لموت مستدام .. ابتكار تابوت عضوي يتحلل بالكامل خلال أسابيع

طرحت شركة Loop Biotech الهولندية أول “تابوت حي” قابل للتحلل الحيوي في العالم، كخيار بديل للأشخاص المهتمين بالبيئة والراغبين في دفن أكثر استدامة، بحسب ما جاء في صحيفة “ديلي ميل” البريطانية.
والتابوت مصنوع من الفطريات (جذور الفطر) وألياف القنب المعاد تدويرها، وهو مصمم ليتحلل بالكامل خلال 45 يومًا فقط بعد دفنه، مما يُغني التربة المحيطة ويُصبح جزءًا من الطبيعة.
والتابوت، المتاح حاليًا في المملكة المتحدة، يزن حوالي 30 كغ ويمكنه حمل وزن يصل إلى 200 كغ. يأتي بفرشة مصنوعة من القنب ووسادة من الطحالب، مع إمكانية “الترقية” إلى وسادة من الصوف أو القطن لمزيد من الراحة. وعلى الرغم من كونه صديقًا للبيئة، إلا أن سعره مرتفع نسبيًا، إذ يبلغ حوالي 3000 جنيه إسترليني.
وتنمو هذه التوابيت في منشأة Loop Biotech بمدينة دلفت الهولندية باستخدام مواد خام محلية. وتستغرق عملية التصنيع 7 أيام فقط، دون الحاجة إلى الخشب أو الطلاء أو المواد اللاصقة أو المسامير، ما يقلل بشكل كبير من الأثر البيئي مقارنة بالتوابيت الخشبية التقليدية التي تتطلب عقودًا لنمو الأشجار وتستهلك طاقة كبيرة في التصنيع والنقل.
ولفت هذا التابوت الأنظار مؤخرًا في الولايات المتحدة بعد أن قامت مارسيا أنكر بدفن والدها مارك أنكر في تابوت حي على أرضهم في ولاية مين، ليصبح بذلك أول شخص يُدفن في الولايات المتحدة باستخدام هذا النوع من التوابيت.
ووصفت ابنته هذا الدفن بأنه تحقيق لرغبة والدها الذي كان يعشق الطبيعة، وكان دائمًا ما يقول إنه يرغب بأن يُدفن عاريًا تحت شجرة في الغابة.
وباعت الشركة حتى الآن نحو 2500 تابوت في أوروبا، غالبيتها في هولندا، كما تبيع أواني رماد قابلة للتحلل بسعر حوالي 300 جنيه إسترليني، ويمكن أن تُزرع على سطحها نبتة تنمو لتصبح شجرة بعد دفنها.
ورغم أن دفن التابوت الحي لا يزال أكثر تكلفة من التوابيت العادية، التي تتراوح أسعارها بين 270 و2000 جنيه إسترليني في المملكة المتحدة، فإن مؤسس الشركة بوب هندريكس يقول:”يمكن أن تكون الجنازات أكثر من مجرد نهايات، يمكن أن تكون بدايات”، في إشارة إلى إمكانية أن يترك الإنسان أثرًا إيجابيًا على الطبيعة بعد موته.