

روسيا وكوريا الشمالية: كيم جونغ أون "سيزور بوتين لإجراء محادثات بشأن الأسلحة" - BBC News عربي

ومن غير الواضح إلى أي مدى يمكن أن يصل التعاون العسكري بين روسيا وكوريا الشمالية، لكن مراقبين يقولون إن أية علامة على تحسن العلاقات ستثير قلق المنافسين مثل الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية.

زيارة تأتي في وقت تسعى فيه روسيا إلى صد الهجوم المضاد الأوكراني، وفي وقت توسع فيه كوريا الشمالية وتيرة غير مسبوقة من التجارب الصاروخية.

ماذا تعني رحلة كيم لروسيا؟

منذ العام الماضي، اشتبه مسؤولون أمريكيون في أن كوريا الشمالية تزود روسيا بقذائف مدفعية وصواريخ وذخائر أخرى، ومن المحتمل أن يكون معظمها نسخا من ذخائر تعود إلى الحقبة السوفياتية.

ويقول كيم تيوو، الرئيس السابق للمعهد الكوري للتوحيد الوطني في سول، إن “روسيا في حاجة ماسة إلى إمدادات الحرب، إذا لم يكن الأمر كذلك فكيف يمكن لوزير دفاع دولة قوية في حال حرب أن يأتي إلى دولة صغيرة مثل كوريا الشمالية؟”.

ولفت في حديثه لـ”أسوشيتد برس” إلى أن شويغو كان أول وزير دفاع روسي يزور كوريا الشمالية منذ تفكك الاتحاد السوفياتي عام 1991.

واعتبر أن شراء الذخائر من كوريا الشمالية “سيكون انتهاكا لقرارات الأمم المتحدة، التي تحظر جميع تجارة الأسلحة مع الدولة المعزولة”.

وتمتلك كوريا الشمالية مخازن ضخمة من الذخائر، لكن دو هيون تشا، المحلل في معهد أسان للدراسات السياسية في سول، شكك في إمكانية إرسال كميات كبيرة بسرعة إلى روسيا، لأن الرابط البري الضيق بين البلدين لا يمكنه التعامل إلا مع كمية محدودة من السكك الحديدية.

ماذا يريد كيم في المقابل؟

يرى خبراء أن أولويات كيم ستكون شحنات المساعدات والهيبة والتكنولوجيا العسكرية.

وفي هذا الصدد، قال نام سونج ووك، المدير السابق لمعهد استراتيجية الأمن القومي، وهو مركز أبحاث تديره وكالة الاستخبارات الكورية الجنوبية “ستكون صفقة مربحة للجانبين، حيث إن بوتين محاصر بسبب مخزونه المستنفد من الأسلحة، بينما يواجه كيم ضغوطا من التعاون الثلاثي بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة واليابان”.

وأدى إغلاق الحدود، خلال فترة وباء كورونا، إلى ترك كوريا الشمالية تواجه صعوبات اقتصادية شديدة، ومن المرجح أن يسعى كيم للحصول على إمدادات من الغذاء والطاقة لمعالجة النقص.

ومن المرجح أيضا أن يشيد كيم بتوسيع العلاقات مع موسكو كدليل على أن بلاده تتغلب على سنوات العزلة.

ولطالما كان زعماء كوريا الشمالية يقدرون الاجتماعات المباشرة مع زعماء العالم باعتبارها علامات على الأهمية الدولية ولأغراض دعائية محلية.

وقال هونغ مين، المحلل في المعهد الكوري للأبحاث الوطنية في سول، إن كيم يسعى على الأرجح للحصول على التكنولوجيا الروسية لدعم خططه لبناء أنظمة أسلحة عالية التقنية مثل الصواريخ القوية بعيدة المدى والأسلحة الباليستية التي تفوق سرعتها سرعة الصوت والغواصات التي تعمل بالطاقة النووية وأقمار التجسس الصناعية.

غير أن دو هيون تشا أشار إلى أنه من غير الواضح ما إذا كانت روسيا مستعدة لتزويد كوريا الشمالية بتقنيات متقدمة تتعلق بالأسلحة النووية والصواريخ الباليستية العابرة للقارات.

وأضاف أن “روسيا ظلت دائما تحرس أهم تقنيات الأسلحة لديها بشكل مشدد، حتى من الشركاء الرئيسيين مثل الصين”.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى