ماذا تعرف عن الجماعة الإسلامية في بنغلاديش؟
أعاد قرار السلطات في بنغلاديش بحظرها الأول من آب/أغسطس 2024، الحديث عن الجماعة الإسلامية، التي تم حظرها سابقا، خلال حرب استقلال بنغلاديش، حيث حظرت حينها الحكومة الأولى برئاسة الشيخ مجيب الرحمن الجماعة الإسلامية لدورها في معارضة استقلال البلاد والتعاون مع القوات الباكستانية.
وفي وقت لاحق، بعد اغتيال الشيخ مجيب الرحمن، رفع الدكتاتور العسكري الجنرال ضياء الرحمن الحظر، مما مكن الجماعة الإسلامية من استئناف أنشطتها في البلاد.
وبحسب تعريف نشره موقع “الأمناء” للجماعة، فقد أسسها القيادي في جماعة الإخوان المسلمين أبو الأعلى المودودي عام 1941، بينما وصفت المحاكم الجنائية الدولية في بنغلاديش، قبل بضع سنوات، دور الجماعة الإسلامية خلال حرب الاستقلال عام 1971 بأنها مجموعة نشطة من قوات الاحتلال الباكستانية.
ولعبت جماعة الإسلام دورًا حيويًا في تشكيل القوات المساعدة للجيش الباكستاني، مثل رازاكار، والبدر، والشمس، ولجنة السلام، والتي شاركت بنشاط في الفظائع ضد البنغاليين، وخاصة الهندوس. قُتل مئات الآلاف من الرجال والنساء والأطفال الهندوس على يد جماعة الإسلام وقواتها، بينما تم اغتصاب عدد كبير من الفتيات والنساء الهندوسيات.
ويمكن الإشارة إلى أن جماعة الإسلام محظورة أيضًا في الهند، ومنذ عام 2003، تم تصنيفها ككيان إرهابي من قبل الاتحاد الروسي.
ولفت “الأمناء” إلى أن الفرع الباكستاني لجماعة الإسلام ظل هو الأبرز بسبب تورطه في السياسة الانتخابية. وفي الخمسينيات من القرن الماضي، أطلقت جماعة إسلامي باكستان جناحًا طلابيًا متشددًا، إسلامي جانيات-إي-تالابا، والذي نجح في السيطرة على العديد من الكليات والجامعات الحضرية، غالبًا من خلال تكتيكات عنيفة. كان الجناح الطلابي، الذي احتفظ بالسيطرة في العديد من المناطق حتى عام 1988، أول استخدام للعنف من جانب الجماعة الإسلامية.
هذا وتحافظ الجماعة الإسلامية على روابط أعمق مع مختلف التنظيمات المسلحة، بما في ذلك حماس في غزة والجهاد الإسلامي الفلسطيني. كما تحافظ على علاقات أعمق مع جماعة الإخوان المسلمين. كان لهذا الكيان الإرهابي الخطير وجود في أوروبا منذ ستينيات القرن العشرين، في حين أن له وجود بارز في الولايات المتحدة.
وفي أفغانستان، تأسس فرع الجماعة الإسلامية في عام 1972 على يد برهان الدين رباني. وقد اتبع إيديولوجية أبو الأعلى المودودي. انفصل الحزب الإسلامي عن الجماعة الإسلامية في عامي 1975 و1976 – بقيادة قلب الدين حكمتيار، وكان تكوينه العرقي متغلبًا.
الجماعة الإسلامية الباكستانية، تأسست، بحسب ما ورد بالموقع، في عام 1962 في المملكة المتحدة، وهي مستوحاة من تعاليم أبو الأعلى المودودي. وقد عملت هذه الجماعة الإرهابية المتطرفة على نشر شبكتها في جميع أنحاء إنجلترا بصمت، وخاصة من خلال المهاجرين من جنوب آسيا. ووفقاً لقاموس كولومبيا العالمي للإسلاموية، فقد اتبعت فروع الجماعة الإسلامية في إنجلترا الهجرة الباكستانية إلى جنوب أفريقيا وموريشيوس، وكذلك المملكة المتحدة.
وكانت الولايات المتحدة مدافعة قوية عن الجماعة الإسلامية، ودعت السلطات في بنغلاديش مراراً وتكراراً إلى رفع الحظر المفروض على الجماعة الإسلامية والسماح لها بالمشاركة في العملية الانتخابية في البلاد.
كما عارضت واشنطن بشدة حرب استقلال بنغلاديش، في حين دعم الاتحاد السوفييتي والهند بشكل مباشر مقاتلي الحرية البنغاليين ومدوا كل الدعم في حرب استقلال البلاد.
ومنذ 17 يوليو، ارتكبت الجماعة الإسلامية، جنبًا إلى جنب مع الحزب القومي البنغلاديشي المرتبط بتنظيم القاعدة، أعمال فوضى في جميع أنحاء البلاد من خلال اختطاف احتجاجات الطلاب للمطالبة بإصلاح نظام الحصص في الوظائف الحكومية.
ومنذ ذلك الحين، تسببت الجماعة الإسلامية والحزب القومي البنغلاديشي. جنبًا إلى جنب مع جماعات التشدد والإرهاب الأخرى.في إتلاف ممتلكات عامة تقدر بمئات الملايين من الدولارات، في حين أدت مثل هذه الأفعال إلى انقطاع الإنترنت لأكثر من أسبوع مما كلف بنغلاديش أكثر من 7 مليارات دولار أمريكي من الخسائر الاقتصادية.
يُذكر أن حظر الجماعة الإسلامية وجناحها الطلابي شاترا شيبير (تعني معسكر الطلاب). والمنظمات المرتبطة بهما جاء من خلال أمر تنفيذي بموجب المادة 18 من قانون مكافحة الإرهاب. وقبل الحظر، قدمت وزارة القانون رأيها القانوني وأحالت الملف إلى وزارة الداخلية.
وقد كان وزراء الحكومة يتهمون الجماعة الإسلامية وحزب شاترا شيبير بالتورط في أعمال العنف المحيطة بحركة إصلاح الحصص.
ثم في 29 تموز/يوليو، وافق كبار قادة التحالف المكون من 14 حزباً. بقيادة رابطة عوامي، على حظر الجماعة الإسلامية وحزب شاترا شيبير خلال اجتماع ترأسته رئيسة وزراء رابطة عوامي الشيخة حسينة.
