متابعات إخبارية

ماذا كان يفعل إسماعيل هنية في لبنان عشية قصف إسرائيل؟


توقيت غامض اختار فيه هنية زيارة لبنان بدا تكريسا لتنسيق أمني بين حماس وحزب الله على استخدام لبنان منصة لضرب سيادة بيروت وإبقاء اللبنانيين ضحية حسابات محور الممانعة، تحذير أطلقه خبراء وسياسيون.

وزار إسماعيل هنية، العاصمة اللبنانية بيروت، ظهر الأربعاء، قبل ساعات من ارتفاع منسوب التوتر على الحدود بين لبنان وإسرائيل. عقب إطلاق صواريخ من الجنوب اللبناني باتجاه الجليل الغربي، ورد إسرائيلي بقصف مدفعي لمنطقة القليلة، في حين لم تتبن أي جهة إطلاق الصواريخ.

مسرحية “حزب الله”

وقال الخبراء إن “ما يحدث مسرحية تصب في مصلحة حزب الله؛ ويدفع ثمنها بالنهاية الشعبان اللبناني والفلسطيني”. مطالبين بضرورة إبقاء لبنان على الحياد، والنأي به من الدخول في أتون الصراعات والحروب في ظل ما يعانيه من شغور رئاسي ممتد وأزمات اقتصادية حادة.

وتعليقا على زيارة هنية لبيروت، قال النائب فادي كرم عضو تكتل الجمهورية القوية (التكتل النيابي لحزب القوات اللبنانية)، إن الزيارة “تكرس التنسيق الأمني بين حزب الله وحماس على استخدام بلادنا منصة لضرب سيادة الدولة، ولوضع خطوط حمراء أمام شروط الاتفاق السعودي – الإيراني، بقولهم إن بيروت خارج هذا الاتفاق”.

وحول دلالة إطلاق صواريخ من لبنان بعد ساعات من زيارة هنية، أكد كرم أن محور المُمانعة (في إشارة لمليشيات حزب الله) يصر على إبقاء لبنان منصة أمنية له، ودلالة على إبقاء اللبنانيين ضحية حسابات هذا المحور.

وعن توقيت زيارة هنية، رأى المحلل السياسي اللبناني فادي عاكوم، أن زيارة القيادي الحمساوي في هذا التوقيت لبيروت دليل واضح أن هناك خلط أوراق سياسية بالمنطقة، وتحديدا فيما يتعلق بالفصائل المسلحة الموجودة في لبنان أو غزة وموقفها تجاه إسرائيل.

وتابع: “تعودنا أن أي تبدلات سياسية أو تحالفات جديدة لوقف إطلاق النار أو خطوط حمراء جديدة يسبقها تصعيد محدود مع تصريحات نارية، كما رأينا خلال الـ 48 ساعة الماضية”، لافتا إلى أن الأيام المقبلة ستكشف طبيعة التحالفات الجديدة أو خارطة الطريق الجديدة أمنيا وسياسيا وعسكريا فيما يتعلق بأمن إسرائيل.

وحول علاقة مليشيات حزب الله بالصواريخ التي أطلقت من جنوب لبنان تجاه إسرائيل، قال عاكوم إن الجميع يعلم إنه لا تدب نملة في الجنوب اللبناني دون علم حزب الله. معتبرا أن “ما يحدث مسرحية تصب في مصلحته ويدفع ثمنها بالنهاية الشعبين اللبناني والفلسطيني”.

“عاكوم” أشار  إلى أن مليشيات حزب الله تسعى لتحقيق لمكاسب إضافية في هذه الفترة تتعلق بالملف الرئاسي وشرعنة سلاحه. التي قد تطرح هذه الفترة خاصة بعد التفاهمات السعودية الإيرانية ووضع حد لانتشار هذه السلاح وأن يكون قرار الحرب والسلم بيد الجيش اللبناني وحده، أو إعطاءه الشرعية بضم بعض عناصر حزب الله.

