القصف العشوائي وقتل وإصابة المدنيين، بما فيهم الأطفال، هكذا هي الأجواء في العاصمة الليبية ومحيطها. وأوقعت المعارك 40 قتيلا في طرابلس، وأكثر من مئة جريح معظمهم مدنيون، منذ الاثنين الماضي إلى حدود الجمعة، بحسب آخر حصيلة صدرت عن وزارة الصحة مساء الجمعة. وسقطت 3 قذائف قرب مطار معيتيقة، الوحيد العامل في العاصمة الليبية، مما أجبر سلطات المطار على تعليق الرحلات الجوية لمدة 48 ساعة على الأقل، لدواع أمنية. وإثر تلك الحوادث أعلنت هدنة جديدة مساء الجمعة، لكن استمر سقوط القذائف حتى السبت، مثيرا مخاوف من تجدد المواجهات الدامية. وتتصارع مجموعتان مسلحتان منذ الاثنين بالأسلحة الثقيلة في جنوبي طرابلس، حتى إعلان هدنة الثلاثاء، ثم وقف لإطلاق النار الخميس، لكن الاتفاقات لم تصمد إلا لساعات، وشهدت المدينة الجمعة إطلاق 16 صاروخا على الأقل. وفي 26 أغسطس اندلع القتال بين جماعات مسلحة مرتبطة بوزارتي الداخلية والدفاع التابعتين لحكومة الوفاق الوطني، التي تتخذ من طرابلس مقرا لها، بهدف السيطرة على الأراضي والمؤسسات الحيوية في العاصمة، فقد هاجم ما يسمى اللواء السابع من مدينة ترهونة، والمعروف أيضا باسم الكانيات، ويقوده محسن الكاني، مواقع ميليشيات مسلحة تتخذ من طرابلس مقرا لها. وشملت تلك المواقع قاعدة اليرموك العسكرية التي تسيطر عليها ميليشيات ثوار طرابلس، التي ترتبط اسميا بوزارة الداخلية، وتتبع قيادة هيثم التاجوري. ويعد عضو الجماعة الليبية المقاتلة الإرهابية عبد العليم الساعدي، المعروف بعبد العليم الأفغاني، المؤسس والأب الروحي للواء السابع، وسبق له القتال في أفغانستان، كما ترأس اللجنة الأمنية العليا في ترهونة بعد ثورة 17 فبراير. أما الميليشيات المسلحة الرئيسية الأخرى التي تقاتل إلى جانب ثوار طرابلس فتشمل قوات الدعم المركزي أبو سليم التي يقودها عبد الغني الككلي المعروف باسم غنيوة، وكتيبة النواصي بقيادة مصطفى قدور، وجهاز الردع لمكافحة الجريمة المنظمة والإرهاب، وقوة الردع الخاصة سابقا، ويقودها عبد الرؤوف كارة، كما تدعم الكتيبة 301 بقيادة مصراتة كتيبة ثوار طرابلس. ومنذ إطاحة نظام معمر القذافي في 2011، تقع العاصمة الليبية طرابلس في قلب صراع بين عدة مجموعات مسلحة.