سياسة

ماذا اغتال إخوان مصر «النقراشي باشا»؟


تظل جريمة اغتيال محمود فهمي النقراشي باشا رئيس وزراء مصر الأسبق عام 1948 من أبرز الجرائم التي نفذتها جماعة الإخوان الإرهابية.

الدكتورة هدى شامل أباظة، حفيدة محمود فهمي النقراشي باشا رئيس وزراء مصر ووزير الداخلية الأسبق، كشفت في تصريحات تلفزيونية لها عن السبب الرئيسي وراء اغتيال الإخوان لجدها المعروف بأنه صاحب قرار حل الجماعة في ديسمبر/كانون الأول 1948.

وقالت الدكتورة هدى في تصريحات لبرنامج “بالخط العريض” على قناة “الحياة” المصرية (خاصة) إن “أول قرارات النقراشي باشا عندما أصبح رئيسا لوزراء مصر كانت بشأن تنظيم الإخوان بعد اغتيال رئيس الوزراء الأسبق أحمد ماهر، حيث تم اتهام حسن البنا مؤسس الجماعة الإرهابية بقتله، ليخرج من السجن بعدها لعدم كفاية الأدلة بذلك الوقت.

محمود فهمي النقراشي

وأضافت أن جدها “كان حريصا بعد ذلك على وضع الإخوان تحت الرقابة الدقيقة مما أفضى في النهاية إلى الكشف عن منشورات وأوراق مهمة تخص جماعة الإخوان من خلال استيقاف سيارة جيب كانت تنقل هذه الأوراق وكان توقيف هذه السيارة مفتاحا لإدانة الإخوان”.

وأشارت إلى أن حسن البنا شعر وقتها بالخطر فوجّه خطابا يستعدي فيه الملك فاروق على النقراشي باشا في ديسمبر/كانون الأول 1948 ويقول فيه إن النقراشي رجل نزيه ولكنه لا يصلح للوقت الراهن، وأرسل الملك هذه الرسالة إلى النقراشي وكان النقراشي وقتها يمتلك الأدلة التي تدين الإخوان فعزم على حل الجماعة الإرهابية، فأراد البنا مقابلة النقراشي بمقر وزارة الداخلية وأرسل مع وكيل الوزارة وقتها رسالة إعجاب به محاولا التأثير على موقفه لحل جماعة الإخوان واستجداء عطفه، وهذا لم يمنع النقراشي من حل الجماعة وذلك قبل أسبوع واحد فقط من اغتياله”.

وأضافت حفيدة النقراشي، أن جدها كان يتوقع اغتياله منذ اغتيال أحمد ماهر، خاصة مع اغتيال القاضي أحمد الخازندار الذي أصدر حكما يدين الإخوان.

وأشارت إلى أن الكاتب الصحفي الراحل مصطفى أمين، أخبر النقراشي باشا بأنه بذلك يكتب شهادة وفاته بيديه وأن حل الجماعة بمثابة حكم بالإعدام له فرد عليه النقراشي بأنه لا مفر من ذلك ويجب أن يتحمل أحد المسؤولية”.

وصدقت توقعات مصطفى أمين إذ اغتالت الجماعة الإرهابية محمود باشا فهمي النقراشي في 28 ديسمبر/كانون الأول 1948.

كيف اغتيل النقراشي باشا؟

في تمام العاشرة وخمس دقائق، صباح يوم 28 ديسمبر/كانون الأول من عام 1948م، وصل محمود فهمي النقراشي باشا إلى مقر عمله بوزارة الداخلية بالقاهرة، إذ كان يشغل وقتها منصب رئيس الوزراء ووزير الداخلية، ونزل من سيارته محاطًا بحرسه الخاص، واتجه إلى المصعد فأدى له ضابط كان يقف بجوار المصعد التحية العسكرية فرد عليه النقراشي مبتسمًا، وعندما أوشك على دخول المصعد أطلق عليه هذا الضابط 3 رصاصات في ظهره فسقط على الأرض قتيلا.

من قتل النقراشي باشا؟

كشفت التحقيقات أن القاتل وهو الإخواني عبدالمجيد أحمد حسن الذي تنكر في هيئة ضابط وتم إلقاء القبض عليه واعترف بإقدامه على قتل النقراشي كونه أصدر قرارا بحل جماعة الإخوان.

كما تبين من التحقيقات وجود شركاء له في الحادث من الجماعة وتم القبض عليهم، وحكم على القاتل بالإعدام شنقا وعلى شركائه بالسجن مدى الحياة.

وعقب الحادث حاول حسن البنا التنصل من مسؤولية الإخوان عن اغتيال النقراشي وقال في بيان إن الجناة “ليسوا إخواناً وليسوا مسلمين”.

من هو محمود فهمي النقراشي؟

ولد محمود فهمي النقراشي عام 1888، وكان من قادة ثورة 1919 في مصر، وحكمت عليه سلطات الاحتلال الإنجليزي بالإعدام بسببها، كما تم اعتقاله من قبل سلطات الاحتلال الإنجليزي عام 1924.

كان أول منصب تولاه محمود فهمي النقراشي، هو سكرتير عام لوزارة المعارف (التعليم) المصرية، ثم وكيل محافظة القاهرة، ثم انضم لحزب الوفد، ثم بعد ذلك تولى وزارة المواصلات المصرية عام 1930.

ورأس النقراشي الحكومة المصرية مرتين، الأولى في 24 فبراير/شباط 1945م، ولم تدم طويلا، ثم تولى المنصب مرة أخرى في 9 ديسمبر/كانون الأول 1946 بعد استقالة وزارة إسماعيل صدقي، وحتى اغتياله عام 1948.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى