ليبيا.. المليشيات تفرض حصارا اقتصاديا وخدميا على مدينة ترهونة
قامت المليشيات المسلحة التابعة لحكومة فايز السراج في العاصمة الليبية طرابلس بفرض حصار اقتصادي وخدمي على مدينة ترهونةً، منذ أسبوع كامل، وذلك ضمن حرب التجويع التي تشنها بهدف إجبار سكان المدينة على التراجع عن دعم الجيش الليبي.
ولقد تزامن حصار المليشيات لمدينة ترهونة (88 كم جنوب شرق طرابلس) مع فشلها في تنفيذ هجوم على طرابلس أو التصدي للقوات القادمة منها نحو قلب العاصمة، حيث شمل الحصار الذي فرضته المليشيات على المدينة قطع الخدمات الأساسية بشكل ممنهج لمدة تزيد على 7 أيام تشمل المياه والكهرباء والاتصالات الهاتفية والإنترنت إلى جانب استهدافات عشوائية بالطيران التركي المسير لإجبار ترهونة عن دعم الجيش.
وفرضت أيضا المليشيات حصارا على الطرق المؤدية للمدينة، بينما قامت الطائرات التركية المسيرة التي تدعم المليشيات وحكومة السراج باستهداف عدة شحنات وقود ومواد غذائية قبل الوصول إليها.
وبذلك، أصدرت عدة جهات حقوقية بيانات إدانة عن محاصرة ترهونة واستخدام التجويع كسلاح في المعارك ضد المدنيين والمدن بصفة عامة، فيما وصفت اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان في ليبيا حصار مدينة ترهونة من طرف المليشيات على أنه جريمة ضد الإنسانية، وبالرغم من الحصار المفروض على ترهونة، فإن أبناء المدينة لديهم صمود غير مسبوق؛ إذ يعتمدون على الإنتاج الذاتي لتأمين الغذاء.
وقد أسقطت منصات الدفاع الجوي بالجيش الليبي عدة طائرات تركية مُسيّرة كانت آخرها، مساء الخميس، بعد إغارتها على مدينة ترهونة، وقال شاهد عيان من ترهونة، الصالحي الترهوني: إن الخدمات مقطوعة عن المدينة منذ 12 يوماً، بعد أن كانت تنقطع وتعود في الأسبوع الأول، مشيرا للعين الإخبارية بأن هذا الانقطاع المتعمد يشمل كل الخدمات بما في ذلك شاحنات التموين والأدوية القادمة من المدن المجاورة لترهونة.
وقال من جهته محمد صالح فرج المحلل السياسي والعسكري أحد أبناء ترهونة: إن المليشيات لجأت لقطع الخدمات عن المدينة بعد فشلها في مساومات ومفاوضات مع قيادات المدينة الاجتماعية والسياسية والعسكرية، مضيفا: إن أهالي ترهونة رفضوا تماما تقديم أي تنازلات أو المساومة في الدفاع عن ليبيا، وأن الجميع رد بالرفض التام والانحياز للوطن.
كما أكد بأن المليشيات قطعت إمدادات الوقود والتيار الكهربائي عن كافة أرجاء المدينة، حتى المستشفيات التي عجزت حتى عن استخدام المولدات لقطع الوقود، ولفت أيضا إلى أن وحدة الغسيل الكلوي بمستشفى ترهونة متوقفة منذ 7 أيام بسبب انقطاع كافة أنواع مصادر الطاقة عن المدينة، كما أوضح بأن السكان يتجهون كيلومترات خارج المدينة لإجراء المكالمات الهاتفية أو الاتصال بالإنترنت.
تعتبر ترهونة إحدى أبرز المدن الداعمة للجيش الليبي في حربه على الإرهاب بالمنطقة الغربية، حيث شكلت المدينة عدة ألوية من أبنائها المتطوعين (اللواء التاسع ولواء الحسوم) من أجل دعم الجيش في المعركة.
في حين ساهمت القوات القادمة من مدينة ترهونة في تطوير العمليات العسكرية بالعاصمة ومقاومة عمليات التقدم والعمليات النوعية في قلب طرابلس وإجبار المليشيات على التراجع عسكريا، وقدمت المدينة –مقر أكبر قبائل الغرب- دعما للجيش الليبي في حربه من باب الدبلوماسية الشعبية وعقد فيها اجتماعات شيوخ وأعيان وقبائل ليبيا.