ليبراسيون الفرنسية: أردوغان يعاني حمى الدولة العثمانية


نشرت صحيفة ليبراسيون الفرنسية مقالا تحت عنوان أردوغان حمى العثمانية، اتهمت فيه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بازدواجية الخطاب لاستقطاب الشعبويين الأتراك، معتبرة أنه حول بلاده إلى نظام حكم استبدادي.
وأشارت الصحيفة إلى أنه منذ وصول الرئيس التركي السلطة مطلع الألفية الجديدة حول باستبداده وحكمه السلطوي، تلك الدولة التي كانت تنعم بالديمقراطية وتجسد المعنى الحقيقي للتعايش السلمي بين الإسلام والديمقراطية إلى دولة يحكمها الديكتاتور الأشد قسوة.
وأضافت ليبراسيون أن الممارسات القمعية للرئيس التركي في السلطة تطورت خلال السنوات الأخيرة، حتى أصبحت من أقصى الديكتاتوريات في العالم، لاسيما منذ مزاعم الانقلاب الفاشل يوليو 2016، بخنق الحريات المدنية، وتكميم وسائل الإعلام، واعتقال الصحفيين في حملة تطهير واسعة طالت جميع قطاعات الدولة، الجيش، والحكومة، وأساتذة الجامعات، تابعت أن أردوغان توج تلك الممارسات الديكتاتورية بانتخابات مبكرة، لإعادة انتخابه في اقتراع مشكوك في نزاهتها حصل فيه على 52% من الأصوات في يونيو الماضي.
وتحدثت الصحيفة عن ازدواجية خطاب أردوغان موضحة أن انفتاح تركيا على العالم والتأثير على الساحة الدولية الذي يزعمه، ينافي الحجج التي يسوقها في خطاباته أمام أنصاره لتوطيد سلطته، ودللت على ذلك، بموقفه المزعوم تجاه قضية الصحفي السعودي جمال خاشقجي، حيث زعم أن لديه أدلة ويريد الكشف عنها، في خطاب أمام البرلمانيين وممثلي حزبه (العدالة والتنمية)، مشيرة إلى أن ما فعله أردوغان استعراض واضح لتعزيز شعبيته أمام أنصاره ولكن دون تقديم أدلة على صحة تصريحاته.
وأوضحت الصحيفة أن قومية أردوغان تختلف عن القوميات الغربية”، لافتة إلى أن “القومية التي يدعو إليها أردوغان تدعو إلى كراهية الأجانب.
ونقلت الصحيفة عن مدير المعهد الفرنسي لدراسات الأناضول في إسطنبول، بيرم بالسي، قوله إن أردوغان يعرف جيداً التلاعب بشعبه، فمرة يتظاهر بدور قيادي لبلاده في العالم الإسلامي، وبعد الأحيان معاداة أوروبا التي ترفض انضمام بلاده للاتحاد…الخطاب القومي لأردوغان يعادل اليمين المتطرف في أوروبا إذ يزعم أن تركيا وريثه للإمبراطورية العثمانية، مضيفا أن أردوغان يجيد اللعب على وتر الطموح المشترك للقوميين بتركيا الكبيرة.
وأكد الباحث الفرنسي أن تحليل خطابات الرئيس التركي يوضح استخدامه المفرط للألفاظ الفجة، مشيرا إلى وصفه قرار ألمانيا وهولندا بحظر الحملات الانتخابية لمؤيدي أردوغان خلال الاستفتاء العام الماضي بالممارسات النازية.
وأوضح الباحث الفرنسي أن تلك المصطلحات موجهة لأنصاره من الداخل أكثر من الخارج، مضيفا أن تلك الاستعراضات الشعبوية أثارت حماس أنصاره الذين خدعوا بالخطاب ووجدوا أن تلك التصريحات رداً على احتقار الأوروبيين.

Exit mobile version