وبشأن إطلاق صواريخ من لبنان بالتزامن مع زيارة هنية، قال المحلل اللبناني: “هناك تفاهمات بين الأذرع والميليشيات التابعة للحرس الثوري الإيراني. يدفع ثمنها الشعبين اللبناني والفلسطيني من خلال الرد الإسرائيلي والضغوطات الأمنية التي ستصير الفترة المقبلة”.

طرد قيادات حماس

 المحلل السياسي اللبناني فادي عاكوم نبه هنا إلى أن بعض التكتلات السياسية في لبنان طالبت بطرد قيادات حركة حماس من البلاد.

ووفقا للوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية، طالب الأمين العام لـ”المؤتمر الدائم للفدرالية” الدكتور ألفرد الرياشي، المعنيين من أعضاء الحكومة وقيادات الأمن والقضاء بـ”طرد قيادات حركة حماس فورا من البلاد والتحقيق مع رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية، ومنعه من الدخول لاستباحتهم أراضينا”.

وأضاف الرياشي: “كادت قيادات حماس، أن تتسبب في كوارث من شأنها أن تدمر ما تبقى من مقومات لبنان”.

وغرد رئيس جمعية “نورج” الدكتور فؤاد أبو ناضر على تويتر بقوله: “مع وصول إسماعيل هنية إلى لبنان، ولقائه مسؤولي حزب الله، فتحت جبهة في الجنوب”، داعيا السلطات اللبنانية إلى ترحيله فورا “كونه خائنا للبنان وللقضية الفلسطينية، وما قام ويقوم به خدم بنيامين نتنياهو ووحد الساحة السياسية في إسرائيل”.

وأضاف في تغريدة ثانية: “بسماعنا الكلام على توحيد الساحات بين لبنان وغزة، فإننا نرفض هذا المنطق كليا”. وأرفق التغريدة بهاشتاغ “#لبنان ليس مطية أو ساحة للصراعات الإقليمية_ لبنان الحياد”.

أما الخارجية اللبنانية فقد أكدت استعدادها للتعاون مع قوات حفظ السلام في جنوب لبنان، محذرة في الوقت نفسه من نوايا إسرائيل التصعيدية التي تهدد السلم والأمن.

فيما هاجم عدد من ساسة لبنان حكومة تصريف الأعمال برئاسة نجيب ميقاتي، معتبرين وفقا لما رصدته “العين الإخبارية” في وقت سابق، أن “ترك القرار الاستراتيجي للدولة لمصلحة محور الممانعة (في إشارة لحزب الله)، يحمل تخليها عن مسؤوليتها الرئيسية في الحفاظ على أمن الوطن والمواطن”.

وشددوا على رفضهم “جر لبنان للحرب وتعريضه للخطر في لحظة إقليمية دقيقة وحرجة”.

وفي السادس من أبريل الماضي، أعلن الجيش الإسرائيلي أنّ ما لا يقلّ عن 34 صاروخاً أطلقت من لبنان باتجاه الدولة العبرية، 25 منها اعترضتها دفاعاته الجوية و5 على الأقلّ سقطت في الأراضي الإسرائيلية.

قصف جاء بعد ساعات من وصول إسماعيل هنية إلى العاصمة اللبنانية بيروت “في زيارة خاصة لعدة أيام”.

وسبق أن زار القيادي بحركة حماس لبنان عدة مرات والتقى القيادات المختلفة، ومنها قيادة مليشيات حزب الله لبحث مستجدات القضية الفلسطينية.

وفي وقت لاحق، بحث هنية مع الأمناء العامين لفصائل المقاومة الفلسطينية في تطورات الأوضاع في فلسطين، حيث قال من بيروت، إن “الأولوية اليوم هي لمقاومة الاحتلال”. لافتاً إلى أن “الوحدة الوطنية والمقاومة هما السبيل إلى تحقيق الانتصار”.

بدوره، دعا الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي، زياد النخالة، الخميس، المقاومة إلى أن “تكون صفاً واحداً في مواجهة أي عدوان، وعلى مقاتلينا في كل الأماكن أن يكونوا على أهبة الاستعداد للرد”.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى