سياسة

مؤامرة قناة الجزيرة ضد قادة ورموز الخليج وتفاصيلها كاملة


بدأت تنكشف شيئا فشيئا المؤامرة التي ينفذها الإعلام الممول من طرف نظام الدوحة، وذلك بعد أن تطاولت قناة الجزيرة القطرية ومذيعيها على أمير قطر الأسبق الشيخ خليفة بن حمد، وإساءتها بعد ذلك لسلطان عمان الراحل قابوس بن سعيد، ثم تمجيدها قاسم سليماني، قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني المصنف إرهابيا.

ويظهر بأن المؤامرة تستهدف اغتيال قادة ورموز الخليج معنويا ومحاولة تشويه صورتهم، في مقابل تلميع القتلة والإرهابيين وتقديمهم كرموز جديدة، وفي محاولة عبثية لتزييف الوعي.

غير أن هذه المحاولة فشلت فيها الجزيرة ومذيعيها فشلا ذريعا، بعد أن ارتفعت أصوات في قطر وسلطنة عمان ومختلف أنحاء الوطن العربي والعالم الإسلامي، تنتقد سياسات القناة القطرية وتطالب أيضا بإغلاقها وكف أذاها عن الأمة، وقد رصدت من جهتها العين الإخبارية تفاصيل مؤامرة الجزيرة ومذيعيها في التقرير التالي:

التطاول على خليفة بن حمد

قام مذيع الجزيرة جمال ريان قبل نحو 3 أسابيع بنشر تغريدة يحاول فيها تملق حمد بن خليفة أمير قطر السابق والمتحكم في شؤونها حتى اليوم، ونجله تميم أمير قطر الحالي، من خلال محاولة تبرير انقلاب حمد بن خليفة على أبيه الراحل الشيخ خليفة بن حمد (الذي وافته المنية في 23 أكتوبر 2016)، بمزاعم كاذبة.

وجاء في تغريدة جمال ريان: يتجادلون.. لماذا لا يتحدث جمال ريان عن قطر؟ إليكم: لماذا أحكم الأمير الوالد حمد بن خليفة سيطرته على مقاليد الحكم في قطر بدلًا من والده،؟ لأن السعودية كانت تهيمن على القرار السيادي لقطر من خلال والده، ولماذا تنازل عن الحكم للأمير تميم، لأنه مؤهل علميا وسياسيا وعسكريا لحكم قطر.

وبعد أن تطاول المذيع جمال ريان، على أمير قطر، ومحاولته تبرير انقلاب ابنه حمد بن خليفة أمير قطر السابق ووالد الأمير الحالي عليه في 27 يونيو 1995، عرف موقع التواصل الاجتماعي تويتر انتفاضة غضب واسعة وحملة استنكار ضد مذيع قناة الجزيرة القطرية، كانت بمثابة صفعة قوية لنظام الدوحة، حيث أعرب مغردون قطريون وخليجيون عن استيائهم من سماح النظام الحاكم في قطر لمذيع الجزيرة بالتطاول على رمز من رموز قطر والخليج، واستنكروا الإساءة للأمير الراحل من قبل ابنه حيا وميتا.

ومن جهتهم، فقد أعرب مغردون خليجيون عن استنكارهم لما قام به مذيع قناة الجزيرة من تطاول على رمز خليجي، حيث اعتبروا أن عدم عقابه على تطاوله ربما جاء بتحريض ممن سبق أن انقلب على أبيه، وأشادوا بفترة حكم الأمير الراحل وعلاقاته الطيبة بأشقائه وجيرانه في دول مجلس التعاون الخليجي، وخصوصا السعودية.

والجدير بالذكر أنه في 27 من شهر يونيو عام 1995؛ قام حمد بن خليفة أمير قطر السابق، والمتحكم في سياستها حتى اليوم، بتنفيذ انقلاب على أبيه في الوقت الذي كان هذا الأخير خارج البلاد، وبذلك تولى حمد شؤون الحكم، وقيادة الدوحة إلى أسوأ مرحلة في تاريخها، ولا يزال شعبه يدفع ثمن سياساته الكارثية حتى الساعة.

إن ذكرى انقلاب حمد بن خليفة على أبيه، لا تعتبر فقط نقطة سوداء في تاريخ حاكم، أو مجرد أكبر قصة عقوق في تاريخ الدول العربية، بينما هي أحد أسوأ الأحداث في تاريخ المنطقة الحديث.

وبعد أن تولى حمد مقاليد الحكم عام 1995، شرع في تنفيذ مخطط تفكيك الأمة العربية، حيث بدأ بتأسيس قناة الجزيرة، في بداية نوفمبر 1996 كذراع إعلامية لنشر الفتنة، وفي عام 2003، تآمر على السعودية عبر تسجيلات موثقة، وتحالف مع الجماعات الإرهابية وعلى رأسها الإخوان وحزب الله لتنفيذ مخططاته.

وقام أيضا بدعم ما عُرف باسم احتجاجات الربيع العربي التي انطلقت عام 2011، ولا تزال الشعوب في سوريا وليبيا واليمن تدفع ثمن تدخلاته في شؤونها ودعمه للإرهاب، كما أسهمت سياساته في تكريس الانقسام الفلسطيني، وارتهان الإدارة القطرية لنظامي رجب طيب أردوغان في تركيا، وولاية الفقيه في إيران، ولا تزال أيضا قطر والمنطقة تدفع ثمن جرائم وآثام صاحب أكبر سياسات تخريبية في تاريخ بلاده، في ظل استمرار نجله تميم بن حمد في السير على نفس النهج.

هذا وقد رفض القطريون وعلى رأسهم قبيلة الغفران انقلاب حمد على أبيه، فقامت بذلك السلطات القطرية، بممارسة انتهاكات ممنهجة ضد أبناء هذه القبيلة، ما زالت مستمرة حتى اليوم، حيث شملت التهجير وإسقاط الجنسية والاعتقال والتعذيب وطرد أطفالهم من المدارس، وحرمانهم من التعليم، ومنعهم من ممارسة حقوقهم المدنية والترحيل القسري.

كما أن حمد لم يكتف فقط بإزاحة والده عن الحكم؛ وإنما قام بمطاردته عبر الإنتربول الدولي، وطالب بالقبض عليه بجرائم مختلقة ومزورة، في صورة من أكبر صور العقوق والافتراء.

وبالرغم من تنازل حمد عن الحكم لابنه تميم في 25 يونيو 2013، غير أن تدخلاته في سياسات قطر وتحكمه فيها حتى اليوم يعدان من أبرز أسباب الضياع وفقدان البوصلة التي تعانيها الدوحة، والتي يدفع ثمنها حاليا القطريون.

الإساءة للسلطان قابوس

بعد مرور أيام على تطاول جمال ريان على الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني، أثار مذيع الجزيرة القطرية فيصل القاسم عاصفة جديدة وهذه المرة بسبب إساءته لسلطان عُمان الراحل قابوس بن سعيد.

قام القاسم بنشر تغريدة حيث حرض فيها عن الدول العربية التي قال إنها تطبع أو تدافع عن إسرائيل، وصاحب تغريدته بصورة تجمع السلطان قابوس ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

في حين قام العمانيون بالرد على ذلك بصور تجمع أمير قطر السابق حمد بن خليفة ورئيس وزرائه آنذاك حمد بن جاسم مع مسؤولين إسرائيليين، وقالوا لقاسم إنه كان من الأولى وضع تلك الصور في تغريدته، عوض الإساءة لسلطانهم الراحل المعروف بمواقفه الداعمة للقضية الفلسطينية، طوال فترة حكمه التي اقتربت من نصف قرن.

كما حمل عمانيون، قطر، مسؤولية الإساءة للسلطان الراحل، وأكدوا بأن مذيع الجزيرة لا يستطيع أن يقدح من رأسه، ولن يجرؤ على القيام بتلك الإساءات بدون توجيهات من قناته، والمسؤولين في الدوحة.

بينما اعتبر مغردون بأن إساءة القاسم جاءت بتوجيهات قطرية لصرف الأنظار عن فضائح التطبيع القطري، والتي وثقها المغردون بالصور والفيديو، كما طالب عمانيون بإغلاق مكتب قناة الجزيرة في سلطنة عمان، بعد إساءة مذيعها فيصل القاسم للسلطان الراحل قابوس بن سعيد وبلادهم، وطالبوا أيضا الدوحة بطرد القاسم من قطر ومحاسبة القناة على إساءاتها، محملين نظام الحمدين المسؤولية عن تلك الإساءة، وأكدوا بأنهم لن يغفروا له ما قام به.

وبسبب ما أثارته إساءة مذيع الجزيرة من غضب عماني، فقد اضطر القاسم لحذف تغريدته من حسابه في موقع تويتر، غير أنه عاد وغرد مجددا تغريدة مسيئة للشعب العماني، اضطر إلى حذفها مجددا على خلفية تصاعد الهجوم عليه.

ويذكر بأن السلطان قابوس بن سعيد وافته المنية في 10 يناير الماضي، بعد أن تولى مقاليد الحكم على مدار 49 عاما، إذ نجح خلالها في إقامة دولة عصرية تستلهم قيم الماضي وتنهض بالحاضر وتسير بخطى ثابتة واثقة نحو مستقبل زاهر.

إلى ذلك، كانت سلطنة عمان طوال فترة حكمه عضوا فاعلا في مجلس التعاون الخليجي وجامعة الدول العربية، وتعمل جنبا إلى جنب مع الأشقاء العرب في بلورة رؤى استراتيجية للقضايا العربية الراهنة ومنها القضية المحورية وهي قضية فلسطين، وأيضا اعتماد خيار السلام في النزاع العربي الإسرائيلي بما يحقق الأمن والسلام في المنطقة.

أما أمير قطر السابق حمد بن خليفة فسارع إلى إقامة علاقات مع إسرائيل، بعد عام واحد من توليه الحكم، إذ جرى افتتاح المكتب التجاري في الدوحة من قبل رئيس الحكومة الإسرائيلي آنذاك شمعون بيريز عام 1996، الأمر الذي يشير إلى أنه أكثر من مكتب؛ إذ إن رئيسه كان يحوز رتبة سفير في الخارجية الإسرائيلية، وتم أيضا حينها التوقيع على اتفاقية لبيع الغاز القطري إلى إسرائيل، وإنشاء بورصة الغاز القطرية في تل أبيب.

وبعد أن تولى ابنه تميم بن حمد الحكم في يونيو 2013، واصل السير على نهج أبيه، واستمرت قطر في تطبيعها مع إسرائيل وتكريس الانقسام الفلسطيني، كما كشفت وسائل إعلام إسرائيلية عن قيام رئيس الموساد يوسي كوهين، وقائد المنطقة الجنوبية في جيش الاحتلال هرتسي هاليفي بزيارة سرية لقطر فبراير الماضي، لحثهم على الاستمرار في دعم حركة حماس.

تمجيد الإرهابي سليماني

بعد الإساءة للسلطان قابوس، قامت الجزيرة بإحداث صدمة للوطن العربي والعالمي الإسلامي بعد قيام ذراعها للبث الصوتي الجزيرة بودكاست ببث حلقة خصصتها لتمجيد قاسم سليماني، قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني المصنف إرهابيا، ليستنكر العالم ما قامت به الجزيرة من تمجيد إرهابي تلطخت أياديه بدماء الكثير من الأبرياء حول العالم، حيث اعتبروا ما قامت به استفزاز لمشاعر الملايين وخصوصا من ذوي ضحايا جرائمه في سوريا واليمن والعراق ولبنان.

وقد بثت الجزيرة بودكاست، ضمن برنامجها رموز، حلقة عن سليماني الذي قتل في غارة أمريكية 3 يناير الماضي، باسم سليماني رأس حربة إيران، ووصفته خلالها بأنه شهيد ومجاهد في سبيل الله وكان جندي كرس حياته لخدمة الإسلام.

إن موقف الجزيرة هذا جاء متناغما مع مواقف النظام القطري الذي بادر وزير خارجيته محمد بن عبدالرحمن آل ثاني بالذهاب إلى طهران في اليوم التالي لمقتل سليماني، قبل أن يتبعه أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني بزيارة دعم إلى طهران بعدها بأسبوع، حيث التقى خلالها مرشد إيران علي خامنئي والرئيس حسن روحاني.

وبعد عاصفة الغضب التي واجهتها القناة، فقد قامت بحذف التغريدة التي تمجد سليماني من على حسابها في توتير من دون أن تحذف الحلقة ذاتها من الجزيرة بودكاست، أو حساب الجزيرة بودكاست في يوتيوب.

إن سجل سليماني يمتلئ الجرائم والانتهاكات، مما يجعل سيرته ملطخة بدماء الكثير من الأبرياء، إنه مسؤول عن العديد من العمليات الإرهابية في دول عربية وغربية، وتصفية المعارضين في الداخل والخارج، كما أشرف ميدانيا على مليشيات بلاده في الأراضي السورية.

ويشار أن سليماني، قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، قُتل في غارة أمريكية استهدفت سيارة كانت تقله على طريق مطار بغداد الدولي يوم 3 يناير الماضي، وقد مدرجا على قوائم الإرهاب دوليا منذ عام 2011، ويعد ذراع النظام الإيراني لنشر الفوضى والتخريب في المنطقة، والعقل المدبر لإرهاب طهران، والمسؤول عن قمع المتظاهرين في سوريا والعراق ودعم المليشيات في المنطقة.

أهداف المؤامرة

إن ما قامت به الجزيرة على مدار الفترة القليلة الماضية، ومن المؤكد بأن مذيعيها قاموا بذلك بتوجيهات من قناتهم والمسؤولين في الدوحة، ولاسيما بأنه لم يتم عقاب أيا منهم على إساءته وتطاوله على قادة ورموز دول الخليج، يوضح بأن ما قاموا به ليست أخطاء واجتهادات فردية وإنما هي مؤامرة محددة المعالم، تستهدف تشويه صورة قادة ورموز الخليج، وصنع رموز جديدة تتوافق مع سياسات نظام الدوحة، في أسوأ محاولة لتشويه التاريخ وتزييف الحقائق ومحاولة العبث بوعي الشعوب، وهذا بالفعل ما دأبت عليه القناة خلال الفترة الماضية، غير أن وعي الشعوب التي كانت تستهدفه الجزيرة كان لها بالمرصاد، وتصدى لمحاولاتها، ولقنها والنظام التي يمولها درسا قاسيا.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى