مؤسسة قطر الخيرية وتنظيم الإخوان وعلاقتهما بنشر التطرف في فرنسا
تتحول جماعة الإخوان الإرهابية إلى آفة في كل المجتمعات، حيث تعمل على تخريبها ونشر الفكر المتطرف فيها، وذلك ما تخشاه فرنسا التي باتت عرضة للهجمات الإرهابية بشكل كبير الفترة الأخيرة.
وبعد حادث ذبح مدرس التاريخ الفرنسي صامويل باتى، على يد شاب شيشياني يدعى عبدالله أنزوروف (18 عاما)، كان قد تواصل مع والد تلميذة أطلق حملة ضد المدرّس عبر الإنترنت تحض على التعبئة ضد الأستاذ، بحسب ما أظهرت التحقيقات، قرر المسئولون الفرنسيون محاصرة المؤسسات المتطرفة وخاصة اتحاد المنظمات الإسلامية في البلاد التابعة لجماعة الإخوان.
ويشرف اتحاد المنظمات الإسلامية ويدير 200 مسجد في فرنسا وجميعها يعمل بها أئمة تنشر التطرف وخطاب الكراهية في عقول الشباب، بحسب النائب الفرنسي والقيادي بحزب التجمع الوطني، جوردان بارديلا، الذي حذر كذلك من استهداف أبناء الجاليات المسلمة وذات الأصول العربية، وتسميم عقولهم.
وأضاف بارديلا: يوجد في فرنسا 2500 مسجد ومكان عبادة للمسلمين، إلا أن الشكوك تدور حول 200 لنشاطهم المتطرف، وحوالي أربعين مدرسة تابعة لاتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا UOIF التابع لتنظيم الإخوان الإرهابي، وأكثر من 150 مسجدا سلفيا.
والحديث عن تنظيم الإخوان الإرهابي يجرنا للحديث عن أحد أكبر داعميه، وهو إمارة قطر، فقد أظهرت العديد من الوثائق في التعاملات المالية أن مؤسسة قطر الخيرية قدمت مدفوعات مباشرة من مقرها في الدوحة إلى فرع بريطانيا، خلال عام 2018، لتمويل أكبر مشروع لها، وهو تطوير مركز النور الذي تديره رابطة المسلمين في منطقة ألزاس شرقي فرنسا، وأصبح الفرع الفرنسي لما يسمى بـاتحاد المنظمات الإسلامية المرتبط بتنظيم الإخوان الإرهابي في أوروبا، وهو المشروع الأكبر بين 140 مشروعًا ممولًا من قبل مؤسسة قطر.
وأرسل النور تمويلًا سخيًا، من أموال قطر، إلى مركزين، أحدهما يحمل اسم الرحمة في مدينة ستراسبورج الفرنسية، والآخر يدعى المركز الثقافي الإسلامي في مدينة سيستو سان جيوفانى بالقرب من مدينة ميلانو الإيطالية، بلغ 12.25 مليون جنيه إسترلينى، على مدار عامي 2016 و2017.
وأشارت صحيفة لوفيجارو الفرنسية إلى وجود جمعيات معينة توجه إليها أصابع الاتهام بنشر التطرف وتتعالى أصوات السياسيين ضدها على رأسها اتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا، والذي وصفه أحد نواب البرلمان الفرنسي بكونه الجناح العسكري لتنظيم الإخوان في البلاد، وفق ما أوردته الصحيفة.
وتتجه فرنسا لإخضاع نحو 51 جمعية دينية للمراقبة، حيث ينتظر الإعلان عن حل عدد منها بسبب تورطها في الترويج لأفكار تنافي مبادئ الجمهورية.
وأكد وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانين بوجود لائحة تشمل عدداً من الجمعيات التي رصدت الوزارة نشرها خطابات دينية متطرفة في الآونة الأخيرة. وتعهد الوزير بأن الحكومة ستشدد الخناق على الجمعيات الخيرية التي يشتبه في ارتباطها بشبكات متطرفة.