ليبيا.. اتصالات وتحركات لدخول الجيش إلى العاصمة طرابلس سلميا
بعد مواجهات عنيفة مع الإرهابيين، حققت العملية العسكرية (الكرامة)، التي أطلقها القائد العام للقوات المسلحة الليبية المشير خليفة حفتر، منتصف عام 2014، سلسلة نجاحات لضم مساحات شاسعة من البلاد، حيث تحول الجيش إلى أيقونة يتمسك الشعب بدورها البارز في تطهير البلاد من قبضة الإرهابيين وبسط سيادة الدولة على كافة المدن.
وعانت المدن الواقعة بالمنطقة الشرقية منذ اندلاع ثورة 17 فبراير من عمليات إرهابية وتفجيرات راح ضحيتها عدد كبير من المدنيين والعسكريين، ومع تعالي الأصوات في المدن الليبية بضرورة دخول الجيش الوطني إلى العاصمة طرابلس، باتت الفكرة حاضرة في ذهن المشير حفتر، الذي يرفض في نفس الوقت تنفيذها بقوة السلاح، رافعًا شعار الدخول السلمي بدعم قبلي وشعبي.
وتحاول بعض الأطراف الليبية المرتبطة بعلاقات مشبوهة مع تركيا وقطر، بث الفتنة والفرقة بين أبناء هذا البلد، وخاصة في طرابلس، بالإضافة إلى الترويج لخطاب مضلل حول نية الجيش دخول العاصمة بقوة السلاح، وهو ما ثبت عكسه بعد دخول غالبية مدن الجنوب بتأييد ودعم شعبي.
وبدأت المشاورات بين الكتائب المسلحة الداعمة للجيش الليبي في التواصل مع القوى المسيطرة على طرابلس؛ لبحث دخول القوات دون إراقة دماء أو حرب بين الأطراف، وهي مشاورات تسير على قدم وساق، منذ عدة أسابيع، وفقا لما أوردته العين الإخبارية نقلا عن مصادر متطابقة في طرابلس.
ويدعم تيار كبير داخل العاصمة طرابلس دخول قوات الجيش الوطني الليبي في إطار معركته الشاملة ضد الإرهاب وبسط السيادة شريطة ألا تنجرف الأمور نحو مواجهة عسكرية مع القوى المسيطرة على مدن المنطقة الغربية، وهو ما يحتاج إلى مزيد من رسائل الطمأنة من القائد العام للقوات المسلحة الليبية.
وأمام ذلك، يتوقع خبراء أن يقدم الجيش الوطني على دخول طرابلس من الحدود الجنوبية لها، في ظل تحركات إقليمية ودولية تقودها فرنسا لدعم عملياته، التي ستساهم بشكل كبير في تسهيل مهمة القوات المسلحة في القضاء على الجماعات الإرهابية وتسريع وتيرة التحركات العسكرية نحو العاصمة.
وسيطرة الجيش الليبي على مساحات كبيرة من ليبيا يفرض على الدول الأوروبية ضرورة التنسيق والتشاور مع المشير حفتر للحفاظ على مصالحها في ليبيا، فضلا عن وجودها في المشهد السياسي حال دخول الجيش للعاصمة طرابلس وتحرير مؤسسات الدولة من بعض الكيانات والكتائب المسلحة.
ويتوقع مراقبون دخول قوات الجيش الوطني الليبي إلى طرابلس، خلال عدة أشهر، حال نجحت تحركات باريس الداعمة للمؤسسة العسكرية، وتوحيد الصف الأوروبي نحو رؤية واستراتيجية موحدة، خاصة بين فرنسا وإيطاليا حول مناطق نفوذ البلدين.
وتتخوف الأطراف الليبية من تدخل قوى إقليمية معادية للجيش الوطني الليبي، مثل تركيا وقطر لخلط الأوراق في العاصمة طرابلس، عبر تحريك بعض قادة الميليشيات المسلحة المقربين من البلدين، خاصة المنتمين إلى تنظيمي القاعدة والإخوان الإرهابيين، كأحد أخطر التحركات التي يمكن أن تدفع طرابلس نحو مواجهة عسكرية شاملة لا يحمد عقباها.