سياسة

ليبيا…احتجاجات في عدة مدة تنديدا بالتدخل التركي


إن إعلان تركيا تدخلها ومساندتها عسكريا حكومة الوفاق ومليشياتها في طرابلس قد قوبل بحالة من الاصطفاف الشعبي، وإنهاء الخلافات الجانبية، ودعم كبير للجيش الوطني.

وقد انطلقت احتجاجات في عدة مدن ليبية ، منها : بنغازي، درنة، طبرق، وبني وليد، تنديداً بالتدخل التركي الذي وصفوه بالاحتلال، وأكدوا أيضا دعمهم الكامل للجيش الليبي، حسب ما أفادت العين الإخبارية.

وقد دعت من جانبها قوى وطنية ليبية المجتمع الدولي إلى وقف التدخل التركي في الشأن الداخلي، وذلك بعد تلويح أنقرة إرسال قوات إلى البلد الغني بالنفط.

وقد قالت قوى التجمعات الوطنية الليبية (تشمل عدداً من منظمات المجتمع المدني والأحزاب الوطنية وجمعيات حقوقية) في بيان بأن إنزال قوة عسكرية تركية على الأراضي الليبية، يمثل خرقاً فاضحاً لميثاق الأمم المتحدة، وكلّ أعراف القانون الدولي والإنساني.

 

كما اجتمع أكثر من ألف شيخ قبيلة من كل مناطق ليبيا، يوم السبت الماضي، في مدينة بنغازي، وذلك من أل التنديد بالتدخل التركي، وأكدوا استعدادهم للالتحاق بقوات الجيش الليبي للدفاع عن أمن وسيادة ليبيا. مطالبين بنبذ الخلافات والاستعداد للدفاع عن ليبيا ضدّ هذا العدو الذي يحمل له كل الليبيين ذاكرة سوداء وماضياً أليماً.

وطالبوا أيضا كلّ الجنود والضباط المتخلفين للالتحاق بقوات الجيش الوطني للدفاع عن البلاد، محملين كلّ المتواطئين والخونة المسؤولية لجلب المستعمر، وداعين إياهم لمراجعة أنفسهم لأنّ التاريخ لن يرحمهم.

وقد قال من جهته المبعوث الأممي لدى ليبيا غسان سلامة، يومه الثلاثاء بأن تركيا فاقمت الوضع في ليبيا، حيث أشار إلى أنّ التدخل الأجنبي التركي تحديداً، قد تسبّب في تأجيج الصراع بطرابلس.

وقال أيضا سلامة، خلال مقابلة مع صحيفة لوموند الفرنسية بأن تركيا وحكومة فايز سراج في طرابلس أسهما مؤخراً في تصعيد الوضع في ليبيا، موضحا بأنّ مذكرتي التفاهم العسكرية والأمنية بين حكومة السراج وأردوغان، وتصريحات الأتراك الأخيرة بشأن إرسال قوات إلى ليبيا، أدى إلى تدويل الأزمة.

كما ذكر المبعوث الأممي؛ بأنّ التدخل الخارجي أسهم في تفاقم الوضع الذي شهدتها ليبيا خلال الأسابيع القليلة الماضية، وأشار إلى أنّ تركيا سلمت أسلحة وطائرات بدون طيار إلى مسلحي السراج، فضلاً عن وجود مقاتلين سوريين ضمن صفوف حكومة السراج.

وأعرب أيضا سلامة عن خيبة أمله تجاه التصعيد في ليبيا، حيث قال: أشعر بخيبة أمل؛ لأنه بعد 9 أشهر من القتال في طرابلس، لم يتوصل مجلس الأمن لقرار يدعو إلى وقف إطلاق النار.

وقد رأى المبعوث الأممي؛ بأنّ مصداقية الأمم المتحدة على المحك في ليبيا، وبأنّ المجتمع الدولي قد أصبح عاجزاً أمام هذا الوضع، وأمام تسليم السلاح، وانتهاك حظر توريد السلاح إلى ليبيا.

وقد دعا بدوره القائد العام للجيش الوطني الليبي، خليفة حفتر، في كلمة وجهها إلى الليبيين، مساء يوم الجمعة، الشعب إلى التوحّد وحمل السلاح ضدّ المستعمر، وذلك ردا على عزم أنقرة إرسال قوات إلى العاصمة طرابلس.

في حين قد قرّر مجلس النواب الليبي، يومه السبت، إلغاء مذكرتي التفاهم الموقعة بين الرئيس التركي، رجب أردوغان، ورئيس حكومة الوفاق، فايز السراج، الشهر قبل الماضي، وأعلن إحالة السراج للقضاء بتهمة الخيانة العظمى.

وقد قرّر البرلمان الليبي قطع العلاقات مع الحكومة التركية على خلفية تدخلاتها في الشؤون الداخلية الليبية، كما صادق على تفويض القيادة العامة للقوات المسلحة بتعطيل المطارات والموانئ والمنافذ البرية الواقعة تحت سيطرة المليشيات.

تابعونا على
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى